الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استثمارات شيفرون الأميركية في كازاخستان تحت رحمة روسيا

20 أكتوبر 2007 00:25
لدى مؤسسة شيفرون عملاقة الطاقة الأميركية خطط طموحة في حقل تينجيز النفطي في كازاخستان الذي غدا أحد أكبر مشاريعها وأكثرها أهمية على الاطلاق، الا ان الشركة اصطدمت بمشكلة تتمثل في عدم إدراك الطريقة التي توصل بها هذا الإنتاج الإضافي من كازاخستان الى الأسواق العالمية· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً فقد وجدت شيفرون نفسها متورطة في نزاع طويل الأمد مع الحكومة الروسية بشأن خط حيوي للأنابيب يمر من حقل تينجيز وعبر الأراضي الروسية لينتهي به المطاف في البحر الأسود بعد ان بات يعتبر القناة الأساسية والحيوية لنقل النفط من هذا الحقل، والى أن يحين موعد حل لهذا النزاع فإن علامة استفهام كبرى سوف تظل تحيط بمشكلة مسار صادرات شيفرون وتكلفة أكثر المشاريع غلاءً في تاريخ الشركة العملاقة· وظلت شيفرون مع شركائها تحاول مضاعفة السعة في خط أنابيب قزوين الذي يمتد بطول 1505 كيلومترات من كازاخستان وحتى ميناء نوفورد سيسك وهو خط الأنابيب الذي بإمكانه حالياً ان ينقل ما مقداره 620 ألف برميل يومياً يأتي نصفها من الإنتاج الحالي لحقل تينجيز البالغ اجماليه 300 ألف برميل يومياً· ويرغب تحالف ''تينجيز شيفرواويل'' الذي تقوده شركة شيفرون الى زيادة هذه السعة الى 1,35 مليون برميل حتى يلبي خططها الرامية لزيادة الإنتاج في حقل تينجيز الى مستوى 550 ألف برميل يومياً بحلول نهاية العام ،2008 الا ان روسيا التي تمتلك شركتها الاحتكارية الحكومية تراسنيفت حصة بمعدل 24 في المئة في هذا التحالف عمدت الى اعاقة وإحباط هذه الجهود مدعية بأن من حق الحكومة الروسية ان تحصل على مزيد من الإيرادات من مشروع خط الأنابيب ولكن روسيا تواجه مشكلة اتخاذ هذا القرار من جانب واحد نسبة لأن الأعضاء الآخرين في التحالف يتمتعون بالأغلبية في عملية التصويت، لذا فإن هذا النزاع بدأ يسلط الضوء على العراقيل والمشاكل التي أصبحت تواجهها شركات النفط الأجنبية في منطقة آسيا الوسطى الغنية بالطاقة والدعاوى الروسية التي تستهدف استعادة نفوذها الاقليمي والعالمي· على ان خط أنابيب بحر قزوين تحديداً والذي بدأ العمل به منذ العام 2001 قد أثار عصبية النخبة السياسية في روسيا بسبب انه أصبح خط الأنابيب الوحيد الذي يعمل داخل الأراضي الروسية وتمتلكه بشكل رئيسي شركات أجنبية عوضاً عن شركات الطاقة التابعة للكرملين· بيد أن النزاع لا يخلو أيضاً من الناحية الجيوسياسية حيث إن كلا من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية - الأكثر حرصاً على تقليل اعتمادها على النفط في روسيا وفي الشرق الأوسط ظلت ولفترة طويلة تنظر الى منطقة بحر قزوين كمصدر مهم وحيوي لواردات الهايدروكربون، لذا فإن تحالف خط الأنابيب في المنطقة المعروف باسم "CPC" أصبح يعتبر شديد الحيوية للجهود الغربية الساعية لجلب نفط قزوين الى الأسواق، واذ يقول أحد الدبلوماسيين الأميركيين في المنطقة ''اننا نأمل في ايجاد حل لهذه المشكلة في وقت قريب حيث ان الأمر يتعلق بأهمية تدفق واردات جديدة للنفط عالمياً ودعم النمو الاقتصادي في المنطقة''· وعلى الرغم من التفاؤل الذي يسود شركة شيفرون بإمكانية التوصل الى حل في غضون فترة الأشهر القليلة المقبلة بين أصحاب الأسهم في الكونسيرنيوم الا انها ظلت تحاول تبني خطط رئيسية بديلة،، فقد أنفق تحالف ''تينجز شيفرواويل'' مع الحكومة الكازاخستانية مبلغ يزيد على 500 مليون دولار على بناء وتوسعة نظام السكك الحديدية بحيث يتم نقل المزيد من نفط حقل تينجز بشاحنات عربات السكة الحديد الا ان رسوم عبور القطارات أعلى بكثير من رسوم خط الأنابيب وبشكل سيلحق الأضرار باقتصاديات المشروع· وعلى الرغم من تجدد الآمال في الشهر الماضي بعد ان وافق تحالف خط الأنابيب على المطالب الروسية بزيادة رسوم عبور النفط بمعدل 26 في المئة الى 38 دولاراً للطن الواحد واعادة تمويل 5 مليارات دولار من الديون الا ان تفاصيل الصفقة ما زالت تخضع للمناقشة والبحث بينما ذكر المسؤولون في الكونسيرتيوم وبعض المحللين أن رغبة موسكو في السيطرة على خط الأنابيب ما زالت تعوق خطة التوسعة· وأشار المحللون الى أن روسيا بذلك أصبحت تمارس لعبة خطيرة قد تفقدها مودة وتحالف جارتها الجنوبية التي تتمتع بخيارات عديدة في تأمين مسارات أخرى لصادراتها النفطية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©