ارتفاع أسعار البن إلى أعلى مستوى خلال عشر سنوات

ارتفعت أسعار البن في الأسواق العالمية إلى أعلى مستوى لها خلال 10 سنوات، مدفوعة بمخاوف من حدوث جفاف في البرازيل الدولة المنتجة الأكبر في العالم للسلعة وبشكل ربما يقلل إنتاجها من المحصول إلى النصف للعام الثاني على التوالي، بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بمستوى الحصاد في فيتنام· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً فقد ذكر نيستور اوسوريو المدير التنفيذي لمنظمة البن العالمية أن سوق البن ''استمر يتسم بالضيق والمحدودية في ظل تناقص المخزون'' بعد ضعف الحصاد في السنوات الأخيرة· واشار أوسوريو إلى المخاوف التي بدأت تساور الأسواق بشأن جودة البن في فيتنام ثاني أكبر منتج في العالم في ظل ما تعانيه البرازيل من قلة الأمطار، علماً بأن انتاج البن البرازيلي قد انخفض بمعدل 23 في المئة في هذا الموسم إلى مستوى 32,6 مليون جوال فقط، مما أدى إلى تدني اجمالي الانتاج العالمي إلى 114 مليون جوال أي أقل بنسبة 6 في المئة عن مستواه في الموسم السابق· ويأتي تراجع الإنتاج في وقت يشهد فيه السوق فترة من النمو الهائل في الطلب في الدول الصناعية المتقدمة، مدفوعاً بتنامي سلوكيات الاستهلاك من قبل شرائح الشباب في هذه المناطق اثر الحملات الدعائية والتسويقية النشطة التي أطلقتها العديد من سلاسل وكبريات متاجر القهوة مثل نستلة وستار بكز· ففي غضون فترة السنوات الخمس الماضية ارتفع الطلب على البن بمعدل 8 في المئة في الولايات المتحدة الأميركية وبنسبة 6 في المئة تقريباً في القارة الأوروبية· أما في المملكة المتحدة حيث ظل استهلاك الفرد يشهد تراجعاً من الناحية التاريخية فقد قفز الطلب على البن بنسبة بلغت 35 في المئة في الفترة ما بين عامي 2002 و·2006 وإلى ذلك فقد اشار المتعاملون إلى أن الاتجاه الذي ستمضي فيه الأسعار سوف يعتمد بالضرورة على هطول الأمطار في البرازيل· وإذا ما شهدت المنطقة أي نوع من الجفاف فإن البن من النوع العربي ربما يقفز سعره إلى أكثر من دولارين للرطل الواحد· أما في حال هطول الأمطار فإن هذا السعر ربما ينخفض إلى مستوى دولار واحد للرطل، ويذكر أن معظم البن العربي تعود جذوره إلى أميركا اللاتينية، بالاضافة إلى مناطق شرق أفريقيا وبعض الدول العربية مثل اليمن ومنطقة آسيا الباسيفيكية· أما حبوب البن من نوع روبوستا فعادة ما تتم زراعتها في غرب وأواسط أفريقيا وفي أنحاء جنوب شرق آسيا بالاضافة إلى بعض المناطق في البرازيل· وتختلف أنواع الحبوب عادة باختلاف الدول أو المناطق التي يزرع فيها البن حيث لكل منها خصائص متميزة في النكهة أو الطعم أو القوام أو درجة الحموضة ما ينتج عنه اختلاف في طريقة المعالجة· بيد أن حركة الأسعار في لندن بانت الآن في طريقها إلى الصعود والتضخم بسبب المخاوف من حدوث مضاربات في السوق الذي يعتقد أنه سيشهد المزيد من الضغوط· والآن فإن شركة نستلة المالكة للعلامة التجارية المعروفة ''نستلة'' والمشتري الأكبر في العالم لحبوب البن الخام ظلت ترفع أسعارها للقهوة في جميع أنحاء العالم بينما عمدت شركة بروكتور آند جامبل التي تمتلك ماركة فلوجرز إلى زيادة أسعارها للقهوة منذ بداية هذا العام· ويذكر أيضاً أن البن من نوع روبوستاً درج على التعامل به في سوق لندن بأسعار أقل بكثير من أسعار البن العربي في سوق نيويورك المفضل لدى العديد من كبريات الشركات المصنعة مثل المتعددة الجنسيات المتخصصة في عمليات التحميص وانتاج القهوة السريعة· وهنالك أربع شركات فقط تشتري أكثر من 50 في المئة من اجمالي الانتاج العالمي وهي شركات كرافت ونستلة وبركتور آند جامبل، بالاضافة إلى شركة ''سارا لي''· ويعتقد بأن اندفاع هؤلاء ''الأربعة الكبار'' في شراء البن الرخيص من نوع روبستا استمر يمثل عاملاً رئيسياً في انهيار أسعار البن في الفترة ما بين عامي 1989 و·2004 وفي هذه الأثناء فقد ظل البن العربي العالي الجودة يناضل ببطء من أجل العودة والانتعاش في الأسواق، قبل أن يسجل أعلى مستوى له في سوق نيويورك ويخترق حاجز 3 دولارات للرطل الواحد في عام ·1997