الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خسارة القلوب··· والعقول

14 أكتوبر 2007 01:46
بالنسبة لهؤلاء الذين يسعون للمساعدة في إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة، يعتبر يوم 30 سبتمبر من كل عام، يوما ذا أهمية خاصة، والسبب في ذلك يرجع إلى أنه اليوم الذي تنتهي فيه السنة المالية للحكومة الفيدرالية، التي يتم بموجبها تحديد الأعداد التي يتم استقبالها من اللاجئين كل عام· وعندما تُعلن تلك الميزانية، فإنه يكون بمقدور الأجهزة المختصة تحديد ما إذا كان أداء الإدارة بشأن هذا الموضوع جيدا أو رديئا خلال العام المنقضي· لقد تبين أن مستوى الأداء خلال هذا العام لم يكن جيدا، حيث ازداد عدد اللاجئين ببطء شديد بعد الانخفاض الذي تم في أعداد المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر· وعلى الرغم من أن إدارة بوش كانت قد حددت سقفا لعدد اللاجئين الذين ستقوم باستقبالهم خلال العام الحالي وهو 70 ألف لاجئ، وعملت على توفير مخصصات الميزانية اللازمة لهم، إلا أن عدد الذين وصلوا بالفعل لم يزد عن 41,765 حتى تاريخ 14 سبتمبر -ومن المنتظر استقبال 6000 آخرين قبل الموعد النهائي الذي ينقضي بتاريخ 30 سبتمبر· السؤال: ما هو السبب في انخفاض أعداد اللاجئين لهذا الحد؟ يعود السبب في ذلك إلى الممارسة الشائنة التي تحرم بعض اللاجئين الأبرياء من القدوم إلى أميركا، بسبب قانون مناوئة الإرهاب الذي صدر في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر، والذي ترتب عليه وصم بعض هؤلاء اللاجئين بصفة الإرهابيين أو الداعمين للإرهاب· فأعضاء جماعة ''الهمونج'' الذين قاتلوا تحت قيادة الـ''سي·آي·إيه'' في ''لاوس'' على سبيل المثال، تم اعتبارهم بموجب هذا القانون أعضاء في منظمة إرهابية، وكذلك حال أعضاء جماعة ''مونتاجارد'' الفيتنامية، والذين كانوا من حلفاء الولايات المتحدة المخلصين، وحال الكولومبيين الذين يدفعون فدية من أجل إنقاذ حياة أقاربهم، يعدون في نظر هذا القانون داعمين للإرهاب، لأنهم يقدمون أموالاً لجماعات إرهابية حتى لو كانت في صورة فدية، وبالتالي فهم يمنعون من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية· أما الفصل الأكثر إثارة للخجل والعار في التاريخ الحديث لسياسات الهجرة الأميركية، فهو عدم السماح للاجئين العراقيين بدخول الولايات المتحدة؛ فخلال الفترة ما بين إبريل 2003 و إبريل 2007 لم يزد عدد العراقيين الذين سُمح لهم بدخول الولايات المتحدة كلاجئين عن 500 شخص فقط· وفي فبراير الماضي بدا الأمر وكأن إدارة بوش قد أدركت أخيرا أن هذا الأمر غير مقبول حيث شرعت في تأسيس قوة واجب لشؤون اللاجئين والمبعدين داخليا من العراقيين، كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستسمح بدخول 7000 لاجئ عراقي قبل 30 سبتمبر ·2007 وإذا ما أخذنا في اعتبارنا النزوح الجماعي للعراقيين للخارج والذي تجاوز 2 مليون شخص، وأن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية خاصة عن إشعال الحرب في العراق، فسوف ندرك أن هذا العدد قليل للغاية· وعندما تم سؤال موظف في الخارجية الأميركية أثناء إحدى جلسات الاستماع في الكونجرس عن ذلك، قال إن وزارة الأمن الداخلي تتعامل مع اللاجئين العراقيين بشكل مختلف عما تتعامل به مع اللاجئين من البلدان الأخرى، وأن التدقيقات الأمنية عليهم تستغرق وقتا أطول· سواء كان هذا صحيحا أم لا، فإن الأمر المؤكد هو أن إدارة بوش قد فشلت في الوفاء بالحد الأدنى من المعايير المتعلقة بتقديم الملاذ لعدة آلاف من العراقيين المعرضين للخطر· وهذا أمر خاطئ لأنه يجعل الولايات المتحدة تفقد العقول والقلوب في كافة مناطق العراق بلا تمييز· كبيرة مستشاري السياسات باللجنة الدولية للإنقاذ ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©