أزهار البياتي (الشارقة) - وسط نسمات الهواء العليل، وقف عبدالله محمد مع أبنائه الثلاثة على مشارف كورنيش بحيرة خالد بالشارقة، وتحديداً عند إحدى محطات تأجير الدراجات الهوائية المنتشرة على طول ضفافها، يشجعهم على ركوبها والاستمتاع بميزات هذا النشاط البدني الشائق، عبر نزهة عائلية مشتركة تجمع سمات الترفيه والفائدة.
ويعد ركوب الدراجات الهوائية، أفضل وسيلة لاكتشاف أجمل مناطق المدينة بمناظرها الخلابة، والتمتع بمساحاتها الخضراء المطلة على واجهاتها المائية، مع الاختلاط بالعديد من سكانها ومقيميها، خاصة بمنطقة الكورنيش على وجه التحديد، والتي تمتد بحنو متقوس ليحتضن بين ذراعيه أفضل أماكن الإمارة السياحية والترفيهية على الإطلاق، كما يتميز الكورنيش بتوافر عدد من المقاهي والمطاعم والمرافق السياحية والخدمية المهمة، والتي تتوزع على امتداد ثلاثة كيلو مترات، لتضاف إليها في الآونة الأخيرة مزيد من عناصر الحيوية والترفيه والرياضة، بعد تخصيص أماكن ومواقف خاصة توفر للجوالة والسياح من زائري المكان خدمة جديدة لتأجير الدراجات الهوائية، فتدفع مرتادي كورنيش البحيرة ومنطقة واجهة المجاز. وتشجعهم على الانطلاق برياضة حركية شائقة، وعبر نزهات ورحلات مدهشة من الذهاب والإياب، والتي يتمّكن راكب العجلة من خلالها من رؤية كامل البحيرة وحدائقها الغناء.
ويصف هذا الأمر بكل حماس علي عبدالله (15 عاماً)، مبدياً إعجابه بالفكرة، ويقول: «أعتقد أن وجود أماكن لتأجير الدراجات الهوائية يمثل شيئاً رائعاً، لأنه وفر علينا كعائلة عناء تحميل دراجاتنا الخاصة من البيت، وأصبح الآن في إمكاننا التمتع برياضة ركوب الدراجة الهوائية بكل حرية وانطلاق، كما أنها تعد متعة مضاعفة برفقة الأهل والأصدقاء».
وتوافقه الرأي والدته نورة جاسم «موظفة»، فتقول: «لا شك أن كورنيش البحيرة يعد متنفساً للعديد من الأسر والأفراد، وهو واحد من أهم مناطق الجذب والاستقطاب السياحي في عموم الشارقة، ومع كل التطورات والتغيرات التي طالته وارتقت بمرافقه خلال الآونة الأخيرة، فإن تزويده بهذه الخدمة الاستثنائية، وتوفير محطات متعددة تتوزع على امتداد الواجهة المائية لتأجير الدراجات، تعد إضافة مميزة على مجمل هذا المكان، وتعتبر ظاهرة حضارية بكل لمقاييس، كونها تساعد المرتادين من السياح والزوار على الاستفادة من ممراته الممهدة، واستكشاف المزيد من واحته الخضراء، وتشجعهم في ذات الوقت على القيام بنشاط بدني وحركي مفيد، فمن المعروف أن رياضة ركوب الدراجات تعد من أهم الرياضات التي يعشقها، ويفضلها عدد كبير من الناشئة والشباب، كما أنها طريقة ذكية ووسيلة بديعة لاستثمار طاقاتهم بشكل حيوي وفعال».
ويثني رب العائلة أحمد سالم، على هذه الخدمة المميزة التي توفرها مدينة الشارقة على كورنيشها الجميل، وعبر دراجات هوائية راقية وحديثة، منوهاً بأنها لفتة جميلة وهادفة على مجمل المكان، والذي يعتبر منطقة سياحية وواجهة مثالية للترفيه العائلي، ما سيساعد أولياء الأمور على تشجيع أبنائهم على الخروج من حصار الأماكن المغلقة في المراكز التجارية وخلافه، والتعرف إلى متعة الانطلاق بالأنشطة الحركية والبدنية في الأماكن المفتوحة ووسط جماليات الطبيعة والهواء الطلق.
ومن جانبه، قال أحمد القصير، المدير التنفيذي للعمليات في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، إن مشروع الدراجات الهوائية يهدف إلى تعزيز الحياة الصحية للمقيمين في الشارقة وزوارها، ويدعم النشاط الرياضي والسياحي على امتداد الكورنيش، حيث أصبح كثيرٌ من الزوار يقبلون على استخدام هذه الدراجات لفوائدها الصحية. الأمر الذي سيشجعنا على توفيرها في مختلف الوجهات السياحية والترفيهية في الإمارة.
وأضاف القصير: «كما نسعى إلى توفير أسلوب حياة عالي الجودة في إمارة الشارقة، يجمع المرافق المميزة بنمط الحياة الصحية من أجل تعزيز النشاط السياحي في المنطقة، ونريد أن نوفر خدمات جديدة تلبي احتياجات زوار وجهاتنا، وتشجعهم على تغيير نمط حياتهم إلى الأفضل».
عدد اليوم
