الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مضمون الأفلام السينمائية في واد ... وواقع الشارع العربي في واد آخر

مضمون الأفلام السينمائية في واد ... وواقع الشارع العربي في واد آخر
17 أكتوبر 2007 01:37
قلة هي الأعمال السينمائية التي تحاكي الواقع اذ أن معظم الأفلام هي مجرد تلميع للمجتمعات أو بأحسن حال صورة مغايرة كليا للهموم والشجون الحقيقية في الشارع العربي· بين أروقة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي تسربت الكثير من الأحاديث المنتقدة لحال السينما في مجتمعاتنا العربية والتي تخاطب الجماهير بلغة بعيدة عنهم لا تشبه واقعهم ولا تطلعاتهم ولا حتى سلوكياتهم وإنسانيتهم· من هنا نسأل ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا الطلاق بين المادة التي يقدمها الفن السابع وبين يوميات الإنسان العربي المثقلة بما لا يعد ولا يحصى من أحداث وقصص وروايات؟ صورة مشوهة يعتبر فهد الزيد وهو كاتب قصة وسيناريو سعودي أن الأفلام التي تعرض في السينما العربية منذ 10 سنوات لا تلامس بمعظمها الحقيقة· والمسؤولية الأولى تقع على كتاب السيناريو الذين يكتبون من رأس الهرم والبعيدين كل البعد عن لهجة الشارع، علما أن الكتاب يجب أن يكونوا من قاعدة الجمهور· وهو يرى أن الوسط الفني بالعموم تنقصه الثقافة الكافية ليتمكن من توصيف المعضلات الاجتماعية السائدة بين الناس، والحل في أن يقترب المثقفون أكثر من الصناعة السينمائية وألا تقتصر أعمالهم على الفنتازيا وكأن همومنا في واد والسينما في واد آخر· ويوجه الزيد لومه الى صناع الأفلام الذين يستسهلون إعادة إحياء التاريخ ولا يبحثون في القصص والروايات العربية الحديثة ليختاروا منها ما يصلح لأن يتحول الى سيناريو· ويذكر أن من اكبر الأخطاء التي ترتكب في حق المواطن العربي هي تلك الصورة التقليدية المشوهة التي ينقلها صناع الأفلام عنه الى العالم أجمع· ''وهكذا بدلا من أن تساهم السينما في تشخيص أمراض المجتمع بهدف علاجها، تعمل أحيانا كثيرة على زيادة الطين بلة''· غياب الإبداعيات بتفاؤل أكبر يتحدث الاعلامي عاطف دلقموني الذي لا ينكر وجود عدد من الأفلام الجذابة التي تحاول أن توصل رسالة اجتماعية ما، على الرغم من أن النسبة الطاغية هي للأفلام الركيكة وأفلام المقاولات· ويوضح أن السينما العربية تهتم بالأمور المالية أكثر بكثير من مضمون العمل نفسه، وتلجأ الى القصص المشوقة لأنها أكثر ربحا من تلك الجادة التي لا تتطرق الا للهموم والشجون والمشاكل· وهكذا يأتي الإنتاج السينمائي ضعيفا مما يعكس غيابا في الإبداع والإبهار وكل العوامل الأخرى التي تساهم في الغوص بأعماق الواقع لتقدمه بشكل مثير· القفز فوق الحقائق يؤكد على كلامه المخرج العراقي رعد مشتت موضحا أن السينما هي مرآة المجتمعات، ولا بد من الاهتمام بصناعتها والحرص على طبيعة المواضيع التي تعالجها بقصد نقل الصورة واضحة· ويذكر أن سبب غياب القصص الواقعية عن السينما العربية أنها لا تستهوي المنتجين· وكما بات معروفا يوجد اتجاهين في صناعة السينما العربية: سينما تجارية هدفها الربح والمال والسوق، وغالبا هي سطحية وتافهة تقفز فوق الحقائق وتلمع الواقع ومشاكله· وسينما جادة يحلم بها كبار المبدعين من كتاب وممثلين ومخرجين، تقدم أعمالا هادفة قريبة جدا من الشارع العربي بمواطنيه وأخبار بيوته، لكنها لا تجد المنتجين الذين يدعمونها ويخرجون بها الى العلن· فالمعضلة إذن في غياب الفرص المتاحة لهؤلاء المبدعين غير القادرين على تحقيق طموحاتهم لأن المنتجين يسعون وراء الربح السريع المتأتي من الأعمال التجارية· وهنا الصدام الأزلي بين المنتجين وكتاب السيناريو· الهوية العربية وردا على كل ما تقدم ترى المخرجة الإيرانية الإنجليزية مريم مهاجر أن المجتمعات الغربية تهتم كثيرا بمشاهدة كل جديد عن السينما العربية وذلك من باب الفضول وحب الإطلاع· وتؤكد على وجود تقصير في هذا المجال لأن الأفلام العربية غير متوفرة الا نادرا في الخارج، ناهيك عن أن الأفلام العربية التي يتم اختيارها لتشارك في المهرجانات السينمائية العالمية ليست بالضرورة روايات اجتماعية تلامس الواقع· وهذا النمط لا يجذب المشاهد الأجنبي المتطلع للتعرف على البيئة العربية من خلال أفلامها، لذلك من المفيد الانتباه الى هذه النقطة والحرص على تعريف الآخرين على الهوية العربية وان من خلال أفلام سينمائية قصيرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©