الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ضعف الاسترليني يشجع الأوروبيين على غزو الجزر البريطانية

12 يناير 2009 00:06
تزخر الأراضي البريطانية بالعديد من المعالم السياحية الجاذبة، ابتداءً من قصر باكينجهام وساعة بيج بن التاريخية، ونهاية بمدينة لوك نيس مسقط رأس الروائي التاريخي وليام شكسبير، ولكن بالنسبة إلى جموع السياح الذين باتوا يتأهبون إلى السفر إلى المملكة المتحدة، فإن هذه المواقع الأشهر في العالم ربما تتضاءل متعتها كثيراً أمام ما يوفره تعثر قيمة الجنيه الاسترليني· وكما تقول إليان كيرويد المديرة التنفيذية لإحدى شركات الدعاية والإعلان في باريس ''لقد تعودت أن أسافر في عطلتي السنوية الى تركيا أو المغرب بحثاً عن أشعة الشمس الدافئة، ولكن الجنيه الاسترليني أخذ يساوره الضعف مؤخراً، بحيث أصبح يشجعنا على تمضية عطلة نهاية الأسبوع في لندن''· ويبدو أنها ليست الزائرة الوحيدة التي أصبحت حريصة على الاستفادة من تراجع قيمة الاسترليني، إذ كشفت الاحصائيات المتواترة مؤخراً عن أن الآلاف من المواطنين في الدول الأوروبية المجاورة أصبحوا يتدفقون نحو الجزر البريطانية على أمل اقتناص صفقة رابحة من قضاء العطلة في المملكة المتحدة· وأعلنت شركات السياحة الأوروبية الكبرى مثل يوروستار وسي فرانس وموقع هوتيل·كوم عن زيادة دراماتيكية في أعداد الزوار المتجهين إلى بريطانيا من منطقة اليورو في موجة من المقدر لها أن تستمر طوال العام 2009 ومن شأنها أن توفر إسناداً مرحباً به للاقتصاد البريطاني المتعثر· وبدأت هذه الطفرة في أعداد الزوار منذ نوفمبر الماضي، ثم ازدادت بشكل دراماتيكي في شهر ديسمبر الماضي عندما توجه السياح الأوروبيون بأعداد كبيرة إلى المملكة المتحدة من أجل التسوق في سلع الكريسماس البريطانية الأرخص ثمناً· وعلى الرغم من التباطؤ المنتشر في كافة الأنحاء الأوروبية، فقد شهدت أسعار تذاكر يوروستار إلى بريطانيا زيادة بمعدل 15% في ديسمبر 2008 عما كانت عليه في ديسمبر من عام ·2007 إذ يقول المتحدث الرسمي لشركة يوروستار ''من المؤكد أن هذا التوجه سوف يستمر بعد ان اكتشف المواطنون في بلجيكا وفرنسا أن السلع أصبحت أرخص في بريطانيا بنسبة 30% وبشكل سوف يجعلهم يضعون المملكة المتحدة في صدارة خياراتهم بين الوجهات الأغلى تكلفة في هذا العام''· إلى ذلك، فقد أصبحت الموانئ البريطانية تشهد زيادة هائلة في الحركة المرورية بعد أن أعلنت شركة سي فرانس عن ارتفاع حاد في أعداد المسافرين يومياً إلى الجزر البريطانية والتي امتدت لفترة ما بعد الأعياد في يناير· إذ تقول المتحدثة الرسمية لشركة سي فرانس ''إن أحد الأسباب في ارتفاع أعداد الفرنسيين القادمين الى كنتربري والمواقع البريطانية الأخرى يكمن في استغلال ميزة انخفاض أسعار الوقود والسلع الأخرى في بريطانيا''، على أن تراجع قيمة الجنيه الاسترليني لم يعد يعتبر السبب الوحيد في إغراء جموع المسافرين لزيارة هذه الشواطئ المتجمدة، اذ ان شركات الفنادق المتوجسة اتجهت إلى خفض أسعار بشكل حاد من أجل اجتذاب الزبائن قبل أن تتمتع بنتائج ايجابية مذهلة· فقد أصبح السعر الذي يدفعه المسافر من منطقة اليورو مقابل الغرفة في بريطانيا أقل بكثير مما كان عليه في ديسمبر ،2007 وفقاً لما ورد في موقع هوتيل·كوم، كما أن الفرنسيين الذين اعتادوا وبشكل تقليدي على التوجه جنوباً من أجل قضاء عطلاتهم أصبحوا يقودون مسيرة الغزو البريطاني· وازدادت أعداد الفرنسيين الحريصين على البقاء في لندن بنسبة بلغت 77% في ديسمبر مقارنة بنفس الفترة في العام الأسبق· أما شركة يوكيه انباوند التي تمثل صناعة السياحة القادمة إلى المملكة المتحدة - بما فيها السكن والسياحة والمعالم الجاذبة في بريطانيا- فقد ذكرت من جانبها أنها شهدت زيادة ملحوظة في أعداد زبائنها من أوروبا في نوفمبر، كما أن الأرقام الأولية أصبحت تبدو ''واعدة'' بالنسبة لشهر ديسمبر· وفي حال قدر لهذا الاتجاه أن يستمر، فإنه من المؤكد ان يشكل أنباء سارة لصناعة السياحة البريطانية التي طالما كانت تتطلع إلى الأسوأ في ظل تعمق تداعيات التباطؤ والكساد· وكانت منظمة ''فيزيت بريتين''، التي تعتبر الدليل الرسمي لحركة السفر والسياحة في المملكة المتحدة، تتوقع أن ينخفض أعداد الزوار إلى بريطانيا في هذا العام من 32 مليون في عام 2008 إلى مستوى 31,7 مليون زائر في هذا العام· وقد حذر زعماء الصناعة في مؤتمر السياحة الذي عقد في ليفربول في الأسبوع الماضي من أن التباطؤ أصبح في طريقه لأن يسفر عن فقدان 114 ألف وظيفة في خلال فترة السنوات الثلاث المقبلة وطالبوا الحكومة بإلحاق القطاع الخاص بالحملة التي تبلغ قيمتها مليونات الجنيهات الاسترلينية والهادفة للترويج لبريطانيا كوجهة سياحية تنطوي على ''قيمة مالية مقدرة''· علماً بأن السياحة تعتبر الآن خامس أكبر صناعة في بريطانيا، حيث تمكنت من استدرار ايرادات بلغت 114 مليار جنيه استرليني في العام الماضي· عن ''الاندبندنت'' البريطانية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©