الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الخرطوم وواشنطن

25 ابريل 2009 00:23
هبت من العاصمة الأميركية واشنطن رياح جديدة بعد تسلم الرئيس أوباما لمسؤولياته، رياح غطت نواحي كثيرة من العالم، فالحال في جوانتنامو بدأت تتغير، ولغة التخاطب مع طهران تبدلت، بل وحتى التوتر الذي كان معروفاً في العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي قد انحسر بصورة واضحة، وكذلك بان أن التعامل مع قضية العرب الأولى، وهي قضية فلسطين، قد يتخذ منحى مختلفاً حتى وإن اقتصر على الشكل دون الجوهر• لا بأس إذن! ولماذا لا يكون للسودان نصيب من هذا التحول؟ الأسبوع الأخير أو الأيام العشرة الأخيره شهدت ذلك التحول بوضوح• بدأ الأمر بمبعوث جديد للرئيس الأميركي للسودان هو ''اسكوت جرايشن''، الذي بدأ نشاطه في الخرطوم، ثم في الفاشر وغيرها من مدن دارفور، مستخدماً لغة دبلوماسية صديقة اشتملت على كثير من العهود والوعود بحل مشاكل السودان كلها، في دارفور وفي الجنوب وفي أي مكان كان• وذهب جرايشن ليحل بعده ضيفاً على الخرطوم السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس والمرشح الديمقراطي المعروف الذي كان منافساً للرئيس السابق بوش ولم يتحقق له النصر• وإذا كان مبعوث الرئيس قد طمأن الخرطوم على ما يضمره البيت الأبيض للسودان وحكومته، فإن قدوم السناتور كيري قد كان بمثابة رسالة من الهيئة التشريعية الأميركية• وجاءت رسالة كيري مطابقة لرسالة المبعوث الرئاسي، تحمل كثيراً من كلمات التودد والعمل على وضع أسس لعلاقات سوية بين السودان والولايات المتحدة الأميركية• ومن نتائج كل هذا، أن حديثاً كثيراً يدور الآن في الدوائر الدبلوماسية عن احتمالات متوقعة لرفع الحظر الأميركي المفروض على السودان وإزالة اسمه من القائمة الأميركية السوداء• لقد توج المبعوث الأميركي الأخير مساعيه الدبلوماسية في الخرطوم بأن اقترح عليها أن بلاده قادرة على تكليف أعداد مماثلة لتلك المنظمات الطوعية التي طردتها الحكومة لتأتي إلى السودان وتقوم بذات العمل الذي كانت تقوم به تلك المنظمات التي اتهمتها الحكومة بالتجسس• وبالطبع، فإن واشنطن لن تعجز عن تنفيذ ذلك الوعد، كما أنه ليس من المتوقع أن يرفض السودان اقتراحاً كهذا هو في أشد الحاجة إليه بعد أن اتضح أن الاعتماد على المنظمات المعروفة مثل الهلال الأحمر وما إليها لن يكون كافياً• وهكذا، فإن رياح التحول التي هبت من واشنطن بعد وصول الرئيس أوباما إلى الحكم وصلت إلى السودان وقد ينال نصيبه منها في غضون الأسابيع القليلة المقبلة• إن التقديرات السياسية وقراءة المستقبل ليست مصدر حق على الدوام ولدينا تجربة السودان، ذلك أن كل السياسيين تقريباً كانوا لا يتوقعون خيراً من فوز الديمقراطيين في الانتخابات الأميركية في المعركة الأخيرة، وذلك لأنهم قدروا أن آخر نظام ديمقراطي أميركي (بقيادة كلينتون) كان قاسياً في علاقته بالسودان ويكفي القول إن العدوان الأميركي المباشر الذي تعرض له السودان كان في ذلك العهد بعد أن استهدفت صواريخ أطلقت من البحر الأحمر مصنعاً للعقاقير الدوائية في الخرطوم• لكن تطور الأحداث جاء عكس ما توقع هؤلاء، فلنتابع شهر العسل الجديد بين الخرطوم وواشنطن• محجوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©