الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نظم التعليم الحالية لم تعد مجدية لجيل يعيش عصر المعرفة

نظم التعليم الحالية لم تعد مجدية لجيل يعيش عصر المعرفة
10 فبراير 2015 01:05
مواجهة تحديات نضوب الموارد الطبيعية مستقبلاً تبدأ بتطبيق نظم تعليمية تُنمي الابتكار دبي (الاتحاد) «نحن كائنات مختلفة وحاجاتنا متنوعة، ومن حق كل منا أن يَحْصُل على التعليم الذي ينفعه، ويمكِّنه من الإبداع، بدلاً من التعليم الذي يضُّره ويجبره على الاتباع»، بهذه الكلمات اختتم السير كين روبنسون، خبير التعليم والإبداع، جلسة بعنوان «هل تقضي مدارس اليوم على الابتكار؟» ضمن فعاليات اليوم الأول للقمة. يمتلك الطفل الكثير من الإمكانات والقدرات وحب الاستطلاع والتعرف على العالم من حوله، ولكنه يفقد هذه الميزة حين ينخرط في الدراسة التي تزرع لديه فكرة أن الخطأ مرفوض وهنا تخفت غريزة الإقدام ومعها يتم القضاء على مكامن الإبداع والابتكار تدريجياً، فمن ليس لديه القدرة والجاهزية على أن يخطئ فلن يبدع. هكذا وصف السير كين روبنسون حال النظم التعليمية اليوم مستشهداً بمقولة لبيكاسو فحواها: «جميع الأطفال يولدون فنانون». علينا تعليم أطفالنا وتنمية مهارة الإبداع كما نعلمهم مهارة القراءة والكتابة، لتجهيزهم لمستقبل لا نعلمه لكنهم هم سيعيشونه، لم تعد نظم التعليم الحالية مجدية لجيل يعيش عصر المعرفة والابتكار حيث إنها وضعت منذ ما يقرب من مائتي سنة لتخدم الصناعة! ولهذا فإنك كلما ارتقيت دراسيا وجدت علوم النظام التعليمي منصبة أكثر ناحية العلوم التي تخدم الصناعة سواء كانت مباشرة كالهندسة والعلوم التجريبية أو غير مباشرة كالاقتصاد والتجارة، في حين أننا بحاجة لمناهج مصممة حسب تنوع مواهب وقدرات كل طفل، مناهج تنظر إلى الرياضة والفن والخيال بنفس أهمية الفيزياء والرياضيات والكيمياء. ويشير روبنسون أنه في عصر تحكمه التكنولوجيا، التي يرى أن تطورها ومستقبلها أمر لا يمكن التنبؤ به، يجب اعتماد القدرة على الخيال والإبداع كركيزة في مناهجنا التعليمية وفتح المجال أمام الطلاب لتوقع أمور افتراضية. ويؤكد أن كل شخص يولد وهو قادر على الابتكار والتعلم ولكن هناك من تسمح له الظروف والبيئة المحيطة بتطوير قدراته الابتكارية وآخرون لا يحالفهم الحظ. وخلال جلسته، دعا روبنسون إلى مزيد من التنوع في التعليم، ويرى أن المدارس لن تُبدِع ما لم تشجع الطلاب على المبادرة، وتحفزهم على المخاطرة وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء. ويؤكد أن التربية ليست بحاجة إلى إصلاح فقط، بل إلى تحويل جذري. ومفتاح التغيير ليس تنميط التعليم، بل تخصيصه وتفصيله على قدر كل طالب، وبناء أسس الإنجاز والإعجاز والإبداع والإشعاع بعد اكتشاف موهبة كل طفل، ووضع كل الطلاب وكل المتعلمين في بيئات تَعلُّم تمكنهم من استثمار قدراتهم ودوافعهم الداخلية ورغباتهم الذاتية، ذلك أن الإبداع لا يقل أهمية عن محو الأمية. وأشار روبنسون إلى وجود حاجة ملحّة إلى إحداث نقلة نوعية بالتحوّل من المناهج الموحّدة إلى تجارب تعلّم مصممة خصيصاً لتلبية فضول الطالب وشحن طاقة الإبداع فيه. ووصف العصر الذي نعيشه بالعصر الثوري، ويرجع ذلك لحقيقة أن عدد السكان على وجه الأرض حالياً هو 10% من كافة البشر الذين وجدوا على ظهر الأرض منذ التاريخ، وهو العصر الأكثر كثافة سكانية على مر العصور. وقال روبنسون: «مشكلتنا الحقيقية التي أدت إلى فشل معظم خطط وبرامج التعليم حول العالم، لا تكمن في أننا نطلب المستحيل فلا نحققه، بل في أننا نطلب القليل ونحققه.» وذلك لأن التخيل هو مصدر كل إنجاز، وهو المصدر الذي نهدره دائمًا. ويؤكد أن الموارد البشرية مثل الموارد الطبيعية، مدفونة في أعماق البشرية ولن نستطيع اكتشافها بنظرة عابرة وسطحية، بل علينا أن نغوص ونبحث عنها داخل الناس، وأن نهيئ الظروف التي تحفزهم على التعبير عن أنفسهم وعن مواهبهم ومواطن قوتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©