الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السينما المصرية استفادت من نجيب محفوظ .. فكيف تستفيد سينما الإمارات من روائييها ؟

السينما المصرية استفادت من نجيب محفوظ .. فكيف تستفيد سينما الإمارات من روائييها ؟
16 أكتوبر 2007 02:28
تبدو العلاقة بين الرواية والسينما حالة قديمة منذ أن دار أول شريط سينمائي مرئي جسد كلمات الرواية وأحداثها وشخوصها في صراع حول قضية ما، ولم يكن أدبنا القصصي العربي إلا رافداً من روافد استمرار السينما وتجسيداتها للواقع عبر القصص والروايات التي أبدعها القصاصون والروائيون الكبار منذ يحيى حقي ونجيب محفوظ ويوسف ادريس والآخرين الذين تحولت أعمالهم الروائية إلى أفلام ظلت في ذاكرة الإنسان العربي· واليوم تتحول أبوظبي التي تخطو بثقة لتكون عاصمة للثقافة العالمية إلى ساحة فاعلة لصناعة الأفلام عبر مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الأول وما دامت الإمارات تمتلك الطاقات الإبداعية من مخرجين وسيناريست ومعدات سينمائية كبيرة وشباب طموح وممثلين مهمين وبمقابل كل ذلك هناك روائيون وقصاصون قدموا ابداعاً مهما منهم علي أبوالريش ومحمد عبيد غباش وثاني السويدي وراشد عبدالله وسلمى مطر سيف وسارة الجروان وميسون صقر وناصر الظاهري في نتاجات قصصية وروائية مهمة لذا لابد أن تقترب الرواية الإماراتية ضمن هذا الإطار من السينما في أجواء متوفرة وحاضنة تجسد هذا الطموح، في هذا الإطار توجهنا إلى مجموعة من الإماراتيات من مخرجات ومثقفات في استطلاع هذه الفكرة أو هذا الطموح فكانت ردودهن: علاقة لابد منها المخرجة الإماراتية منال علي بن عمرو لها رأي تقول فيه: النماذج العربية والعالمية تثبت أن للأدب دوراً تاريخياً في ترسيخ الملامح السينمائية لأي بلد، وعلى سبيل المثال سيناريوهات وروايات الأديب المصري العربي العالمي نجيب محفوظ وبدايات التعاون مع المخرج الكبير صلاح أبوسيف ويليه عاطف سالم والتي كانت نقطة تحول في تاريخ السينما المصرية حيث وببراعة ظهرت تفاصيل الحياة المصرية الواقعية وكان لهذا التحول دور كبير في لفت أنظار الجميع لجمالية السينما والمتعة التي تقدمها مما كان له أكبر الأثر في تأسيس هذه الصناعة، كذلك الأدب العالمي والكلاسيكيات التي اقتبست أو أخذت كما هي وترجمت لأفلام يشاد بها في حصد الجوائز والتميز والإبداع بل وتعتبر علامة فارقة في تاريخ السينما العالمية، مثال معاصر على ذلك المخرج فرانسيس فورد كوبولا من أكثر المخرجين استعانة بالرواية الأدبية وهو بنفسه يعد سيناريو لأي رواية تشده ويقتنع بأحداثها ويرى أنها تفتح له مجالا للإبداع والتميز ومن أعمال كوبولا ''العراب'' ، ''صانع المطر'' وغيرها من الأفلام التي مصدرها أدبي بحت لكن برؤية إخراجية وتوجه سينمائي راق مدروس حصدت الجوائز والتقدير والمكانة التاريخية · حماس كبير وفي حديثها عن التجربة الإماراتية تقول بن عمرو: إن تجربة صناعة الأفلام في دولة الإمارات تجربة يشاد بها رغم ضعف الإنتاج في الكثير من الأحيان وقلة الإمكانات وعوامل العمل الفني الناجح بشكل عام، إلا أن الحماس والنشاط المستمر لصناع الأفلام الشباب من الجنسين نقطة تحسب لصالح التجربة، فبالتأكيد تبرز أسماء لها مكانتها في المحاولة والتكرار والتجديد، وهي نماذج استطاعت (وإن لم تحصل على جوائز) التواجد والمشاركة في المهرجانات والفعاليات المحلية والعربية والعالمية ، وهذا بحد ذاته مرحلة متقدمة ومبشرة لمجال الفن السابع في الدولة، هؤلاء لم يكن تميزهم عبثاً حيث إن هذه الفئة عرفت المفتاح السحري للعمل الناجح، ألا وهو الأدب، توجههم للرواية والقصة أو النص الأدبي بكل أشكاله وأساليبه وتحويله لسيناريو له أساس أدبي بتفاصيل الحدث وحبكة التسلسل الدرامي جعل أعمالهم تتميز، وجهودهم لم تضع هباء منثورا كما في المحاولات الأولى التي كانت رغبة في التواجد والمشاركة ،وليدة لحظة لا أكثر· كما تضيف بن عمرو قائلة: مرحلة التطور والتخصص والعمل بشكل حرفي ودقيق تحتاج للعمل على التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، فأحيانا إهمال التفاصيل يربك العمل ويظهرة بصورة واهية، أدباؤنا ومؤلفونا المحليون عليهم بالتعاون والسعي في هذا المجال خطوة بخطوة مع صناع الأفلام فمن غيرهم سيعكس الواقع المحلي بكل خباياه وتفاصيله ؟ ومن غيرهم سيضع الملامح للشخصيات والمكان والزمان؟ ربما يحتاج الموضوع للقليل من الجرأة والحماس في خوض هذه التجربة· الرواية الإماراتية المخرجة مريم بوميان التي تعمل مذيعة في نشرة الإمارات الآن في إذاعة أبوظبي تقول: خطوة العاصمة لتطال عالم السينما خطوة مشجعة لتلك المواهب التي قاربت على الاندثار قبل أن ترى النور ، وفي مساعي أبوظبي لتنمية السينما على مستوى واسع، هي أفضل فرصة لعرض مكنونات الرواية الإماراتية على مساحة أوسع، ودخول العقول السينمائية الإماراتية رقعة المنافسة العالمية، ليس هذا فحسب، بل ان ثقافة البلاد ستعرض بمنحى ممتع ألا هو الصوت والصورة · ومن حق الأدب المحلي أن يمد يد المشاركة في صنع السينما ، فمن المتوقع بل الأكيد أنه سيضيف الكثير إلى عالم صناعة السينما، وعالم الأفلام، فالأدب المحلي الذي قد لا يلاقي ذلك الإقبال الشديد على صفحات الروايات رغم قوته ، بإمكانه معالجة فقر السينما الإماراتية، هناك الكثير من الروايات التي تستحق أن تدون على شاشة السينما، وهناك الكثير من الروائيين الإماراتيين'' راشد عبدالله وعلي أبو الريش ومحمد عبيد غباش وثاني السويدي'' وغيرهم في الميدان الروائي، الذين أحب كتاباتهم، وأتوق إلى تخيل محتوى رواياتهم بمشاهد ممتعة تغني عن تقليب الصفحات البيضاء · ثم تضيف بو ميان: تمنيت أحياناً لو أن إحدى الروايات المحلية التي قرأتها مثل : زينة الملكة أو نافذة العنكبوت أو ريحانة أو مجموعة فيضان قلب وغيرها أن تُنفخ فيها الروح لنسمع صوتها ونرى شخصياتها تتكلم وتتحرك أمام ناظرينا ، لترسخ في الذاكرة كما ترسخ أفلام هوليود ، والمهرجانات السينمائية التي تقام في الدولة وهذه السنة في أبوظبي ستكون هي الفرصة التي قد لا تعوض ، في النهاية لا ينقص هذا الوطن الغالي أي إمكانات سواء مادية أو بشرية للتشمير عن ساعده وارتياد أمواج الفن السابع ، أنا بصراحة واحدة من مجموعة كبيرة من العقول الشابة وتحديدا الذين درسوا تفاصيل هذا الفن '' التصوير والإخراج والسيناريو والألواح القصصية '' ودخلوا أبوابه الملونة في دراستهم الجامعية وتذوقوا لذة صنعه واكتشفوا بعضاً من خباياه ، ممن يتمنون في لحظات أن تتحول أفكارهم إلى أفلام تعرض على جمهور واسع من الناس وتحديداً أيام المهرجانات السينمائية ، ولكن الإمكانات الشخصية تقف حائلا أحياناً ، ويتوقف حينها الحلم ، أو يظهر بمستوى أقل مما يستحق ، وأذكر هنا فيلمي '' أعد قلبك '' الذي شاركت به في مهرجان أفلام من الإمارات في دورته الخامسة ، كمثال على فكرة رائعة تمنيت أن أعرضها بطريقة أفضل من ناحية التصوير والمؤثرات المستخدمة ، ولم أتمكن من ذلك على نحو ما، ربما لأنني لم أجد الدعم الملائم وهنا أعتب على الإمكانيات في الجامعات وكليات التقنية العليا التي تهتم بهذا التخصص · وتقول الكاتبة شيخة المسماري: حقيقة شاهدنا الكثير من الأفلام الإماراتية القصيرة التي حجزت مكاناً رحباً في نفوسنا كونها إماراتية ثم توقفنا عند تفاصيلها من نص وأداء وإخراج ، ولكن حين نشهد الخطوة الأولى لمهرجان سينمائي في الإمارات فنحن على موعد مع قصة أو رواية إماراتية نبصرها واقعاً ملموساً مميزاً على خريطة الفن السابع ، رواية تنقل تفاصيل حياتنا إلى الآخر من الورق إلى الشاشة الكبيرة · أما الشاعرة زينب عامر فتقول: إن الملاحظ في الآونة الآخيرة اهتمام الإعلام المحلي بالنص الروائي المحلي المصنوع بأيد إماراتية شابة ومؤسسة في عالم المسرح والتي انتقلت بطبيعة الحال إلى شاشات التلفزة فنلاحظ كثرة الوجوه الإماراتية في التمثيليات الخليجية ومن ثم تصدر النص الإماراتي كثيراً المسلسلات الخليجية، وكما بدأ الانتشار المسرحي الإماراتي اكتسب أيضا السيناريو والحوار والقصة في الإمارات حضوراً واسعاً على مستوى التلقي العربي، سواء كان في الدراما أو الكوميديا أو الواقعية الاجتماعية، فمن المسرح إلى التلفاز، وحاليا التوجه إلى السينما، وفن السينما بشكل عام جديد على الساحة الإماراتية وهناك محاولات ناجحة وحاصلة على مشاركات وجوائز دولية صنعتها أيدٍ إماراتية كانت سبباً في لفت انتباه المؤسسات المعنية في تبنيها، فالاتجاه نحو صناعة سينما إماراتية متكاملة موضوع مثير للاهتمام لأن السينما أصبحت لغة العصر ولها حضور كبير
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©