السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ندى الحربي: العرب من المحيط إلى الخليج لا يعرفون ماذا يأكلون؟!

ندى الحربي: العرب من المحيط إلى الخليج لا يعرفون ماذا يأكلون؟!
24 ابريل 2009 02:19
تعدّ ندى الحربي -باحثة سعودية في علم الأغذية- رسالة علمية في جامعة حلوان، تأمل أن يساعد موضوعها مرضى السكر عن طريق فهم تأثير «الجنسينج» عليهم. وقد اختارت علم الأغذية لأنه صار مرتبطاً بصحة الإنسان، خاصة الرافض لمعرفة الثقافة الغذائية التي تحميه من الأمراض المنتشرة حالياً، ومعظمها سببها الإفراط والجهل في تناول الأطعمة. في لقائنا معها أشارت الحربي بداية إلى محاور رسالتها العلمية، تقول: «أعمل حالياً على رسالة الماجستير في جامعة حلوان، وتتناول تأثير «الجنسينج» على مرضى السكر. والهدف من رسالتي أن نجد حلولاً ناجعة من بينها حل غذائي لمرضى السكر الذين نجد أن أعدادهم في ارتفاع بسبب عدم ممارسة الرياضة والإفراط في تناول الغذاء بطريقة غير علمية». وعن سبب تخصصها في علم الأغذية، تقول: «حصلت على بكالوريوس اقتصاد منزلي من جامعة الملك عبدالعزيز، ودرست في مجالات الغذاء لأنه بات اليوم علماً مهماً ومن الضروري أن نعد أبحاثاً عن نظم غذائية لراحة المجتمع أو نحذر من خطورة تناول الغذاء بطريقة خاطئة». وتطرقت الحربي في دراستها إلى «الجنسينج» إذ تقول: «إذا تم استخدامه بطريقة مقننة فإن متاعب مرضى السكر سوف تختفي ويكون في مقدورهم تناول أطعمة محببة لهم، لكن ضمن شروط وقائمة محددة من الأغذية». وعن ارتفاع عدد المصابين بمرض السكر، تشير الحربي قائلة: «مشكلة المواطن العربي أنه يميل إلى الفوضى في نظامه الغذائي. هو يعرف جيداً المتاعب التي سوف تظهر عليه وتصيبه، ومع ذلك يفرط في طعامه ويخل بنظامه الغذائي! المشكلة الثانية تتجلى في أن الرياضة ليست موجودة في قاموس حياتنا. نحن نتكاسل في ممارسة الرياضة على الرغم من أن ممارسة الرياضة ليست بالأمر الصعب، وبإمكان كل شخص أن يسير على قدميه نصف ساعة يومياً وهي كافية لحل معظم مشاكله الصحية». تبتسم الحربي وتضيف: «ربما هناك ظروف تساعدنا! وهي أن العواصم العربية تعاني من أزمات مرورية تخلق فرصا لنا كي نسير على أقدامنا من أجل تقليل الكوليسترول وإذابة الدهون في الجسم». وتوضح الحربي نقاطاً تتصل بالأسرة العربية ومدى إدراكها لاختيار أصناف الطعام، تقول: «للأسف الشديد، نحن العرب من المحيط وحتى الخليج لا نعرف ماذا نأكل! المائدة لدينا تحوي عدة أصناف غير مفيدة، لكن ربة البيت تعدها لزوم التباهي، والكارثة الحقيقية التي أحذر منها تتلخص في أن ظروف الحياة وعمل السيدات ساهمت في جعل آلاف الأسر في عدة دول عربية وعالمية تتناول وجبات جاهزة. وباتت الأغذية المحفوظة هي الحل السريع لإطفاء غريزة الجوع ولكنها تحمل متاعب صحية عديدة وتجلب أمراضاً كثيرة.. لذا وكي لا يهاجمنا مرض السكر يمكن لأي إنسان أن يعيش حياته بسعادة دون أمراض إن ضبط نظامه الغذائي مع ممارسة رياضة بشكل يتناسب مع ظروف عمله.. كما أنه على الأم العربية أن تجيد اختيار طعام طفلها، فمع الأسف أطفالنا يأكلون أغذية محفوظة تجلب لهم الأمراض. كمنتجات الشيبسي والصبغيات والحلوى والمعلبات التي يعد مبيعها مرتفعاً في العالم العربي رغم أن العلماء يقولون إنها أول خيط في الإصابة بالأمراض الخبيثة، فعلاقتها بالجسد والصحة كعلاقة النار بالبنزين»! وتشير الحربي إلى أن الوجبات الجاهزة المحفوظة تؤدي الى بعض الأمراض، وذلك نتيجة احتوائها على المواد الحافظة، حيث تشير تقارير العلماء على مستوى العالم إلى خطورة الوجبات الجاهزة لأنها أول الخيط للإصابة بالأمراض الخطيرة.. من هنا تنصح الحربي قائلة: «ثمة أنواع عديدة من الأغذية الصالحة علينا بتناولها، فكل خيرات الله الطبيعية صالحة للأكل شريطة أن تكون طازجة غير محفوظة. لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في أننا نجهل الثقافة الغذائية، فمعروف أن الخضراوات والفواكه والسلطات مهمة ولها فوائد كبيرة في أداء الجهاز الهضمي، ومع ذلك وبسبب ظروف عصرنا الحالي «عصر السرعة» صرنا نستغني عن وجود الخضراوات على مائدة الطعام». وفيما يخص النوادي الرياضية الخاصة بإنقاص الوزن «التخسيس» المنتشرة في العواصم العربية، ترى الحربي: «إن البعض منها يمارس المهنة دون أصول علمية، إذ لابد من وجود طبيب تغذية لأن نظامه الغذائي سوف يحدد كورس الرياضة الذي سوف يتعامل معه الشخص. لذا أشجع الريجيم بواسطة الأعشاب، شريطة أن يكون الإرشاد صادراً من قبل طبيب تغذية». وتلفت الحربي إلى أنه خلال التحضير لرسالتها في الدكتوراة بعلم الأغذية، ستؤكد على أهمية الدراسات الاقتصادية التي تؤكد أن إجمالي ما ينفق على الطعام من الأسر العربية أعلى من الإنفاق على الملابس والسلع المعمرة. وتقول: «سأحرص على نشر تقارير تعزز انتشار الطب الغذائي، لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال عن المعدة «هي بيت الداء والدواء» وخبير التغذية بنصائحه يسعى الى إزالة الداء عبر نصائحه للناس في حسن اختيار الغذاء».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©