الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختراع إماراتي

اختراع إماراتي
14 ابريل 2016 00:56
دائماً ننظر لبعض الاختراعات بتعجب ونتفكر كيف خطرت الفكرة على بال مخترعيها، والحقيقة أن معظم المخترعين الذين قدموا اختراعات نستخدمها في حياتنا اليومية أناس عاديون، وذكاؤهم طبيعي، بل البعض منهم لم يكن ناجحاً في دراسته، ومنهم من كان لا يمتلك قوت يومه، وقد يظن البعض أن الأمر متعلق بالحظ أو المصادفة. لم يحالفهم الحظ وكل ما في الأمر إن هؤلاء المخترعين يفكرون بطريقة تختلف عن تفكيرنا، فهم يستخدمون عقولهم بالشكل الصحيح كطرح سؤال لماذا؟! وبتعجب يُثير فضولهم ويشغلون أنفسهم بالتفكير العميق والبحث من دون يأس حتى يخترعوا شيئاً يحل لنا مشكلةٌ ما، أو يسهل إجراء أو يغير عادة كنا نعتقد أنها صحيحة، فالأمر متعلق بخدمة البشرية، وهذا يحتاج للجهد والمثابرة، وهؤلاء لا ينتظرون بأن يحالفهم الحظ، بل يصنعون حظوظهم بأنفسهم. لو نظرنا للأشياء من حولنا فسوف نجدها عبارة عن اختراعات، مثل المكيف والطاولة حتى الأشياء الصغير مثل القلم والمحارم الورقية.. اختراعات لا تعد ولا تحصى ولا نستطيع الاستغناء عنها، وهناك اختراعات تُعتبر قفزة نوعية خلدت اسم مخترعها مثل «إيرل التبر» الأميركي الذي اختراع حاوية المطاعم البلاستيكية المزودة بفتحة صغيرة لإخراج الهواء سنة 1946، وساعد اختراعه على حفظ ونقل الطعام من مكان إلى آخر، ويعتبر المخترعون أن اختراع «التبر» أعظم من اختراع المايكرويف على الرغم من بساطة اختراعه الذي كان عبارة عن صندوق فارغ. إن الدول المتقدمة لم تتقدم على العالمين الثاني والثالث إلا بالمصانع التي تم بناؤها من وراء اختراعات مواطنيها، وهذا ما أوصانا به والدنا وقائدنا المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عندما قال بأن الرجال هم من يبنون المصانع، وإن المصانع لا تصنع الرجال، وهنا بحكمته يشير رحمة الله عليه، إلى عقول الرجال المبدعين والمبتكرين الذين يبنون مصانعنا الوطنية باختراعاتهم. إن المصنع الحقيقي هو ما يتم بناؤه لإنتاج سلعة مُسجلة براءة اختراعها، والتي تنتمي هويتها بالكامل لموطن مُخترعها، أما المصانع الاخرى، فهي امتداد للمصنع الرئيس، ولكي ننافس الدول المتقدمة نحن بحاجة إلى مصانع إماراتية الفكر، وهذا يتطلب منا تفجير طاقاتنا الإبداعية، فنحن نمتلك جميع المقومات التي تُساعدنا على ذلك، ولدينا أفضل المؤسسات التعليمية، كما يوجد لدينا مؤسسات لدعم المشاريع وتمويل الأفكار وكل ما نحتاج إليه هو التفكير كالمخترعين الحقيقيين، ونبحث دائماً عن إجابة كيف نقوم بعمل ما وبطريقة مختلفة، ولا نجعل من فضولنا مجرد تعجب يقيدهُ المستحيل. واذا نظرنا إلى المحطة الدولية المُثبتة في مدارها خارج الغلاف الجوي، فسوف ندرك أنه لا يوجد مستحيل على العقل البشري مع الإصرار والعزيمة. وأخيراً هناك الملايين من براءات الاختراع المُسجلة، والتي لم تكلف أصحابها سوى التفكير والبحث والتجربة المتكررة، ومن يدري قد تكون فكرة اختراعك على ورقة صغيرة بذرة لمشروع ضخم يُحدث ثورة في المستقبل القريب باسم الإمارات، لذلك فكر وساهم في بناء مستقبل دولتنا الحبيبة لخدمة البشرية. سيف تويلي النعيمي محلل مالي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©