دعم إماراتي لخطة اليونسكو بشأن مبادرة تحالف الحضارات

أشادت الوفود المشاركة في الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر العام لـ ''اليونسكو'' بباريس بالمبادرات العالمية التي تطلقها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم المجتمع الدولي في توفير حق التعليم لشعوب الدول الفقيرة ، مؤكدة أن كافة هذه المبادرات التي تحمل صفة الإنسانية تتطابق أهدافها وغاياتها مع أهداف وغايات اليونسكو وتصب في مصلحتها نظرا للجهود التي تبذلها لتوفير الدعم المادي واللوجستي لمساندة الدول المحتاجة لنشر التعليم فيها · جاء ذلك عقب إلقاء معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم لكلمة الدولة في المؤتمر العام لليونسكو بحضور الآلاف من الوفود المشاركة في أكبر محفل تربوي دولي، حيث أشار معالي وزير التربية - في كلمته- إلى النجاحات التي حققتها الدولة في تأمين حق التعليم للجميع والقضاء على الأمية وتحقيق الفرص المتكافئة للجنسين دون تمييز، والاتجاه لجعل مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة ''إلزامية'' وهي الآن متاحة للجميع، وتوجيه الجهود في هذه المرحلة للتركيز على تحسين نوعية التعليم وجودته، إلى جانب برامج التطوير التي يجري العمل حاليا على إنجازها· وقال: إن التعليم والثقافة والعلوم هي أعمدة التنمية البشرية ولا يمكن تطوير قدرات الإنسان بدون الارتقاء بمستوى هذه المجالات، وفي وطننا العربي تواجهنا تحديات كبرى في مجالات التنمية البشرية ، وهو ما يستوجب تعاون ودعم اليونسكو لمواجهة تلك التحديات· وتابع: تولي دولة الإمارات هذه القضايا أهمية قصوى، ولذلك جاءت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإنشاء مؤسسة تعنى بإطلاق جهود التنمية العربية الإقليمية بميزانية 10 مليارات دولار، وستتولى هذه المؤسسة الاستثمار في البيئة الأساسية للمعرفة وتمويل مجموعة من المبادرات والمشروعات الهادفة إلى تطوير القدرات الفكرية والعلمية في المنطقة · وأشار الوزير إلى المبادرة العالمية التي أطلقها سموه الشهر الماضي المتمثلة في مشروع دبي العطاء لتعليم مليون طفل ودعم البنية التحتية للتعليم الأساسي في المناطق ذات الحاجة، وهو المشروع التي بادرت كافة المؤسسات والفعاليات الرسمية والخاصة والأفراد للتبرع له · وتطرق الوزير إلى الخطوات التي تم اتخاذها لتشجيع الإبداع في مجال التربية والتي تم من خلالها إنشاء العديد من الجوائز التربوية أولها جائزة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله- التي تعنى بالعملية التربوية وتعد حافزا لجميع العاملين في الميدان التربوي لتقويم نتاجاتهم وابتكاراتهم المميزة، والجهود المبذولة من جانب الأمانة العامة لجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز مع أمانة اليونسكو لتوسيع مجالاتها لتكون جائزة دولية للأداء التعليمي المتميز برعاية اليونسكو،· كما سيتم في الشهر القادم بالشارقة افتتاح مركز التخطيط التربوي للمنطقة، كمركز من الفئة الثانية بإشراف اليونسكو، والذي جاء ثمرة للتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة اليونسكو· وأكد الدكتور حنيف مساندة الإمارات ودعمها لخطة اليونسكو الجامعة للتخصصات في مجال الحوار بين الثقافات وإدراجها ضمن مبادرة تحالف الحضارات في إطار الأمم المتحدة، مشيرا إلى إيمان الدولة بأن الحفاظ على الهويات الثقافية الوطنية للشعوب في عالم تعددت فيه دعاوي صدام الحضارات وصراع الثقافات، أصبح يشكل حجر الزاوية في بناء عالم يسوده السلام وتتلاقى فيه الثقافات والحضارات، من أجل مكافحة كل أشكال الجهل الذي يغذى التصورات السلبية عن الآخر· وأكد الوزير في كلمته على الإمارات تقدم في هذا المجال نموذجا فريدا لمبدأ العيش المشترك من خلال احتضانها للعديد من الجنسيات والجاليات من كافة أقطار العالم مما ساهم في إثراء التنوع والتواصل بين الثقافات، مشيرا للاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخرا لإنشاء فروع لأهم المتاحف العالمية من بينها متحف اللوفر ومتحف غوغنهايم بمدينة أبوظبي الأمر الذي يشكل حدثاً هاماً في تعميق التواصل الثقافي بين الحضارات· دعوة متجددة جدد معالي وزير التربية في ختام كلمته دعوة دولة الإمارات بمنح فلسطين العضوية الكاملة في اليونسكو، مؤكدا دعم جهود المنظمة ومديرها العام السيد متسورا من أجل تأهيل المؤسسات التعليمية والثقافية الفلسطينية،مطالبا المجتمع الدولي بالعمل على صون مدينة ''القدس'' المسجلة في قائمة التراث العالمي وحمايتها من أخطار تغيير بنيتها الديموغرافية والعمرانية والثقافية وفقا للشرعية الدولية·