البنك الدولي يحدد مساراً جديداً بعد أزمته الأخيرة مع وولفوفيتز

يبدأ روبرت زوليك مهامه لإدارة البنك الدولي كمدير للأزمات بمواجهة الجزء الصعب وهو تحديد مسار جديد لمؤسسة المساعدات القديمة· ويقول مطلعون إن البنك تعافى من الصراع الحاد الذي حدث في الربيع الماضي للإطاحة بمهندس حرب العراق السابق بول وولفوفيتز من منصبه كرئيس للبنك الدولي وهو صراع تسبب في إضعاف المعايير الأخلاقية في البنك ووقوف أوروبا ضد الولايات المتحدة· ويتميز زوليك الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية سابقا بأنه أكثر دبلوماسية عن سلفه، كما أنه سيقدم خلال اجتماعات الخريف للبنك وصندوق النقد الدوليين التي بدأت يوم امس السبت استراتيجيته لأعضاء البنك· ومع وجود 10 آلاف موظف يعملون في البنك فإن التحدي الكبير بالنسبة لزوليك هو دفع 185 دولة بمصالحها المختلفة لمساندة وسائل تهدف إلى الحفاظ على جاذبية البنك للدول التي تسعى للحصول على قروض لتحديث اقتصادياتها وبنيتها التحتية· فالاقتصاديات الناشئة مثل الصين والبرازيل والهند يمكن أن تعرض مساعدات إلى الدول النامية دون فرض شروط تضعها منظمات المساعدة الدولية مثل البنك الدولي ووضع مصالحها الاستراتيجية في الاعتبار بدلا من ذلك· وفي أحدث ضربة تحذيرية للبنك قامت سبع دول في أميركا الجنوبية مؤخرا بإنشاء بنك للجنوب في ريو دي جانيرو· وعلق الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز قائلا ''إننا لا نقبل بمسار التنمية الذي يريد صندوق النقد والبنك الدوليان أن يحدداه لنا''· كما أن الدول الناشئة بدأت تتجه إلى أسواق المال الدولية لتمويل نموها الاقتصادي لتتسبب في تراجع نشاط القروض العالمي للبنك الدولي وهو ما يعني أن المصدر الرئيسي لدخل البنك قد بدأ في الانكماش·وكان زوليك قد تعهد منذ أن تولى منصب رئاسة البنك المعني بمكافحة الفقر في يوليو بأن يقلل من العوائق البيروقراطية والبدء في خطة لجعل قروض البنك أرخص· ودعا إلى إعادة التركيز على المساعدات إلى أفريقيا وظاهرة الاحتباس الحراري والقضاء على الأمراض ومنح الدول النامية دورا أكبر في البنك· وقال زوليك الخميس ''إن لدينا الكثير للقيام به من أجل جعل خدماتنا تتم بشكل أسرع وأفضل وأرخص''· ويريد زوليك أن يرى البنك يحفز عملية التنمية والتحديث في المنطقة العربية· واختير زوليك البالغ من العمر 54 عاما من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش ليخلف وولفوفيتز بعد أن اضطر الأخير الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع الأميركي سابقا إلى الاستقالة بسبب تورطه في زيادة راتب صديقة سابقة له تعمل في البنك الدولي·