المُنافق

إنسان ليس له مبدأ·· لا يحكمه قانون، يتمتع بقدر كبير من ''البجاحة''، تجده مهندماً في مظهره، منمقاً في كلماته، يلدغ كالحية كل من يقف في طريق شهواته، فهي غير محدودة وبلا نهاية، يريد أن يصل ويعلو في كل خطوة يخطوها شرعية كانت أم مدسوسة، لا تستطيع أن تقرأ أفكاره وردود أفعاله فهو دائماً متكبر مستهزئ يعمل بفيضان من الكِبر الذي يملأ قلبه، يملأه الظلام من كثرة شره وحماقته، تجده دائماً يسد أذنيه عن طلبات مرؤوسيه، وإن كان الظلم يأكلهم، وهو لا يعلم أن الخير في النهاية سيكون لهم، وأن الشر وإن طالت أيامه لا ينجي أصحابه، المنافق انسان يعلم أن التخلص من بشاعة أعماله لن يأتي سريعاً، وهذا يدفعه للكثير من المكر، فكما أن الإنسان لا يعلم يوم مماته، كذلك المنافق لا يعلم يوم سقوطه، وحياتنا العملية مليئة بأمثلة كثيرة من هؤلاء وإن اختلفت أساليبهم، إلا أن الخبث يوحدهم، فكم من نفوسٍ حُطمت وبيوتٍ خُرِّبَتْ والدافع كان شهوتهم وحبهم للمال والسلطة والرغبة في البقاء على مقاعدهم لسنين عديدة يمارسون فيها رياءهم وهلاك كل من يعرقل خطواتهم· والمنافق الكبير يحتاج دائماً لمنافقين صغار حوله للتلميع والصيانة من الألسن المحيطة، ولا يفعلون ذلك طواعية بل كَرهاً وإذلالاً·· فهم من صنيعه ويعملون من أجله· المنافق دائماً تجده مولعا بالكذب ولا يعرف الخجل، دائماً يسعى للوشاية وتدريب لسانه على الافتراء ومديح نفسه·· كم من أمثلة هؤلاء عاشوا بيننا؟ وكم منهم ما زلنا نعايشهم ويعملون وسطنا ، والحافظ للجميع هو الله ولا نعرف حكمته وإنما نعلم أن بقاء هؤلاء لن يطول مهما طال وقوي نفاقهم·