الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منتجو ومستهلكو النفط يناقشون أمن الطاقة في طوكيو

24 ابريل 2009 02:33
يلتقي منتجو النفط في الشرق الأوسط وأكبر عملائهم الآسيويين في طوكيو بعد غد (الأحد) لمناقشة أمن الطاقة والاستثمارات في هذا القطاع، وفقاً لما أعلنته وزارة الاقتصاد والتجارة اليابانية• ويعقد الاجتماع وسط ضعف الأسعار وتراجع الطلب والمخاوف من أن تؤدي صرامة شروط الإقراض إلى إعاقة الإنفاق اللازم لتأمين إمدادات الطاقة على المدى الطويل• وسيسأل وزراء الطاقة ومسؤولون من المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الأعضاء في ''منظمة الدول المُصدرة للنفط'' (أوبك) نظراءهم الآسيويين عن كميات النفط والغاز التي يحتاجون إليها الآن، والتي يتوقعون استهلاكها في المستقبل• وبصورة عامة، يُتوقع أن ترسل 21 دولة وفوداً تمثيلية، وأن يكون نوبو تاناكا، المدير التنفيذي لـ''وكالة الطاقة الدولية''، من بين المشاركين• وإلى جانب الإمدادات الخاصة بمواد الطاقة والطلب عليها، سيتطرق اجتماع طوكيو أيضاً إلى موارد الطاقة القابلة للتجدد وغيرها من موارد الطاقة البديلة، بالإضافة إلى فعالية الطاقة، وفقاً لما أفاد به أونو من ''وكالة الموارد الطبيعية والطاقة'' في اليابان• من جانبها، ستنتهز إندونيسيا فرصة هذا الاجتماع لمناقشة فرص الاستثمار في مجال الغاز المنتج من راق الفحم، إذ أنها تحاول تطوير هذا المورد بغية التخفيف من اعتمادها على النفط والغاز التقليدي، كما أشار مسؤول حكومي في جاكرتا• ويُذكر أن حجم ميثان طبقات الفحم في إندونيسيا يُقدر بـ300 تريليون إلى 450 تريليون قدم مكعبة، لكن أعمال الاستكشاف والاستخراج بالكاد بدأت• صفقات ثنائية وفي حين أنه من غير المرجح أن تؤول المناسبات الرسمية التي سيحضرونها خلال المؤتمر إلى أي استراتيجية جديدة، قد يعطي وجود هذا العدد الكبير من كبار المسؤولين زخماً للصفقات الثنائية الخاصة بالإمدادات والاستثمارات في مجال الطاقة• وفي هذا السياق، قال مدير الشؤون الدولية لدى ''وكالة الموارد الطبيعية والطاقة'' في اليابان يوتا أونو إن القلق الرئيسي الذي يساور الدول المنتجة للطاقة يتمثل في مستوى الطلب العالمي، وأضاف ''يقول هؤلاء إنهم سيعجزون عن مواصلة الاستثمار في حال استمر الطلب في التراجع''• وهبطت أسعار النفط الخام بواقع 100 دولار أميركي للبرميل عن المستويات القياسية التي بلغتها في يوليو الماضي، وباتت تتراوح اليوم بين 40 و50 دولاراً للبرميل وسط تراجع الطلب على الطاقة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية• وقد حثّ هذا الواقع منظمة ''أوبك'' على القول إنه من الضروري ارتفاع الأسعار لضمان استدامة الاستثمارات الجارية حالياً بهدف الحفاظ على القدرة الإنتاجية في مجال النفط وتعزيزها وتلبية المتطلبات طويلة الأمد• استثمارات مكثفة وقد كررت إيران، التي سترسل وفداً إلى طوكيو للمشاركة في الاجتماع، القول بأنه من الضروري أن يتراوح سعر برميل النفط بين 70 و80 دولاراً لجذب الاستثمارات في المستقبل، لا سيما في حقول النفط التي يصعب العمل على تطويرها• وفيما أرسلت الشركات المنتجة للنفط فرقها البارزة إلى طوكيو، وقامت دول مجلس التعاون الخليجي بإرسال وزراء النفط، يحظى المستهلكون بمستوى تمثيل أقل أهمية وتشمل الجهات المستوردة البارزة مثل كوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وهي عضو سابق في منظمة ''أوبك'' التي سترسل إما نواباً أو مسؤولين رفيعي المستوى• وتجدر الإشارة إلى أن كلاً من الهند وإندونيسيا تجريان انتخابات وتقومان باحتساب الأصوات وإصدار النتائج، فيصعب عليهما إرسال وزيري النفط للمشاركة في الاجتماع• وعلى صعيد آخر، تقدم الدول الآسيوية الكبرى المستوردة للنفط كالهند، وكوريا الجنوبية، واليابان، ولا سيما الصين اليوم على شراء أصول أجنبية في مجال الطاقة وتوجه أنظارها واهتمامها صوب أفريقيا، وأميركا الجنوبية، وآسيا الوسطى بدلاً من الشرق الأوسط• وفي هذا السياق، تستثمر هذه الدول أموالها في صفقات تمكنها من الاستحواذ على حصص في حقول النفط والغاز، مع الإشارة إلى أن هذه الاستراتيجية قد أثبتت نجاحها• ومنذ شهر فبراير الماضي، أبرمت الصين صفقات بشأن إمدادات الطاقة مقابل منح تسهيلات ائتمانية بقيمة تفوق خمسين مليار دولار مع كل من البرازيل، وفنزويلا، وروسيا، وكازاخستان• وفي المقابل، يبدو أن معظم دول مجلس التعاون الخليجي لا يعتزم الإقدام على أي صفقات، كما أنه يشارك في عمليات التنقيب عن النفط وإنتاجه بشكل محدود جداً، على الرغم من أن قطر تشكل استثناءً• وتفضل هذه الدول اعتماد مقاربة مختلفة تدعو إلى المشاركة في الاستثمار في إطار مشاريع تكرير النفط وتسويقه التي تشمل ضمانات بشأن إمدادات الطاقة في الوقت عينه• وغالباً ما تشارك في هذا النوع من الصفقات الشركات الحكومية من كلا الطرفين مثل شركة ''الزيت العربية السعودية'' (أرامكو) أو ''مؤسسة البترول الكويتية''• وتضمن هذه الاتفاقات الطلب على الخام، وواردات الطاقة كما تمد المنتجين بالعائدات الإضافية المتأتية من مبيعات المنتجات النفطية العالية القيمة كالبنزين ووقود الطائرات• وقد وافقت ''مؤسسة البترول الكويتية'' مثلاً على مشروع مشترك ضخم لإنشاء مصفاة ومنشأة للمواد البتروكيميائية مع شركة ''سينوبك'' الصينية جنوبي الصين، على الرغم من أن أعمال البناء الخاصة بهذا المشروع لم تُستأنف بعد• السوق الطبيعي وترى مؤسسة ''فاكتس جلوبل'' الأميركية أن الطلب العالمي على النفط سينمو مدعوماً بارتفاع الطلبات الصينية والهندية في السنوات القليلة المقبلة، إذ أن معدل الطلب السنوي سيبلغ 380 ألف برميل يومياً من جهة الصين و115 ألف برميل يومياً من جهد الهند، بين عامي 2007 و•2015 إلا أن الأمر لن يسير بالضرورة على منوال البهجة والسرور نفسه في طوكيو• هذا وقد أقدمت الحكومة على تجميد مشروع المصفاة الرابع في الكويت مؤخراً، تاركة الشركات الكورية الجنوبية واليابانية تتساءل عن مصير عقود البناء التي تملكها والبالغة 8,4 مليار دولار• وليس من الواضح بعد ممن سيتألف الوفد الصيني إلى اليابان، لكن مصادر من بكين أفادت أن كبار المسؤولين لدى أبرز شركات النفط الوطنية لن يشاركوا•
المصدر: دبي، طوكيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©