الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتفاق بوتو ومشرف··· بين الصعود ووهم الصمود

اتفاق بوتو ومشرف··· بين الصعود ووهم الصمود
21 أكتوبر 2007 00:53
تحضيرا لعودة ''بينظير بوتو'' إلى باكستان، أبدى عدد من أكبر المسؤولين في إدارة بوش في الآونة الأخيرة اهتماما كبيرا بها أثناء سعيهم إلى رعاية اتفاق يقوم على اقتسام السلطة بين بوتو وخصمها القديم الرئيس ''برويز مشرف''، غير أن العنف الذي استُقبلت به ''بوتو'' لدى عودتها بعد ثماني سنوات من منفاها، وتبادل الاتهامات بين معسكرها ومعسكر الجنرال مشرف بعد الهجوم الذي استهدف موكبها يوم الخميس، يثير عددا من الأسئلة حول ما إن كــان الاتفـــاق الهش الذي ساعدت الولايات المتحدة على إبرامه سيتمكن من الصمود والاستمرار، أم لا؟! كان مسؤولو إدارة بوش قد قللوا يوم الجمعة الماضي من إمكانية حدوث تصدع بين الجنرال ''مشرف'' و''بوتو''، مشيرين إلى أن زعيمة المعارضة نفسها أشادت بجهود الإغاثة التي قامت بها قوات الأمن الباكستانية عقب هجوم الخميس، وإلى أن الجنرال مشرف اتصل بها هاتفيا بعد الانفجار للتأكد من أنها بخير· إلا أن عددا من الأسئلة التي لم تلق أجوبة، تضيف جوا من انعدام الثقة على العلاقات بين ''بوتو'' والحكومة، إضافة إلى حالة انعدام اليقين التي تتسم بها سياسة إدارة بوش· فقد اعترف مسؤولون أميركيون -يوم الجمعة- بأنه لا يوجد أساس واضح للثقة ولإمكانية تعاون الزعيمين، واليوم وقد عادت ''بوتو'' إلى البلاد، يعترف هؤلاء المسؤولون بأن سيطرتهم على الأحداث محدودة، مثلما يؤكد ذلك انفجار الخميس· خلال وجودها في المنفى، استغلت ''بوتو'' وقتها لنسج وتمتين علاقات داخل أروقة السلطة في واشنطـــن؛ ولكــن إدارة بوش كانــت تنأى بنفسها عن ''بوتو'' لأسباب منها احترامها للجنرال ''مشرف'' -الذي اختار التعاون مع البيت الأبيض عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر-، وممــا يذكــر في هذا السياق أن ''بوتو'' لم تتمكن، قبل عامين، من استضافة أعلى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية المكلف بشؤون جنوب آسيا في حفل عشاء أقيم على شرفها· بيد أن ذلك سرعان ما تغير في الأشهر الأخيرة؛ حيث شملت المحاولات الأميركية الرامية إلى استمالة ''بوتو'' عشاء خاصا ورحلة مشتركة بالطائرة رفقة السفير الأميركي في الأمم المتحدة ''زلماي خليل زادة''، ومكالمات هاتفية خلال الشهر الماضي مع وزيرة الخارجية ''كوندوليزا رايس''· وفي هذا الإطار، يقول ''حسين حقاني'' -المستشار السابق لـ''بوتو'' وأستاذ العلاقات الدولية حاليا بجامعة بوسطن-: ''لقد قررت إدارة بوش منذ وقت بعيد أن الرقم الهاتفي الوحيد الذي يمكن الاتصال به في باكستان هو رقم ''مشرف''، غير أن ''بوتو'' أوضحت لهم أن هاتفها مفتوح كي يتصلوا بها في أي وقت''· وحول اللجوء إلى ''بوتو''، قال مسؤولون في إدارة بوش إنهم فعلوا ذلك بعد الخطوات السياسية غير الموفقة التي اتخذها الجنرال ''مشرف'' مؤخرا، والمعارضة المتزايدة لحكومته العسكرية والتي أضعفت قبضته على السلطة، وتهدد بإغراق باكستان في الفوضى والاضطراب؛ فقد خلصت الإدارة الحالية خلال الصيف إلى أن اتفاقا لاقتسام السلطة مع ''بوتو'' ربما يمثل الطريقة الوحيدة التي قد تحول دون سقوط الجنرال مشرف، فبدأت في دعم اتفاق بين الجانبين في هدوء، وهو الاتفاق الذي كان من نتائجه عدم مقاطعة حزب ''بوتو'' لانتخاب الجنرال مشرف الشهر الماضي، وإصدار الرئيس مرسوما يمنح بموجبه ''بوتو'' وآخرين عفوا بخصوص تهم الفساد، مُعبدا بذلك الطريق أمام عودتها للبلاد· ومع ذلك، فاللافت أنه لا يوجد حب كبير في إدارة بوش تجاه ''بوتو''؛ إذ بالرغم من شعور مسؤولي الاستخبارات الأميركية بالإحباط من سجل الجنرال مشرف في محاربة المقاتلين الإسلاميين في شمال باكستان أحيانا، إلا أنهم يجدون أيضا قدرا من الراحة في التعامل معه، كما يخشون أن تُعقد عودة ''بوتو'' إلى الساحة السياسية الباكستانية جهود ملاحقة أتباع القاعدة وطالبان، كما يخشى مسؤولو وزارة الخارجية أيضا أن يعمل ماضي ''بوتو'' المضطرب على تأجيج الأزمة في بلد مضطرب أصلا، إذ يوجد داخل البيروقراطية الأميركية وخارجها، تشكك كبير في قدرة اتفاق بين غريمين قديمين على النجاح والصمود على المدى البعيد· وفي هذا الصدد، يقول ''بروس ريدل'' -عمل مستشارا لدى ثلاثة رؤساء بخصوص شؤون جنوب آسيا ويعمل اليوم في ''مؤسسة بروكينغز''-: ''أعتقد أن هذا الاتفاق الذي عُقد في الكواليس سينفجر في وجهنا''، مضيفا ''إن بوتو ومشرف يكرهان أحدهما الآخر، وفكرة أنهما يستطيعان التعاون والعمل معا غير أكيدة ''· وقد عملت ''بوتو'' -قبل توجهها إلى باكستان ومنذ عودتها- على الدفع علانية بأجندة ترضي صناع السياسة الأميركية، وتقوم على الترويج للديمقراطية، وانتقاد ومهاجمة العمليات الانتحارية بكلمات أقوى من تلك التي يستعملها الجنرال ''مشرف'' عادة· إلا أن ذلك لم يبدد مخاوف المسؤولين الأميركيين من أنها والجنرال مشرف قد يتنافسان مستقبلا، بالنظر إلى تنامي المشاعر المناوئة للولايات المتحدة في باكستان، على الدعم الشعبي عبر إظهار أنهما أقل ارتباطا بالبيت الأبيض، ولاسيما بخصوص أمور مثل مهاجمة مخابئ ''القاعدة'' في المناطق القبلية في باكستان· وأثناء مساعيهم بخصوص رعاية اتفاق بين ''بوتو'' والجنرال مشرف، عقد المسؤولون الأميركيون اجتماعات خاصة على مدى عدة أشهر في ''إسلام آباد'' و''نيويورك'' و''واشنطن'' -ومن ذلك حفل عشاء لـ''بوتو'' في نيويورك شهر أغسطس مع خليل زادة-، تلته بعد ذلك بعدة أسابيع رحلة مشتركة على متن طائرة خاصة إلى ''آسبن'' بولاية ''كولورادو'' حيث ألقى كلاهما كلمة أمام مؤتمر لزعماء الشركات· وإضافة إلى محادثاتها مع ''بوتو'' كانت ''رايس'' قد أجرت كذلك عدة مكالمات هاتفية مع الجنرال ''مشرف''، ومن بينها مكالمة اتصلت به خلالها الساعة الثانية صباحا بتوقيت باكستان لثنيه على إعلان حالة الطوارئ في البلاد· كما ذهب نائب وزيرة الخارجية جون ''نيجروبونتي''، و''ريتشارد باوتشر''، الذي يعد أرفع مسؤول في وزارة الخارجية مكلف بباكستان، إلى إسلام آباد، كل على حدة، لإقناع الجنرال ''مشرف'' بعقد الاتفاق· محررا الشؤون الخارجية في النيويورك تايمز ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©