الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مشروع كلمة» يفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة

«مشروع كلمة» يفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة
12 فبراير 2012
أبوظبي (الاتحاد) ـ فاز مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للترجمة في دورتها الخامسة، وذلك في مجال جهود المؤسسات والهيئات. وكان مجلس أمناء الجائزة قد عقد اجتماعه أمس برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة رئيس مجلس أمناء الجائزة، وبحضور أعضاء المجلس، وخصص الاجتماع لاستعراض ومناقشة تقرير اللجنة العلمية للجائزة عن سير العمل بالجائزة وأسماء المؤسسات والأعمال المرشحة لنيل الجائزة في دورتها الخامسة وفي فروعها الخمسة، وبعد تداول الرأي ومناقشة تقارير التحكيم المتعلقة بالمؤسسات والأعمال ومسوغات ترشيحها، أعلن المجلس الفائزين بفروع الجائزة. وجاء في بيانه حول منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات لمشروع “كلمة” التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بدولة الإمارات العربية المتحدة ما يلي: أنشئ مشروع “كلمة” في أواخر عام 2007م، ويتميز بغزارة إنتاجه من الأعمال العلمية المترجمة، حيث صدر عنه أكثر من خمسمئة عنوان من عدة لغات مثل: الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والهندية، والإيطالية، والإسبانية، واليابانية، والصينية، والروسية، والكورية، والكردية، والهولندية... وشملت موضوعاتها مختلف مجالات المعرفة مثل: العلوم الطبيعية، والاجتماعية، والتربوية، والتطبيقية، والفلسفة، والدين، والفنون، والأدب، وعلم النفس، والتاريخ، والجغرافيا... واتسمت الأعمال المترجمة في مجملها بجودة النص، ووضوح المعاني، وسلامة الإجراءات المتبعة إذ تخضع جميع الأعمال لإشراف لجان مختصة باختيار المادة المقترحة للترجمة والمراجعة والتدقيق، كما يلتزم مشروع “كلمة” باحترام حقوق الملكية الفكرية ويهتم ببناء الشراكة والتحالفات الاستراتيجية مع المؤسسات والهيئات المعنية بالترجمة، فقد عقد سبع اتفاقيات دولية مع كل من معهد الشرق المتخصص في شؤون العالم العربي والعالم الإسلامي في روما بإيطاليا، والمركز الثقافي الهندي ـ العربي في الجامعة الوطنية في نيودلهي، ومع جامعة “يوهانيس غوتنبيرغ ماينتز/ غرمرسهايم بألمانيا، والمؤسسة الهولندية لدعم الأدب الهولندي وصناعته، ومؤسسة الثقافة السويسرية “بروهلفتسيا”، واتفاقية مع مؤسسة “يوان ميديا” بكوريا الجنوبية، وكذلك اتفاقية مع المعهد الفرنسي، وأطلق مشروع كلمة في عام 2010م مبادرة “جسور” لدعم الناشرين العرب مادياً ومعنوياً لترجمة أعمال أصيلة إلى اللغة العربية. وفي اتصال هاتفي مع مدير “مشروع كلمة” الدكتور علي بن تميم، أعرب عن سعادته بهذا الفوز بجائزة تعد من أكثر الجوائز العالمية نزاهة وذات سمعة طيبة. وبارك ابن تميم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بالفوز بهذه الجائزة، وللفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة راعي الثقافة. كما هنأ الدكتور علي بن تميم معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومحمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ودار الكتب الوطنية و”مشروع كلمة” وكافة العاملين به. وقال ابن تميم إن هذه الجائزة تعد من أهم الجوائز العربية والعالمية في مجال الترجمة نظراً لارتباطها باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، معرباً عن فخر واعتزاز المشروع بهذه الجائزة مما يزيد من مسؤوليته ويعطيه حافزاً وتشجيعاً للمضي قدما لنقل المعارف، وليكون ضوءاً مشعاً لنقل الثقافات ومد جسور التواصل الحضاري بين الثقافات. واختتم علي بن تميم تصريحه بتقديم الشكر الجزيل للقائمين على جائزة الملك عبدالله بن عبد العزيز للترجمة على تقديرها لدور “مشروع كلمة”، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز. وفي بيان إنجازات “مشروع كلمة”، ذكر أنه منذ انطلاقه في أواخر عام 2007 وحتى اليوم أصدر 700 كتاب مترجم عن 13 لغة عالمية، في مختلف صنوف المعرفة العلمية والأدبية، معتمداً على طاقة 500 مترجم عربي، من المتمكنين باللغات التي يترجمون عنها، فضلا عن تكوينهم الأكاديمي في حقول اختصاصهم. ويسجل للمشروع أنه لم يقف عند حدود اللغات الأوروبية التقليدية في الترجمة، بل تعداها إلى لغات شرقية عريقة كالتركية والفارسية والصينية واليابانية وغيرها. والمعروف أن مشروع “كلمة” للترجمة، يقف في طليعة المشروعات الثقافية العربية التي تحظى باهتمام وثقة الأوساط الثقافية الخليجية والعربية. ويعتبر هذا المشروع درَّة المشروعات التي تعنى بالكتاب العربي نظراً لجودة كتبه، وانفتاحه على حقول المعرفة كلها، وسعيه الى تقديم معرفة علمية ودقيقة عن الآخر، وتجسير الهوة القائمة بين الثقافة العربية وحركة التأليف والنشر في الثقافات العالمية، ما يعني الاقتراب من تطور المعرفة وتحقيق التواصل الثقافي بين الحضارات في عصر يزداد فيه الحديث عن صراع الثقافات وتنافس الحضارات. ومما يزيد أهمية المشروع أنه يستثمر في حقل صعب، ربما لا يجد الكثير من المتحمسين للاستثمار فيه، مدفوعاً بالعوائد المعنوية الهائلة التي سيحققها على صعيد النهضة الثقافية، والإسهام إسهاماً نوعياً في عملية التنمية المجتمعية بل في عصبها الأهم: الإنسان. فبغير الإنسان الواعي، المثقف، المتمسك بسلاح العلم والمعرفة لا يمكن أن تنمو المجتمعات أو ترقى، ما يجعل مشروع “كلمة” واحداً من المشروعات المؤسِسة التي تفعل عميقاً في وعي العرب وثقافتهم، بل وتتصل بعلائق تنموية مع الثقافات الأخرى في كافة أطيافها وتجلياتها... وقد انطلق مشروع “كلمة” من وعي وإدراك حقيقيين لما تمثله حركة الترجمة من دور في نهضة الشعوب، وتفاعلها مع الآخر، وتوفير نقاط التماس المشتركة وردم الهوة الفاصلة بين الثقافات، ونشر التقارب الحضاري بين الذات والآخر، خصوصا أن الأقطار العربية تحتاج لعملية ترجمة مؤسسية وممنهجة تكشف عن مجالات الفقر في المعرفة بالعربية، وتساهم في سد العجز المؤسسي الذي يعاني منه قطاع الترجمة في الوطن العربي. وقد نجح المشروع في تأسيس جملة من العلاقات الدولية مع عدد كبير من دور النشر العريقة، وأبرم عقوداً مع ما يزيد على المئة ناشر عالمي، من بينهم على سبيل المثال: دار ري ـ آكشن، وشركة المتحف البريطاني المحدودة في بريطانيا، وجامعة شيكاجو وجامعة كاليفورنيا في أميركا، ودار غاليمار ومكميلان وفلامريون في فرنسا، ودار ليوبالد في هولندا، وفالنشتاين وسوركامب في ألمانيا، ولاتيرزا في إيطاليا، وقسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة، بالإضافة إلى تأسيس جملة من اتفاقيات التعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات العالمية، مثل معهد الشرق المتخصّص في شؤون العالم العربي والعالم الإسلامي في روما بإيطاليا، المركز الثقافي الهندي ـ العربي في الجامعة الوطنية الإسلامية في نيودلهي، جامعة “يوهانيس غوتنبيرغ ماينتز/ غرمرسهايم بألمانيا. وبحسب مدير المشروع الدكتور علي بن تميم فإن المشروع في اختياراته لترجمة الكتب يأخذ في اعتباره خمسة مسارب، كما يسميها، هي: المسرب الأول ويتمثل في الاتفاقات العالمية بيننا وبين مؤسسات دولية تهتم بثقافتها، ونتشارك معها في تبادل خيارات الكتب والمترجمين، ولدينا اتفاقات مع الهولنديين والإيطاليين والهنود والألمان (جامعة جوهانسبيرغ في ألمانيا، المؤسسة الهولندية لإنتاج الأدب الهولندي وترجمته وصناعته، معهد الشرق الإيطالي، والمركز الهندي العربي في نيودلهي)، وكذلك مع الفرنسيين والأسبان وغيرهم. هذه المؤسسات الدولية تطلعنا على الإصدارات الحديثة جداً في العالم، وهي تمتلك المعلومات المفيدة جداً فيما ترجم من آدابها إلى العربية. أما المسرب الثاني فيأتي من “كلمة” نفسها، فنحن لدينا فرق فنية تنظر في القوائم الأكثر مبيعاً التي تصدرها الصحف والمؤسسات ومراكز المعلومات المرموقة، علاوة على أهم الجوائز العالمية وتختار منها. ويأتي المسرب الثالث من اللجان الفنية المتخصصة التي تشكلها “كلمة” للنظر في موضوع ما، موضوع الطاقة، مثلاً، يعني القارئ المتخصص والقارئ العام، والمكتبة العربية تعاني نقصاً فيه، هنا، نختار ثلاثة متخصصين أو خبراء في هذا الموضوع ليرشحوا لنا الكتب التي سيترجمها المشروع. والمسرب الرابع هو المترجمون، فهؤلاء يعرفون ما يدور في حقل الترجمة، وبالتالي يرشحون لنا بعض القوائم التي ننظر فيها. ذلك أننا نحرص على إتاحة الفرصة للمترجم ليترجم كتاباً يحبه، بدلاً من أن يُرغم على كتاب معين، فإن كان لديه كتاب جيد ندرس اقتراحه. والمسرب الخامس يأتي من الناشرين العرب الذين يرسلون لنا قوائم مقترحة ندرسها وننتقي منها. علاوة على أننا نُشارك في أهم المعارض الدولية (فرانكفورت، لندن، نيويورك، معرض بولونيا للأطفال)، وهذه المشاركة تجدد قوائمنا بشكل كبير علاوة على أنها ترسخ حضورنا وتعرفنا إلى صناعة الكتاب. كل هذه المقترحات ترسل إلى لجنة التحكيم لتدرسها، وقد تتجاوز أحياناً الـ 600 عنوان وتتقلص إلى 40 أو 60. على صعيد آخر، حجبت جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للترجمة جائزتها في مجال “العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى”؛ وذلك لعدم استيفاء الأعمال المتقدمة للمعايير العلمية للجائزة. ومنحت الجائزة في مجال “العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية” (مناصفةً) بين كل من: الدكتور محمد سلامة الحراحشة والدكتور وليد محمد خليفة عن ترجمتهما لكتاب “الحصول على الفلزات من الخامات: مقدمة إلى استخلاص الفلزات”. والدكتور السيد محمد الألفي والدكتور رضوان السعيد عبدالعال عن ترجمتهما لكتاب “شبكات الحاسب والإنترنت”. ومنحت الجائزة في مجال “العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية” (مناصفة) بين كل من: الدكتور محيي الدين علي حميدي عن ترجمته لكتاب “اللسانيات السريرية” والدكتور فاضل جتكر عن ترجمته لكتاب “آلام العقل الغربي”. كما منحت الجائزة في مجال “العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى” (مناصفة) بين كل من: الدكتور نعمة الله إبراهيم والدكتور عبدالحكيم عارفوف والدكتور أكمل جانوف والدكتور عبدالحميد زيريوف والدكتور جهانكير نعمتوف والدكتور عبدالواحد عليوف عن ترجمتهم لكتاب “السيرة النبوية لابن هشام” إلى اللغة الأوزبكية. وكذلك منحت الجائزة إلى الدكتور نبيل الرضوان عن ترجمته لكتاب “الظل أساطيره وامتداداته المعرفية والإبداعية” إلى اللغة الفرنسية؛ لمؤلفته فاطمة بنت عبدالله الوهيبي. وقررت الجائزة تكريم عددٍ من المترجمين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية، إثراءً لها وتعزيزاً لنقل الفكر والثقافة ودعماً للحوار بين الحضارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©