الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحيون عرب يستعرضون تقنيات الأداء والتدريب

مسرحيون عرب يستعرضون تقنيات الأداء والتدريب
9 يناير 2008 00:37
تواصلت مساء أمس الأول فعاليات ملتقى الشارقة الخامس للمسرح العربي في يومه الثاني الذي يحتضنه قصر الثقافة بالشارقة، ويسعى إلى وضع رؤية منهجية للمسرح العربي، والتواصل بين الخبرات الفنية والثقافية لوضع أسس جديدة وواثقة من أدواتها لدفع الرؤى والاقتراحات المسرحية العربية نحو الحضور الواسع والمتفاعل مع الأفقين الإقليمي والدولي· وحفلت برامج اليوم الثاني بندوات مكثفة حول دور المعاهد المسرحية في أوروبا، وحول الرؤى والاشتغالات في العرض المسرحي وندوة ثالثة حول أثر النص الأجنبي في العرض العربي، وشمل البرنامج بعد انتهاء جدول الندوات عرضاً لمسرحية ''جلجامش'' التي قدمتها فرقة جلجامش للفنون القادمة بهوى عربي من العاصمة الفرنسية باريس· ففي ندوة الدكتور فاضل الجاف حول ''دور المعاهد المسرحية في الدول الأوروبية في تطوير الفعل المسرحي''، قدم الجاف رصداً فاعلاً لأهمية الدراسة الأكاديمية في العالم الأوروبي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنهجية في تلك المعاهد تعتمد على التطوير الدائم لمفردات التواصل مع المشاهد بما يضمن تطوير الخبرات والملكات، وفقاً لأساليب ومناهج مسرحية لا تقدم حرفياً، بل تعرض ما ينسجم ويتلاءم مع حركة الواقع· وفي الندوة الثانية، قدم الفنان جهاد سعد من سوريا محاضرة ارتجالية لمحور نادر التناول في مباحث المسرح العربي، وحملت المحاضرة عنوان: ''من النص الأجنبي - ورشة عرض عربي''، متحدثاً عن سيرته الذاتية وعلاقته مع المسرح، محملاً الذاكرة جهداً إضافياً في العودة إلى تفاصيل العرض المسرحي الأول الذي قدمه كخلاصة تجربة شاقة من الدورات والدراسات المتلاحقة، وكان بعنوان ''كاليغولا''، ثم أتبعه بتجربة مشابهة من حيث التطبيقات العملية والحركية اسمه ''جايسون وميديا''· ومثل هذه التجارب قدمت الفنان جهاد سعد كأحد أبرز الوجوه المسرحية السورية التي تستفيد من التكنيك الحركي للارتقاء بالفعل المسرحي على الخشبة من خلال الورشة، وأثيرت تساؤلات من قبل الحضور حول مسألة دخول جهاد في تجربة العرض المسرحي ''خارج السرب'' للكاتب محمد الماغوط، وتجربة أخرى اسمها ''الأشباح'' للكاتب النرويجي هنريك ابسن، وجاءت تلك التساؤلات من المنهج الذي اعتمده سعد في تعاطيه مع العملية المسرحية، الأمر الذي برره سعد بأنها تجارب مسرحية لم تبعده عن توجهه الأساسي، بل ساعدته في فهم معطيات جديدة في المسرح· وانتهت ندوات اليوم الثاني بندوة أخرى قدمها المخرج المصري خالد جلال بعنوان من الورشة إلى العرض، وخالد جلال هو رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ومدير مسرح مركز الإبداع الفني منذ العام ،2002 وهذا المركز كان حاضراً في حديث جلال عن موضوعه، إذ تحدث مطولاً عن تكون هذا المركز والنشاط الذي يمارسه والجهود التي يقدمها كأحد أهم المراكز الفنية المسرحية في القاهرة، والمكان الذي يقدم خبرات مسرحية مهمة للوسط الفني المصري مسرحياً· وقدم المحاضر عرضاً مرئياً من خلال جهاز البث، جهاز احتوى على صور ومقاطع للتدريبات التي يقدمها المركز لتعميم الفائدة على الحضور، وإلقاء الضوء على جهود البيت الفني في الترويج للأساليب الرصينة في المسرح· عرض جلجامش وبعد انتهاء برنامج الندوات الفكرية والورش المسرحية، قدمت فرقة جلجامش للفنون وعلى هامش الملتقى عرضاً مسرحياً اعتمد على جهد الممثل الواحد، هو الفنان سعدي يونس الذي استعان بآليات العرض المونودرامي، لتقديم أسطورة جلجامش الضخمة والمتشعبة في قالب المسرح الفقير والمكثف المعتمد على تقنيات غير متكلفة، وديكورات بسيطة، وأداء متنوع يرتكز على لعبة الأقنعة وحضور الراوي بين فقرات العرض، لخلق حالة من التواصل مع الجمهور دون خلق ثغرات في الزمن الحيوي للقصة· وفرقة جلجامش للفنون مقرها العاصمة الفرنسية باريس، ويديرها المخرج والممثل والمؤلف المسرحي العراقي سعدي يونس، والفرقة تضم نخبة من المسرحيين والمثقفين والمبدعين في العديد من مجالات الفن كالشعر والمقامة، والكتابة المسرحية والحكاية، وكذلك الوسائل السمعية والبصرية الحديثة كالسينما والفيديو· وتقول مدونة العرض إن ملحمة جلجامش تملك أهمية كبيرة في تاريخ البشرية، فجلجامش هو سلفنا الحضاري الكبير، وهو المؤسس الأول للمدينة والحضارة، وهو الذي أثر في الأفكار الروحية التي راجت في العالم من خلال هذه الأسطورة الخالدة· وفي الملحمة شخصيات متعددة مثل: أنكيدو، وعشتار، وبنت الهواء، و''أتونابشتم'' الذي أنقذ البشرية من الطوفان، والبقرة المقدسة، والحية التي لقبها ''جلجامش'' بأسد التراب الذي سرق عشبة الخلود، وقد ترجمت الملحمة لعدة لغات، وحاول العرض المسرحي إعطاءها شكلاً عصرياً، لتقترب من لغة التخاطب اليومي، وتوازن بين التراث والحداثة، كالتمثيل بالأقنعة، والآلات الموسيقية القابضة على الجو الافتراضي والروحي للملحمة·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©