تركيا تربط عدم التوغل بتحرك العراق ضد الكردستاني

دعت الحكومة العراقية نظيرتها التركية الى التحلي بالصبر وإجراء محادثات عاجلة معها بحثاً عن حل سياسي لأزمة قواعد مسلحي ''حزب العمال الكردستاني'' التركي المحظور، في إقليم كردستان شمال العراق، فيما شكلت ''خلية أزمة'' لمتابعة التطورات المتسارعة على الحدود· لكن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوجان دعا الحكومتين العراقية المركزية في بغداد والكردية الإقليمية في اربيل الى التحرك ضد متمردي الحزب في شمال العراق لتجنب تداعيات توغل عسكري تركي داخل الأراضي العراقية· وعقدت الحكومة العراقية أمس اجتماعا طارئا لمناقشة الازمة مع تركيا وقد شكلت خلية أزمة لهذا العرض· وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان حكومته ''تسعى بكل الوسائل لحلحلة الازمة مع الجارة تركيا ويهمها امن واستقرار دول الجوار''، وأضاف ''لن أقبل بالحلول العسكرية لتكون صيغة التعامل بين البلدين مع ادراكنا وتفهمنا للقلق من جانب الاصدقاء الاتراك، كما نشدد في الوقت ذاته على منع كل النشاطات الارهابية التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني التركي ضد تركيا''· ودعا إلى امهال لجنة ثلاثية مؤلفة من العراق وتركيا والولايات المتحدة مسؤولة عن أمن الحدود العراقية الوقت لايجاد حل للازمة· وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان الحكومة العراقية مستعدة للدخول في محادثات عاجلة مع الحكومة التركية لبحث جميع القضايا العالقة وتقديم ضمانات تنظم العلاقات بين البلدين الجارين وقد قررت إرسال وفد أمني- سياسي رفيع المستوى إلى أنقرة لهذا الغرض وتدعو الحكومة التركية إلى انتهاج حل دبلوماسي للأزمة المتفاقمة وعدم اللجوء الى حل عسكري· كما دعا تركيا إلى تفعيل الاتفاقات الأمنية الموقعة بين البلدين لحماية الاستقرار في العراق وتركيا· في غضون ذلك، وصل النائب الثاني للرئيس العراقي طارق الهاشمي إلى أنقرة في مهمة وساطة كلفه بها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وصفها بأنها ''الفرصة الاخيرة'' لتفادي توغل عسكري تركي· وقال انه سيبذل قصارى جهده من أجل إيجاد حل سلمي مستخدما بذلك علاقاته الوطيدة مع القيادتين التركية في الكردية، غيرأنه ابدى قدرا من التشاؤم ''بسبب صعوبة الأوضاع واحتقان النفوس''· وقبل ان يلتقي الهاشمي، سارع أردوجان الى توجيه تهديد جديد الى السلطات العراقية في حال لم يتم ضبط الحدود بين العراق وتركيا· وقال خلال اجتماع للكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامته ''إن على القيادة المركزية العراقية وقيادة منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق ان تبنيا سورا سميكا بينهما وبين المنظمة الارهابية وأن تاخذا موقفا واضحا ضدها لما فيه مصلحة الجميع''· وأضاف ''غير القادرين عن النأي بانفسهم عن الارهاب لن يكونوا بمنأى عن الآثار السلبية لعمليات مكافحة الارهاب''· وجدد تأكيده ان صدور مذكرة من البرلمان التركي بالترخيص للقوات المسلحة بعملية عبر الحدود لا يعني وقوع توغل فوري للجيش التركي في شمال العراق ولكنه أكد أيضاً ''على الجميع أن يعرفوا جدية تركيا في هذا الموضوع· لقد نفد صبر تركيا حيال الذين يشجعون ويحمون حزب العمال الكردستاني''· وذكر مصدر سياسي تركي أن الحكومة التركية توصلت الى قناعة بأن فرص نجاح الحكومة العراقية في الضغط على السلطات الكردية لوقف نشاطات الحزب ''باتت ضعيفة جدا''· وتفقد القوات البرية التركية الجنرال ايلكر باسبوج بالوحدات التركية المتمركزة على الحدود في اقليم سيرناك· وقالت الصحف التركية ان وزير الخارجية علي باباجان سيبدأ اليوم الاربعاء جولة على عدد من الدول العربية الاوسط تشمل مصر ولبنان في محاولة لشرح الموقف التركي وتجنب صدور ردود فعل عربية متشددة ضد اي تدخل عسكري تركي في شمال العراق· وكررت أميركا تحذيرها من أي توغل· وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردن جوندرو ''لنا جميعا مصلحة في ان يكون العراق مستقرا، ونرغب جميعا في رؤية حزب العمال الكردستاني يحال الى القضاء، الا اننا نحث الاتراك على مواصلة النقاش معنا ومع العراقيين، وعلى ضبط النفس والامتناع عن اي عمل يمكن ان يؤدي الى زعزعة الاستقرار''· دعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى التعاون مع العراق والاضطلاع بدور ''بناء'' في المنطقة· وصرحت متحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي لشؤون توسيع العضوية بأن ''الاتحاد يتفهم مخاوف تركيا بشأن الحاجة إلى قتال الارهاب ويقر بأنها تواجه هجمات من حزب العمال الكردستاني المدرج على قائمة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية، غير أنه من المهم أن تواصل معالجة تلك المشكلة من خلال التعاون بين السلطات المعنية'' وأضافت '' الجانبان يؤكدان التزامهما باستقلال وسيادة العراق ووحدة وتكامل أراضيه ونأمل في أن تواصل تركيا الاضطلاع بدور بناء لتحقيق تلك الأهداف ودعم التعاون الاقليمي''· ووصفت فرنسا التوتر بين تركيا والعراق بأنه ''مقلق وخطير''· وقالت المتحدثة باسم وزتروة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ''نحن قلقون جداً مما نسمع ونتابع باهتمام كبير تطور الوضع الخطير ونتمسك بسيادة أراضي العراق''·