الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجرة الخبرات المواطنة الشابة

18 أكتوبر 2007 03:11
هناك الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل، يبحثون عن أي وظيفة حتى لو لم تتناسب مع مؤهلاتهم، المهم وظيفة تؤمن لهم تكاليف الحياة، فيبقون بهذه الحالة طاقة مهدرة واستثمارا خاسرا· والواقع أن وزارة العمل تسعى للبحث عن الوظائف للمواطنين ضمن خطط ودراسات سوق العمل، غير أن هذه الخطط وهذا السعي لن يتكلل بالنجاح إذا لم تتضافر كل الجهود من الجميع، أي من كل مؤسسات القطاع العام أولاً ثم القطاع الخاص ثانياً·· وإذا كانت بعض الجهات قد أعلنت صراحة أنها لا توظف المواطنين، لأن المواطن تكلفته أكبر·· فكيف يمكن أن نلوم القطاع الخاص بعد ذلك· ومع كل نداءات المسؤولين بالتوطين وخلق وظائف للمواطنين فإن البطالة بين الشباب في تزايد متواصل، فالقطاع الحكومي تشبع حتى غص بالموظفين، لدرجة أن أصبح الأمر بطالة مقنعة، فالعمل الذي كان يقوم به موظف واحد أصبح يقوم به خمسة· ومع ذلك فإن القطاع الحكومي تقلص بسبب الخصخصة، وكان أحد أهداف الحكومة من الخصخصة هو خلق فرص عمل مناسبة للشباب المواطنين، لكن ما حدث غير ذلك، فما أن توصلت الشركات الخاصة للسيطرة على القطاعات الحكومية حتى تبرأت من تعهداتها وخططها للتوطين، وحسبت المسألة من ناحية الربح والخسارة، وهو أمر طبيعي في سوق العمل، لكن في هذه الحالة لن يجد المواطنون فرصة لإثبات إنتاجيتهم حتى في القطاع الخاص الذي وصل به الأمر في حالات كثيرة إلى توظيف مواطنين من حملة الثانوية العامة بشكل صوري للخروج من مأزق ضغوطات وزارة العمل، حتى لو اضطر ذلك هذه الشركات إلى دفع رواتب بسيطة قد تصل في بعض الحالات إلى ألفي درهم لمثل هؤلاء الشباب لقاء تسجيلهم في سجل الموظفين لدى وزارة العمل والجلوس في منازلهم· وتنفق الدولة على تعليم أبنائها بدون حساب وفي أرقى الجامعات العالمية وحتى في التخصصات النادرة لأن الهدف هو الاستثمار في الأجيال· ولهذا فهي تفخر اليوم بأن لديها خبرات وطنية شابة، بل إنها تفخر بأن تقدم خبراتها لمساعدة الدول الصديقة، كما فعلت مع الأردن والهند· لكن الظاهرة الجديدة التي بدأت في ظهور متزايد، هي هجرة هذه الخبرات الشابة التي أنفقت عليها الدولة مبالغ طائلة من أجل أن تصل إلى هذا المستوى من التأهيل· إنهم يهاجرون لأن هناك شركات تستقطبهم في الخارج وتدفع لهم رواتب وميزات خرافية بالنسبة لهم، خصوصاً إذا كانوا حديثي العهد بالدخول إلى سوق العمل·· أغلب هذه الشركات تعمل في قطاعات النفط والغاز وصناعاتهما·· وأغلب هؤلاء الشباب من الذين أنهوا دراساتهم على حساب الدولة·· وأغلبهم يحصل على تقاعد مبكر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©