الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لسوريا في طرابلس

اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لسوريا في طرابلس
12 فبراير 2012
جودت صبرا (بيروت) - سقط 3 قتلى وجرح 30 آخرون بينهم 10 جنود بعد تجدد الاشتباكات أمس بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري في منطقتي جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس شمال لبنان. وكانت الاشتباكات قد تصاعدت بين الطرفين في أعقاب وفاة احد الجرحى ويدعى نعمان دالاتي من باب التبانة فجراً متأثراً بجروح بالغة أصيب بها خلال المواجهات، وأفادت مصادر الجيش اللبناني لـ”الاتحاد” بان هناك قراراً ضمنياً لوقف الاشتباكات ولفتت الى أن أوامر صدرت عن القيادات العليا الى الجيش للضرب بيد من حديد، وإعادة الأمن والهدوء الى عاصمة شمال لبنان ومنع امتداد المواجهات الى مناطق اخرى. واحتدم القتال بعد الظهر نتيجة استهداف مواقع وحواجز الجيش في المدينة من قبل المسلحين واتساع رقعة المواجهات لتشمل عدداً من الأحياء، ونشط القناصون في استهداف السيارات على الطريق الدولية وداخل الأحياء السكنية، ما أدى إلى استدعاء الجيش وحدات المغاوير التي دخلت بواسطة 10 ملالات مصفحة الى مناطق القتال، واحصي سقوط عدد من القتلى والجرحى في الساعات الأخيرة، ومن بين الجرحى 3 من الجيش. وجدّدت قيادة الجيش في بيان تأكيدها قرارها الحاسم بالتصدي للعابثين بالأمن في الشمال إلى أي جهة انتموا، ومتابعة ملاحقة جميع المتورطين في الأحداث حتى توقيفهم وتسليمهم إلى القضاء المختص. وحمّلت العناصر المسلحة ومن يقف خلفهم، مسؤولية أي خسائر جسدية ومادية تقع في صفوف المدنيين أو العسكريين، مشيرة إلى أن الأوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد، لن تشكل في أي حال من الأحوال غطاءً للمصطادين بالماء العكر، والمتطاولين على هيبة الدولة وأمن اللبنانيين واستقرارهم. وذكر بيان قيادة الجيش أنّ قوى الجيش واصلت تعزيز إجراءاتها في منطقة باب التبانة – جبل محسن، والقيام بعمليات دهم دقيقة لأماكن الذين شاركوا بالاشتباكات التي حصلت، حيث تمكنت من توقيف عدد من المسلحين، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر الموجودة بحوزتهم، فيما أصيب عدد من العسكريين بجروح مختلفة، أحدهم بحال الخطر، نتيجة تعرضهم لإطلاق نار وسقوط قذيفة انيرغا بالقرب من آلية عسكرية. وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” في طرابلس عن تجدد الاشتباكات في باب التبانة وجبل محسن، واشارت الى انه سمع دوي انفجارات والقذائف التي تنهمر على المنازل والطلقات النارية، ويعمد الجيش على الرد على مصادر النيران ومطاردة المسلحين والمخلين بالأمن لتوقيفهم. وكان لبناني توفي امس متأثرا بجروح أصيب بها في انفجار مستودع للذخيرة وأسلحة مساء امس الأول في طرابلس في شمال لبنان حيث جرى تبادل لإطلاق نار بين موالين ومعارضين للنظام السوري. وأصيب ثلاثة سوريين ولبناني امس بجروح اثر الانفجار وتوفي اللبناني متأثرا بجراحه امس . وقام هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يتولون حراسة المستودع بإشعال نار للتدفئة قرب صناديق ذخيرة لم يكونوا على علم بمحتوياتها ما تسبب بوقوع الانفجار. واندلع على الأثر حريق كبير في المستودع يعمل الدفاع المدني على إطفائه. ورفض مصدر امني الكشف عن الجهة التي تملك المستودع الواقع في ملك خاص. ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى الحزم في التعاطي مع المخلين بالأمن وأكد الجيش التصدي بحزم مع العابثين بالنظام. وشدد سليمان في بيان على ضرورة الحزم “في التعاطي مع أي اخلال بالأمن” معتبرا أن الخطاب السياسي المتشنج وعدم ممارسة المسؤولية بشكل صحيح وفقا للدستور وضمن روحية اتفاق الطائف “يشكلان عناصر يقف خلفها المتضررون من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي”. وأوضح البيان الرئاسي أن سليمان اطلع من وزيري الدفاع فايز غصن والداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي على الخطوات الميدانية لضبط الوضع في منطقتي القتال في باب التبانة وجبل محسن في طرابلس. ووجه وزير الداخلية اللبنانية مروان شربل نداءً عاجلاً الى ابناء طرابلس الذين لا يحبون المشاغبات (وفق تعبيره) لافتاً الى أن ما يجري غير مقبول، وقال: “علينا أن نقف الى جانب الجيش اللبناني ونطلب من هذا الجيش أن ينتشر على الحدود ليحمينا”. وأوضح شربل ان الجيش والقوى الأمنية بدأت انتشاراً واسعاً في طرابلس، وناشد سكان المدينة مؤازرته في عمله وجهوده، وتوجه الى فعاليات طرابلس بالقول: “هناك طابور خامس على الأرض ولا احد يعلم كيف توتر الوضع الأمني في المدينة وعلى الفعاليات أن يجتمعوا ويقرروا نزع السلاح من طرابلس، لاسيما أن أبناء المدينة هم الخاسرون وليس أحدا سواهم”. ونفذ عدد من البنانيين اعتصاماً أمام سرايا طرابلس، استنكاراً للتفجير الأمني ودعوا الجيش الى التدخل بحزم وإعادة الوضع الى طبيعته، وطالبوا بان تكون المدينة منزوعة السلاح. وفيما شهدت أحياء باب التبانة وجبل محسن طوال يوم امس حركة نزوح كثيفة للأهالي باتجاه أماكن اكثر أمناً استنكر الأمين العام لحركة “التوحيد الإسلامي” الشيخ بلال شعبان زعزعة الاستقرار والتفجير الأمني في طرابلس واعتبره “نتيجة طبيعية ومباشرة لتحريض عمره اشهر تمارسه جماعات معروفة، داعياً المرجعيات الدينية والأجنبية الى كبح جماحها والضرب على يد ممارسيها وفضحهم أمام الرأي العام. وفيما دعا نواب طرابلس الى نزع السلاح من المدينة، وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني الاشتباكات المسلحة في مدينة طرابلس التي تحصل بين الحين والآخر “بالمقلقة وهي محاولة لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد”، داعيا الجيش اللبناني إلى الإسراع في بسط الأمن والاستقرار في المدينة ووضع حد للعنف لتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية، محذرا من أي خلل أمني في الظروف التي تعيشها البلاد لأنها ستنعكس سلبا على الجميع، وشدد على التمسك بالدولة وبمؤسساتها الشرعية لأنها الملاذ الوطني الوحيد في حفظ الأمن والطمأنينة. من جانبه قال الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل إن الأوضاع الأمنية في الشمال “في غاية الخطورة” معتبرا “أن التساهل مع بعض الجهات المسلحة يفتح المجال لأطراف اخرى لحمل السلاح والنزول الى الشارع والادعاء بالشرعية”. وقال الجميل “إن ما يحصل في طرابلس من فلتان أمني هو صراع تتجاوز أهدافه الحدود اللبنانية ولا علاقة له بالمسألة اللبنانية” داعيا الى بذل كل الجهود من اجل عدم إقحام لبنان بصراعات لا تعنيه مباشرة خشية أن يصبح من جديد هو الضحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©