الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مبدعون: تفرغ المبدع ينتج أدباً يثري المجتمع

مبدعون: تفرغ المبدع ينتج أدباً يثري المجتمع
21 أكتوبر 2007 00:54
هل الظروف التي نعيش تجعل من الكتابة عملاً شاقاً للغاية ؟ العديد من المبدعين يعيشون في بحبوحة، وربما لا تنطبق عليهم صفة المبدعين المغامرين، فهل يمكن تسميتهم بالمبدعين المترفين الذين يحلمون بأحلام ذاتية وينظرون للجماهير من علوهم· وهل يحتاج المبدعون إلى التفرغ للكتابة إذا ما أشبعت لديه الحاجات الأساسية، ونعني بذلك المأكل والمأوى والملبس والحرية، إذ لا يستطيع الإنسان أن يبدع ويفكر ويجيد لغة الشعر والأدب إذا كانت أمعاؤه خاوية، وإذا سلط على رقبته سيف البطش والترهيب· ''الاتحاد'' نقلت كل هذه التساؤلات وناقشتها مع أربعة من المبدعين الإماراتيين وكان التالي: المعاناة والصدق يقول الأديب إبراهيم مبارك: المعاناة هي التي تصنع الكتابة الجيدة والصادقة، والتي تعبر عن هموم الناس الحقيقيين، والكادحين في الأرض، أما كتابة الاسترخاء فغالباً ما تميل إلى الانشغال الذاتي والاهتمام بالأنا، وبالحب والغزل والغرام، منوهاً إلى أن هذه الأمور موجودة لدى جميع الناس، ولا فرق بينهم لأن الحب شعور إنساني نبيل، لكن الكتابة تعبر عن مساحة كبيرة من البشر وهي المطلوبة والأجمل والحقيقية والصادقة· وأيد مبارك تفرغ الكاتب المبدع وهو ما يفضي حسب رأيه إلى إنتاج أدبي ثقافي علمي، وهو ما يثري المجتمع، ويقدم صورة صادقة وحقيقية عن الحياة· تفرغ الأسماء اللامعة أما القاصة والشاعرة الإماراتية أسماء الزرعوني فقد ردت بتساؤل: منذ متى كان الكاتب العربي يعيش على مردود الكتابة حتى يفكر في دخلها الاقتصادي ؟ وأضافت: الكتابة ليس لها وقت محدد حتى يجلس الكاتب في صومعة منتظراً وحي الإبداع ، وأنا أؤيد تفرغ بعض الكتاب المبدعين والبارزين الذين فرضوا وجودهم على الساحة الثقافية، وزودوا المكتبات العربية بإصدارات كبيرة وخاصة من يتناول هموم الناس، وبعض الكتاب المنخرطين في الجمعيات التطوعية الثقافية، وذكرت أن الكاتب الذي يحتاج إلى التفرغ هو الكاتب المعروف الذي يداوم على حضور الندوات والفعاليات والأنشطة الفكرية والثقافية داخل الدولة وخارجها، ولهم باع طويل في المنجزات وخدمة الثقافة والانغماس في هموم المجتمع· الإبداع والكتابة الكاتب والباحث سلطان العميمي ذهب إلى القول بأن الإبداع لا يرتبط بغنى أو فقر، ولا يرتبط بصاحب معاناة أو غير صاحب معاناة، بل هو شيء رباني يعطيه الله لمن يشاء من خلقه، ولذلك نجد المبدعين في كل الفئات، لأن الإبداع لا يقتصر على طبقة اجتماعية دون أخرى، وإلا لصار كل الفقراء مبدعين· وذكر العميمي أن مسألة الإبداع تتعلق بالشخص نفسه، ومدى قدرته على تطوير موهبته، وإظهارها للنور· وضمن نفس السياق نظر سلطان العميمي لتفرغ المبدع التي اعتبرها مسألة شخصية كذلك ، فإذا تحسس المبدع أن اللحظة مواتية كما يقول العميمي فما عليه إلا أن يهجر كل انشغالاته الأخرى، ويتفرغ للكتابة والإبداع· تفرغ إيجابي ويرى الشاعر الإماراتي طلال سالم أن المعاناة الإنسانية لا تنقطع، وبقدر ما يتأثر المبدع ويؤثر في هذه المعاناة يكون سقوط الإبداع نتيجة لذلك، وأضاف الحالة الإنسانية سواء في حالة الرفاهية أو عدم وجود الرفاهية هي تعبير لذات الإنسان عما يشعر به، فقد تجد إنساناً مرفهاً يعيش حالة إنسانية حقيقية يعبر عنها من خلال الكتابة أو غير ذلك، وقد تجد إنساناً غير مرفه لا يستطيع أن يعبر عن معاناته أو يؤثر ويتأثر بالبيئة التي يعيش بها، ويلخص سالم رأيه بالقول إن النظرة السائدة للمبدع على أنه يجب أن يعاني من أجل الإبداع فيها شكل من أشكال التجني والإجحاف بحق المبدع نفسه· وبخصوص التفرغ يقول الشاعر طلال سالم: إذا كان التفرغ له هدف إيجابي، ويوضع في محله فإنه سليم، أما إذا كان التفرغ عبثاً فإن المبدع قد لا ينتج شيئاً، لكنه طالب بتكريم المبدعين قائلاً: إذا كان التفرغ يعتبر تكريماً فالأولى أن يكرم المبدع بشكل أو بآخر سواء كان مادياً أو معنوياً، أو قد يكرم المبدع بتخييره بين التفرغ أو أي تكريم آخر مع وضع ضوابط وأهداف لهذا التكريم أو التفرغ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©