الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدول النفطية تستعيد قوة الثمانينات الشرائية

21 أكتوبر 2007 01:24
استعادت الدول النفطية قوة شرائية لم تشهدها منذ نهاية السبعينات مع بلوغ سعر برميل النفط تسعين دولارا، بسبب حركة طلب لا تزال قوية وتوترات جيوسياسية في المناطق النفطية· وتجاوز سعر برميل النفط للمرة الاولى تسعين دولارا مساء الخميس في نيويورك بعد ان تضاعف في غضون سنة وارتفع ثلاثة اضعاف منذ ،2003 وباستثناء التضخم والتحويلات الى الدولار بأسعاره الحالية، فإن الاسعار تشبه اسعار 1980-1981 أي سنوات الصدمة النفطية التي سببتها الثورة الايرانية والحرب الايرانية العراقية· وقال بن تسوكانوس المحلل لدى ''ستاندرد اند بورز'' ان معدل سعر النفط في 1980 كان يعادل مئة دولار اليوم· ووافقه الرأي المحلل لدى ''دبليو تي آر جي اينرجي'' جيمس وليامز الذي اضاف ان الاسعار ''كانت مشابهة تقريبا لأسعار اليوم''· وبحسب وزارة الطاقة الاميركية، فإن سعر برميل النفط تجاوز الحد الاقصى الذي بلغه قبل ربع قرن عندما ''تجاوز تسعين دولارا''· إلا ان المحللين يشيرون مع ذلك الى استحالة ان يتم تحويل سعر البرميل في تلك الفترة حيث لم يكن قيد التداول في السوق، مع سعر اليوم بالتحديد، في حين كانت تتم التعاملات بنفط خام من نوعية مختلفة· وقال تسوكانوس ''ستستفيد الدول المنتجة كثيرا من هذا الارتفاع في الاسعار وخصوصا تلك التي تشكل الطاقة لديها قسما كبيرا من اجمالي الناتج الداخلي''· لكن جيمس وليامز قال ''ربما عادت هذه الدول لتصبح غنية الى الحد الذي كانت عليه في تلك الفترة، لكن الامر ليس كذلك فعلا بالنسبة للدخل الفردي لأنها شهدت نسب نمو قوية جدا في عدد السكان''· وهكذا ملأ ارتفاع اسعار النفط الخام صناديق الدول الخليجية الغنية بالنفط (السعودية والبحرين والامارات العربية والكويت وسلطنة عمان وقطر) التي تضاعف من المشاريع العقارية العملاقة وشراء المؤسسات والبورصات المالية الغربية· كما انها تنتهج ايضا سياسة تنافسية ذات طموحات كبيرة لتتحول الى مراكز سياحية عالمية وتنفق عشرات المليارات لبناء مطارات جديدة عملاقة· وسمحت الثروة النفطية ايضا بانهاض مالية دول مثل فنزويلا وروسيا، التي سددت ديونها او مثل الارجنتين التي ارتفع احتياطيها من العملات الاجنبية الى تسعين مليار دولار في نهاية يونيو· ويتوقع ان تجني فنزويلا من ارتفاع سعر النفط عشرة مليارات دولار اضافية في السنة، بحسب ريتشارد فرانسيس من ''ستاندرد اند بورز''· أما في الجهة المقابلة، فإن زيادة اسعار النفط تعكس جزئيا خشية اساسية تتمثل في نضوب النفط العالمي في فترة لاحقة· وتريد قطر بذلك ان تعيد حصة الغاز والنفط في عائداتها الى 20 او 25% اعتبارا من 2015 وعلى الرغم من ان ارتفاع الاسعار يضفي مزيدا من الثروة على دولها الاعضاء، فإن منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) لا تجد مصلحة في زيادة كبيرة لهذه الاسعار والتي تجعل من الطاقات البديلة اكثر منفعة· وتريد كذلك تعويض تدهور سعر صرف الدولار وهو العملة التي يجري التداول بها في تعاملات شراء وبيع النفط· وقد انخفض سعر صرف الدولار 10% في بداية 2007 وهو ما يقلص القوة الشرائية التي تجددت في الدول النفطية·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©