الأبيض الصغير يبدأ رحلة تصفيات كأس آسيا اليوم

يبدأ منتخبنا للناشئين لكرة القدم اليوم مشواره بتصفيات كأس آسيا لمنتخبات المجموعة الرابعة، حيث يلعب مباراته الأولى مع أوزباكستان في السادسة والنصف مساء بملعب مركز التربية الرياضية العسكري ·· تسبقها في الساعة الرابعة عصراً مباراتا بنجلاديش مع فلسطين بنفس الملعب وطاجاكستان مع تركمانستان باستاد حمدان بنادي الوحدة وتستمر منافسات التصفيات حتى 28 أكتوبر الحالي ويتأهل الأول والثاني من المجموعة إلى النهائيات الآسيوية· ويمكن القول إن الأبيض الصغير سيبدأ من اليوم مواجهة المجهول في ظل عدم توافر معلومات بالمرة عن المنتخبات المنافسة، وقد ذهبت كل محاولات الجهاز الفني والإداري سدى على هذا الصعيد، حيث لم يتمكن من العثور على شرائط فيديو لأي من الفرق المتنافسة في المجموعة ويعول الجهاز الفني على إعداد الفريق بالصورة المثالية ومتابعة المنافسين من أول يوم في التصفيات لتكوين فكرة مبدئية عن هذه الفرق من أجل وضع التكتيكات والتشكيلات المناسبة· وبالنظر إلى استعدادات منتخبنا للتصفيات، يمكن القول إنه بالرغم من أنه كان بحاجة إلى المزيد من التجارب، إلا أن المستوى الذي وصل إليه الآن مطمئن إلى حد كبير ويضعه في مصاف المنتخبات المرشحة للتأهل بالرغم من غموض مستويات البعض خاصة بنجلاديش وتركمانستان بينما المنتخب الأوزبكي ينظر إليه مثلما ينظر إلى المنتخب الأول كفريق طامح وقوي لا يستهان به على الإطلاق، فيما تحاصر المشاكل الفريق الفلسطيني الذي جاء إلى أبو ظبي متغلباً على آماله التي هي جزء من آلام وطن يعاني كل يوم· وآخر استعدادات الأبيض الصغير شهدها ستاد التربية الرياضية العسكري ومن قبله ملعب المؤسسات، حيث ركز الجهاز الفني بقيادة علي إبراهيم على تحفيظ اللاعبين الخطة التي من المنتظر أن يخوض بها الفريق مباراته الأولى بالتصفيات أمام أوزبكستان وتنوعت التدريبات بين البدني والخططي مع التركيز على المجموعة الأساسية التي سيدشن بها الأبيض الصغير انطلاقته الآسيوية والرسمية الأولى في مشواره حتى الآن، حيث لم يلعب الفريق في أي مناسبة رسمية كما ركز الجهاز الفني على تحفيظ اللاعبين لأدوارهم في المباراة، وقد وصل الجهاز إلى قناعة بأن ما وصل إليه الفريق حالياً قياساً بالبداية يعد جيداً للغاية ويبقى التوفيق ومؤازرة الجماهير· وكان منتخبنا قد تجمع في أبوظبي، حيث يقيم الفريق بفندق الميناء وقبله تجمع في دبي بعد أن اختتم تجاربه الودية بلقاء إيران والذي انتهى بخسارة منتخبنا بهدف نظيف· وتعد الدورة الدولية التي أقيمت بأبوظبي الشهر الماضي بمشاركة منتخبات الامارات والسعودية وقطر وإيران من أهم محطات الإعداد التي خاضها منتخبنا، حيث وفرت للفريق فرصة مثالية لعيش أجواء مشابهة للتي سيعيشها اللاعبون من اليوم في التصفيات، حيث إن الفريق لم يخض من قبل أي مواجهات رسمية وبالتالي كانت هناك العديد من الحالات التي لم يختبرها اللاعبون مثل تعويض الخسارة وتجاوزها إلى الفوز واللعب تحت ضغط وعلى لقب وهو ما وفرته الدورة بالفعل خاصة المباراة النهائية أمام المنتخب السعودي والتي شهدت كل هذه الأمور مجتمعة· وخلال الدورة تمكن منتخبنا من الفوز على قطر 2-1 وعلى إيران 4-2 وتعادل مع السعودية في النهائي 2- 2 وحقق اللقب فيما حصل الأخضر السعودي على المركز الثاني· ومنذ انتهاء الدورة لم تشهد الصفوف انضمام لاعبين جدد، حيث كان تركيز الجهاز الفني على المجموعة التي ضمها منذ فترة واستقر عليها قبل الدورة الدولية والتي تحقق بينها قدر كبير من الانسجام ساهم في ارتفاع المنحنى البياني للأداء سواء خلال مباريات الدورة أو في التجمعات والتجارب التي سبقت التصفيات الآسيوية، وقد كان تحقيق عنصر الانسجام مهماً لفريق في هذه المرحلة العمرية وانعكس على اللاعبين في تجمعهم الأخير، حيث بدوا كفريق متكامل من كافة النواحي· ولم تكن الدورة الدولية هي محطة الإعداد الوحيدة لمنتخبنا الناشئ الذي استضاف قبل الدورة نظيره السوري في مباراتين تجريبيتين شهدهما ستاد آل نهيان بنادي الوحدة·· انتهت الأولى لسوريا 3/1 وتعادل الفريقان 2/2 في المباراة الثانية ·· كما فاز على أشبال النصر تحت 16 سنة 3/·1 وتضم صفوف منتخبنا العديد من الأسماء المميزة التي لمعت خلال فترة الاعداد وفي التصفيات بشكل خاص ومن أبرزها أحمد غلوم هداف الفريق خلال فترة الإعداد وفهد سالم حديد وأحمد إسماعيل وغيرهم من اللاعبين الذين يريدون كتابة أسمائهم في عالم النجومية مبكراً والتأهل إلى النهائيات الآسيوية التي تتيح لجيلهم فرصة ذهبية لإثبات الوجود· على الجانب الآخر، فإن منتخب أوزبكستان الذي سيواجه فريقنا الليلة يعد أبرز الفرق المشاركة في التصفيات وهو مرشح أساسي للتأهل، ولعل هذا ما يجعل من مباراة اليوم بمثابة مواجهة من العيار الثقيل تجمع فريقين يتقدمان ترشيحات التأهل· والسمعة التي اكتسبها الفريق الأوزبكي الناشئ ليست محصلة نتائج لهذا الفريق الصغير لكنها تأتي من النظرة العامة للكرة الأوزبكية التي تحتل مكانة لا بأس بها في القارة الصفراء، أما عن بقية المباريات اليوم فيمثل لقاء فلسطين مع بنجلاديش مواجهة بين فريقين متبايني الظروف، خاصة أن فريق فلسطين حضر للمشاركة في التصفيات وسط أجواء غير طبيعية بالمرة فرضها عليه الاحتلال الإسرائيلي كانت سبباً في عدم تجمع الفريق كاملاً إلا في مطار عمان بالأردن قبل الحضور إلى أبوظبي، ولم يتعرف المدرب جمال ضراغمة على امكانيات لاعبيه الذين كانوا يتدربون في الأرض المحتلة على مجموعتين، إحداهما في الضفة والأخرى في غزة، ومنعت قوات الاحتلال أحد المدربين وكذا مدرب حراس المرمى من الحضور مع الفريق، وهو ما يعني أن المنتخب الفلسطيني سيخوض التصفيات تنقصه العديد من الأوراق المتوفرة للفرق الأخرى، ومن بينها فريق بنجلاديش الذي يواجهه اليوم· أخيراً وبالنسبة لمباراة طاجاكستان وتركمانستان فلا يمكن التكهن بما تسفر عنه في ظل الحديث عن توازن القوى بين الفريقين، وإن كان وصول فريق تركمانستان أمس وقبل الافتتاح بوقت قصير يصب في صالح الفريق الطاجاكستاني· الاجتماع الفني مع الفرق استمر 3 ساعات فحص الرسغ حديث الجميع طغى الحديث عن تحليل ''M.R.I'' على الاجتماع الفني للتصفيات والذي شهده فندق رويال ميريديان واستمر قرابة 3 ساعات برئاسة الأردني منعم فاخوري مراقب المباريات من قبل الاتحاد الآسيوي، حيث تم التأكيد على أهمية إجراء هذا التحليل لكشف الأعمار الحقيقية للاعبين وفق تأكيدات الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة وأنه في حالة ثبوت نتيجة إيجابية في أي فريق سيتم إلغاء نتائجه على الفور واستبعاده من التصفيات وأن التحليل سيتم إجراؤه بصفة دورية إذا دعت الحاجة إلى ذلك أيام الراحة من المباريات بموجب جواز السفر وبطاقة اللعب لكل لاعب، وفي حالة الشك في أي لاعب سيجرى له التحليل· وسيشرف على هذه التحاليل من قبل الاتحاد الآسيوي الدكتور خلدون الكلوب منسق تطوير الطب الرياضي من قبل الاتحاد الآسيوي بغرب القارة، والذي شرح كل تفاصيل هذا التحليل لمندوبي الفرق، مؤكداً أنه لاتهاون في هذه النقطة على الإطلاق· وأكد أنه في التحليل المعني يتم بأخذ صورة للرسغ الأيسر لكل لاعب، فلو اتضح أن بؤرة النمو في الرسغ مغلقة، فهذا يعني أن اللاعب تجاوز سن الناشئين، وهو ما يمكن معرفته بمجرد النظر لصورة الأشعة ولا مجال اطلاقاً للتزوير في هذا الكشف لأن اللاعب يجريه بموجب جواز السفر وشهادة الميلاد· أضاف أن الاتحاد الآسيوي كان يكتفي من قبل بإجراء التحليل لثلاثة لاعبين ثم زاد العدد على 14 لاعباً، وأن التصوير العشوائي طوال أيام التصفيات وارد، فأي لاعب يشك فيه وفي مرحلته العمرية سيتم إخضاعه لهذا الفحص الذي سيرسل للاتحاد الدولي لتشخيصه بمعرفة متخصصين ويبلغ به الاتحاد الآسيوي· وأعلن أن هناك 3 منتخبات ستجري التحاليل الخاصة بها هنا قبل انطلاقة التصفيات لعدم توافر هذه التقنية لديها وهى منتخبات فلسطين وتركمانستان وطاجاكستان· كما تناول الاجتماع الفني كافة الأمور الفنية والتنظيمية الأخرى سواء المؤتمرات الصحفية بعد المباريات والتي يعتبر حضور مدربي الفرق لها إجبارياً وعدد المسموح لهم بدخول الملعب إذا دعت الحاجة إلى ذلك ولا يتجاوز اثنين فقط والسماح لستة لاعبين بالاحماء وتم تحديد ألوان الفانيلات التي ستلعب بها كل الفرق كافة مبارياتها بالتصفيات وكذا ألوان قمصان الحكام بالاضافة لبقية الأمور الأخرى المعتادة سواء مع الأمن الذي حضر ممثل عنه أو بقية الجهات الأخرى المعاونة· تغيير في أسماء الحكام شهدت أسماء الحكام والمراقبين تغييراً قبل انطلاق المنافسات وتم الإعلان عنه خلال المؤتمر الفني، حيث يتولى مهمة مراقبة الحكام يزيك عبدالله يزيك ''لبنان'' ومايكل أندرو ''الهند'' ·· أما حكام الساحة فهم ·· الغفاري ناصر ''الأردن'' والحارثي عبدالله ''عمان'' وغندور رضوان ''لبنان'' وعلاباني خلف واليعريمي مختار ''اليمن'' وكوستا جايوات ''تايلاند''· ومساعدو الحكام هم ·· أحمد محمد صعبان وصبحي أديب لؤي ''العراق'' ونجاتي حسين ''إيران'' والعبد عبد الله ''السعودية'' وكوليت حيدر والكواس أحمد ''لبنان'' وبير مسوك شاتاجاي وكلينكلارد سيتثيخون ''تايلاند''· الفريق لم يتجمع إلا في أبوظبي الاحتلال يمنع مدرب فلسطين من الحضور عندما تشاهد أي فريق فلسطيني في أي فعالية سواء عربية أو دولية لابد وأن يتبادر إلى ذهنك السؤال: هل في القلب متسع لدى الفلسطينيين للفرحة واللعب والانتصار؟ ولابد أن تقف إجلالاً لهذه الحالة العربية الخاصة التي تتحدى القهر كل يوم والموت كل ساعة ·· تقفز فوق الجدار العازل وتتجاوز كل منافذ التفتيش لتصرخ: من حقي أن أعيش ·· أن أحيا ·· أن أمارس طقوس البشر مهما صمت البشر· هكذا كان الانطباع وأنا أجلس مع عيسى ظاهر رئيس البعثة الفلسطينية المشاركة في التصفيات الآسيوية والذي حكى لـ ''الاتحاد الرياضي'' عن حجم المعاناة التي لاقاها الفريق حتى حضر إلى أبوظبي للمشاركة في التصفيات، وهى جزء من معاناة الشعب الفلسطيني بأسره ·· جزء من ترنيمة الدمار التي يستيقظ الفلسطينيون ويبيتون عليها· أكد عيسى ظاهر أن المنتخب حين كان في فلسطين كان مقسوماً إلى جزأين أحدهما في غزة ويضم لاعبي المحافظات الجنوبية، والآخر في الضفة الغربية ويضم لاعبي المحافظات الشمالية، ويتولى تدريب الأول توفيق الهندي، فيما يدرب الثاني جمال ضراغمة الذي حضر مع الفريق بعد منع الهندي من قِبل القوات الاسرائيلية ومعه مدرب حراس المرمى· أضاف ظاهر: لن نسرح بأحلامنا ونحن نقول: ماذا نريد من التصفيات؟ الفوز حق مشروع لأي فريق لكن ما نريده هو أن نترك انطباعاً جيداً عنا وأن ننافس بشرف لكن التأهل يبدو أمراً صعباً في ظل ما عانيناه وماهو متاح لنا بالقياس لباقي الفرق· أشار إلى أن مدرب الفريق لم يتعرف على اللاعبين إلا هنا في أبوظبي في 12 أكتوبر حين قدمنا لخوض إعدادنا قبل المنافسات ولا زال يعاني حتى الآن من عدم معرفته باللاعبين الذين لا يعرفون بعضهم البعض أصلاً· وقال: الوضع لدينا لا يسر عدواً ولا حبيباً ونحن نشارك لنوجه رسالة أننا نتمسك بالحياة وفي حقنا بالحياة ·· ولك أن تتصور أن هذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها هؤلاء اللاعبون فلسطين وهم سعداء بذلك ·· سعداء قبل العودة للألم الذي هو عنوان الحياة في فلسطين، ونحن دوماً لا نتأخر عن المشاركة في كل الفعاليات سواء عربية أو دولية· وأعرب عيسى ظاهر عن شكره البالغ والذي لا تحصيه الكلمات للإمارات حكومة وشعباً لوقفتها الدائمة مع فلسطين على كافة المستويات ومنها المستوى الرياضي وخص بالشكر سعادة يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الذين لا يتأخرون عن دعم أي فريق فلسطيني، مشيراً إلى أن الفريق جاء إلى أبوظبي قبل الموعد على نفقة الامارات سواء الإقامة أو التذاكر بعد أن أجرى اتصالاً بأخيه يوسف السركال ولم يزد أبو يعقوب على أن قال له ''أنتم أصحاب البلد ويا هلا بيكم في أي وقت''· وعن عدم إجراء الفريق لتحليل الـ ''ح·ز·ة'' في فلسطين وإرجائه ليتم هنا قال ظاهر: ليست لدينا تقنيات هناك وسنجريه هنا على نفقة الاتحاد الاماراتي أيضاً، ولذا وجب أن نجزي إخوتنا هنا حقهم فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ومثل هذه المواقف ليست جديدة على الامارات الوفية المعطاءة· وفي النهاية أشاد رئيس البعثة الفلسطينية بالتنظيم الاماراتي المحكم والذي كان مؤشراً على النجاح من أول يوم وتوقع تأهل الإمارات وأوزبكستان للنهائيات الآسيوية·