الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أيام الشارقة التراثية».. الحرب على «ألعاب الفيديو» من أجل الألعاب الشعبية

«أيام الشارقة التراثية».. الحرب على «ألعاب الفيديو» من أجل الألعاب الشعبية
25 ابريل 2009 00:10
شهدت إمارة الشارقة فعاليات «أيام الشارقة التراثية» التي انطلقت بتنظيم من إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة تحت شعار «بالتراث نرتقي»، فشكلت كرنفالاً حياً يتجدد كل عام. وقد ضمت العديد من الفعاليات والأفكار التراثية المتجددة التي حلقت بالموروث الإماراتي إلى فضاء وزمن رحبين، فأبرزت جمال المفردات التراثية الإماراتية والقيم والعادات الأصيلة، في سبيل تعريفها لأبناء الوطن، وتبين ما تملكه هذه المنطقة الفريدة من هوّية وقيم حضارية وجمالية أصيلة، وجوانب لا تحصى من وجوه الثقافة والموروث الشعبي الإماراتي، بهدف الحفاظ على تراث الوطن وربط أجياله الحالية والمستقبلية بتراث الأهل والأجداد، فيكون شاهدا على جزء مهم من تاريخ الإمارات. تأتي أهمية عروض ألعاب الأطفال الشعبية لتبعد شبح الخوف على الألعاب الشعبية الإماراتية والخليجية، بعدما حلت محلها «الفيديو جيمز» والألعاب الالكترونية الحديثة التي غزت عالم أطفالنا، بعد أن امتلأت في مرحلة سابقة حجرة الواحد منهم بأكوام من الألعاب التي يواجهها وحيداً دون مشاركة اجتماعية أو سعادة تذكر، ومن هنا تأتي ضرورة العودة للتركيز على إعادة الروح لألعابنا الشعبية في الأيام والفعاليات التراثية بطريقة تمكن أطفال الأجيال الجديدة من ممارستها والاشتراك فيها، وليس مجرد مشاهدتها عبر مجموعة مختارة من الأطفال تقوم بأدائها، فهذه الألعاب على بساطتها أكثر إسعاداً لأطفالنا نظراً لتمتعها بعنصر التكوين الجماعي، الذي يساعد على إبراز شخصية الطفل، وتنمية روح المشاركة الاجتماعية وحب اكتشاف الذات والآخرين من خلال اللعب. إن زيارة المنطقة التراثية بالشارقة، يعد سفراً جميلاً في عالم الألق والبهجة والحنين التي تعبق بها أطياف الإنسان والمكان والزمان الإماراتي، وفرصة للمواطنين والمقيمين العرب والسياح الأجانب للاستمتاع بحلقة التواصل المهرجانية الفريدة بين الماضي والحاضر، بما توفره إمارة الشارقة على الدوام من أجواء تراثية تمتزج بروح العصر، وخاصة استحضار أجواء الأسواق والمأكولات الشعبية التي سادت أيام زمان، حين لم تكن هناك وسيلة ترفيه أجمل من المشي في ردهات الأسواق لتصافح العيون الجديد من البضائع العجيبة والطازج من الزاد والفواكه والخضراوات، خاصة أن بعض المحال تتميز بروائحها الجميلة الذي تختلط فتصنع مزيجا عطريا ينساب في الهواء بدءاً من رائحة الخبز الفائرة من التنور إلى رائحة الحلوى الممزوجة بطيب الهيل والزعفران وماء الورد، ونفحات الأعشاب الطبيعية والعطور المتطايرة من محلات العشَّابين والعطّارين، لذلك كله شكل الذهاب إلى السوق طقساً رائعاً لآبائنا وأجدادنا البسطاء، ففي وصف الحياة القديمة للإمارات يذكر المصور البريطاني الراحل «رونالد كودراي» الذي اتخذ من الامارات موطناً له عاش فيه أكثر من نصف قرن، أنَّ بعض أبناء الامارات وبخاصة البدو وسكان المناطق البعيدة عن المدن، كانوا يقطعون مسافات طويلة تمتد لآلاف الأميال مشياً على الأقدام أو على ظهور الجمال في وجهة ينتظرون الوصول إليها بفارغ الصبر، وهي السوق التي يعد الدخول إليها مناسبة استثنائية يجري الاستعداد لها بشكل خاص، فتراهم يلبسون أجمل ما عندهم ويتطيبون بأفخر عطورهم قبل وضع أقدامهم على أرض هذا المكان الساحر العابق بنداءات الباعة والأجراس والخلاخيل المعلقة في رقاب وأرجل الحيوانات أو إيقاع صرير عجلات عربات الحمالين التي كانت تعد الوسيلة الوحيدة للشحن والنقل، وهكذا كان الأسواق الشعبية مهرجانات حية دائمة وبخاصة في أيام المناسبات العزيزة كالأعياد ومواسم الحج التي تكتظ في جنبات وأرجاء الطرقات الحميمة الضيقة، بخطوات التجار والبائعين والحمالين والنساء والأطفال
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©