أردوجان يعرض الحوار والمصالحة على الأرمن

أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أن اقرار الكونجرس لمشروع القانون الذي يصنف ما جرى للأرمن في عهد السلطنة العثمانية ب''إبادة جماعية''، سيلحق ضرراً بالعلاقات الأميركية التركية ربما ''يصعب اصلاحه'' في وقت دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان لإجراء حوار وعقد مصالحة مع الأرمن، وقال اردوجان أمس ''عرضنا المخلص للمصالحة والحوار مطروح على الطاولة''، وأضاف ''يتعين على ارمينيا الآن اتخاذ الخطوة التالية''، وترفض تركيا قبول الرواية الأرمينية، وتقول إن العديد من الاتراك المسلمين قتلوا على يد الأرمن المسيحيين في صراع دار رحاه بعد سقوط الامبراطورية العثمانية، وتساءل اردوجان في مقال بصحيفة ''وول ستريت جورنال''، عن سبب تهرب ارمينيا من الاقتراح التركي بتشكيل لجنة تاريخ مشتركة من أجل تقصي حقيقة ما حدث في عام 1915 وذلك عبر الحوار الثنائي· الى ذلك، أبلغ جيتس الصحفيين أمس الأول انه حث زعماء الكوجرس على عدم اقرار مشروع القرار عقب لقاء له برئيس وزراء ارمينيا بمقر وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' محذرا من أن أنقرة جادة في تهديداتها وقال''هناك خطر حقيقي جدا بأن يقلص الاتراك تموين القوات الأميركية في العراق'' الذي يتم عبر الأراضي التركية، وأضاف ''الاتراك لا يخدعون هذه المرة، اعتبار ما جرى للأرمن في القرن الماضي إبادة جماعية يلحق الضرر بقواتنا في العراق ويتسبب بتوتر بالغ الخطورة في علاقاتنا أقرب الحلفاء لنا في المنطقة والحرب على الإرهاب، ربما لا نستطيع اصلاحه''، وقد أصبحت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أكثر تفاؤلا من أن مشروع القرار لن يطرح للتصويت، وكان هذا المشروع الذي حصل على موافقة لجنة الشؤون الخارجية التابعة للكونجرس برغم المعارضة القوية لادارة بوش، أثار غضب تركيا الحليف المقرب بالناتو والتي حذرت من أن الموافقة على مثل هذا المشروع قد تضر بشدة بالعلاقات التركية الأميركية واستدعت سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور، وأيدت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب المشروع وكانت تعتزم طرحه أمام المجلس للتصويت عليه إلا أنها قالت الأربعاء الماضي إنه لا يزال رهن الدراسة إذا ما كان سيخضع بالفعل للتصويت عليه وذلك بعد تراجع حجم التأييد له، وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كايسي إن تصريحات بيلوسي تعطينا سببا في الأمل أنه من المحتمل عدم طرح المشروع للتصويت عليه·