فنجان قهوة

مطلقات مع سبق الإصرار والترصد·· أبناء تائهون في خضم الحياة الصعبة·· أسر محتاجة فقيرة·· تفكك وضعف في الأواصر والروابط الاجتماعية، كل ذلك من جراء قيام بعض الرجال بارتكاب أخطاء أولاً في حق مجتمعهم وثانياً في حق أبنائهم، وذلك بزواجهم من أخريات غير مواطنات والإنجاب منهن ولد أو أكثر حيث يكون مصيرهن الطلاق والتشرد بأبنائهن دون أن يعول الأب أبناءه ويترك الجمل بما حمل، ويصل بهم الأمر إلى اللجوء إلى الناس لمساعدتهم والأخذ بيدهم·· تخيلوا أن هناك رجلاً يطلق زوجته وهي حامل دون أن يراعي فيها الإنسانية والرحمة التي انعدمت من قلبه·· كيف له أن يهنأ بنومه وهو ظالم زوجته وطفله الذي تحمله في أحشائها؟ كيف يستطيع هذا الرجل أن يواصل حياته بشكل طبيعي وهو يرمي قطعة من قلبه في الشارع لتُداس بالأرجل؟ ألا يخاف على فلذة كبده من الدمار والضياع بين أهوال ومصائب الدنيا وعاديات الزمن؟! والغريب في الأمر أنه يهمل أبناءه حتى لا يوفر لهم أبسط حقوقهم كالبطاقة الصحية للعلاج أو الجواز ليتم تسجيلهم في المدارس والمعاهد والجامعات، هل هذا ما نسميه الجهل بالحياة؟ أم هو لا مبالاة وعدم اهتمام؟ أسئلة عديدة تدور في الذهن، لماذا يتجه هؤلاء الرجال إلى هذا التصرف غير اللائق بمجتمعنا والذي يتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، وإذا كان الرجل لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية أسرة وأبناء فعليه أن يرجع عن قرار الارتباط بأي إنسانة، ولا يفكر في الزواج من أساسه، لأن الزواج مسؤولية لكلا الطرفين المرأة والرجل، فعلى المرأة أن تتحمل تربية وتعليم وتأديب أبنائها وكذلك الرجل عليه التعليم والتأديب والإنفاق، لأنه القوّام على الأسرة، وإلا سوف يحاسب على كل تقصير أمام الله تعالى فـ ''كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته''· Samira.alali@gmail.com