السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ناطحات سحاب وأبراج صديقة للبيئة

ناطحات سحاب وأبراج صديقة للبيئة
21 أكتوبر 2007 01:00
تقضي فلسفة إعادة التدوير التي يشجعها حماة البيئة والمدافعون عنها، بأن تكون كل المواد التي يستخدمها البشر قابلة لإعادة تدويرها من جديد بعد استهلاكها، ولا يكاد نشاط بشري يحمل المفهوم الحقيقي للاستدامة بمثل ما تحمله صناعة إعادة تدوير المواد الصالحة للبناء· وتلمع الآن في آفاق الأسواق العالمية أسماء معاهد وشركات جديدة من التي نذرت نفسها لتشجيع المبادئ والتعاليم التي ترمي للحفاظ على البيئة وتقلل من طرح النفايات المضرة بها، ومن أشهر هذه المؤسسات التي تعمل في هذا المجال ''معهد النيكل'' وهو يمثل مؤسسة غير ربحية تهتم بالبحوث المتعلقة بصناعة تدوير النيكل والفولاذ· ويطرح هذا المعهد في الوقت الراهن أفكاراً تتعلق ببناء أبراج وناطحات سحاب باستخدام مواد ناتجة من تدوير مواد مستهلكة، وتطرح مؤسسات وشركات أخرى مشاريع لتشييد طرق سريعة في أفريقيا من مواد مدارة وخاصة منها إطارات السيارات التي يمكن صهرها مع الحصى والرمال بمعزل عن الهواء لتحضير المواد الإسفلتية المناسبة لإنشاء الطرق· ويشير تقرير نشره موقع Housinzone.com على الإنترنت إلى أن عهداً جديداً من التطور في صناعة تدوير مختلف المواد التي يستخدمها الإنسان قد أزف؛ وفي بعض المدن الأميركية مثلاً، يعاد تدوير كل الورق الذي يتم استهلاكه يومياً في صناعة الصحافة المطبوعة والمكاتب وغيرها، وهناك بعض الصحف التي لا يمكن أن تقرأ عدداً جديداً منها إلا بعد أن يكون ورق العدد الواحد قد استخدام عشرات أو مئات المرات في الماضي، ونفس الشيء ينطبق على الزجاجات والعبوات البلاستيكية المستهلكة التي تخضع جميعاً لعمليات إعادة التدوير· وفي صناعة البناء، أصبح التدوير يلعب دوراً كبيراً في تخفيض التكاليف وزيادة القدرة على المنافسة والمساهمة في الحفاظ على البيئة؛ وهو يمثل توجهاً جديداً تدعمه الوكالات والمنظمات الدولية المدافعة عن البيئة· وتشير أنيتا كارلسون الخبيرة في صناعة تدوير مواد البناء ومديرة مخزن كبير لبيع مواد البناء المدوّرة في مدينة كنساس بالولايات المتحدة إلى أن قائمة المواد التي تدخل في صناعة البناء والمصنوعة من مواد مستهلكة تم تدويرها، ويتم عرضها للبيع على مواقع الإنترنت، كانت تتضاعف عددياً في السنوات الخمس الماضية· وبدأت تظهر بعض الاختراعات الجديدة في هذا الميدان مثل السقوف المصنوعة من صبّة يدخل في تركيبها مسحوق المواد الناتجة عن هدم أبنية مستهلكة، والزجاجات الفارغة التي تستخدم صفوف منها في الجدران والسقوف لعزلها عن الرطوبة وتغيرات درجات الحرارة· وربما كان الفولاذ والزجاج من أهم المواد المستهلكة في صناعة التدوير لأنهما يشكلان مواد أولية ذات مواصفات ممتازة في المصاهر· ومن المعروف أن الحديد والفولاذ والزجاج المصنوع انطلاقاً من المواد المستهلكة يكون ذا نوعية أفضل من ذلك الذي يتم إنتاجه من الخامات الطبيعية· ويقول لينكولن ليويس طالب الدراسات العليا الذي يعمل في مشروع لبناء مركز للتصميم الهندسي من المواد المدوّرة في مدينة كنساس ''نحن نعمل بشكل متواصل على تخفيض كمية البقايا والمخلفات التي تنتج عن صناعة البناء في العادة، كما نحرص على استخدام المواد المدوّرة بقدر ما تسمح به الظروف حتى نقلّص من الأضرار البيئية لمشاريع البناء· ولا شك أننا نشعر بالسعادة للشكل الجميل الذي آل إليه المركز الذي نتولى بناءه، ونشعر بالفخر عندما نتذكر نوعية المواد التي تم بناؤه منها''· ولا يشك الخبراء في أن هذا التوجّه القوي لاستخدام مواد البناء المدوّرة سوف يزداد قوّة حتى يأتي وقت تصبح فيه الأبنية وناطحات السحاب مصنوعة بأكملها من مواد سبق استهلاكها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©