الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فينجر: صحة الكرة الإنجليزية بخير

فينجر: صحة الكرة الإنجليزية بخير
13 أكتوبر 2007 02:43
يعمل على امتداد 11 عاماً في انجلترا، ولم يتملكه الضيق أويساوره الملل من العمل في هذا البلد الذي يتربع على قمة العالم كروياً بشهادة جميع الخبراء، فالفرنسي أرسين فينجر المدير الفني لفريق الأرسنال أو ''المدفعجية'' حقق مع هذا النادي الانجليزي الكثير من البطولات، ومازال يعد بالمزيد بعد أن جدد عقده حتى عام ،2011 وهو ما يعتبره أحد أهم القرارات في حياته ومشواره الكروي· فينجر استطاع أن يكوّن فريقاً شاباً قوياً يتحدى به أندية الدوري، ويتمنى أن يعود به الى زمن البطولات التي سبق أن حققها مع هذا الفريق عندما كان عامراً بالنجوم الكبار، وعلى رأسهم تيري هنري الذي رحل أخيراً الى برشلونة الإسباني· في حوار مع مجلة ''فرانس فوتبول'' الفرنسية اعترف فينجر بأنه كان متشككاً بعض الشيء بعد رحيل صديقه ديفيد دين نائب رئيس النادي، وان كان هذا التشكك لم يدفعه الى فتح مفاوضات مع أية أندية أخرى، ويعلق على ذلك بقوله: أمامي مسؤولية كبيرة تجاه فريق شاب ولاعبين اخترتهم بنفسي، ومسؤولية تجاه جماهير وفية تشجع الفريق بحماس وتشجعني أنا شخصياً، وأيضاً مسؤولية تجاه ناد لطالما منحني الثقة رغم الخلافات الداخلية التي يعاني منها النادي، واضاف فينجر قائلاً: لقد منحوني الثقة دائماً في العمل بالشكل الذي أريده· وعندما سألته المجلة عن أسرار موافقته بسهولة على رحيل النجم الهداف تيري هنري الى برشلونة، قال فينجر: تيري كان على مشارف الثلاثين من عمره، وكان يعرف اننا سنواصل مشوارنا بفريق شاب ولم يكن هو واثقاً من استمراري أنا مع الفريق، وهو كمهاجم لم يعد أمامه الكثير من الوقت في الملاعب، ولقد تفهمت ذلك كله تماماً· وأضاف المدير الفني الفرنسي لفريق الأرسنال قائلاً: تيري قال لي إنه يعرف اننا فريق جيد وشاب، وإنه سيأتي عليه الوقت ليصبح قوياً جداً، ولكن ذلك قد يحتاج الى بعض الوقت، وأنا مطالب باتخاذ قرار، ولهذا فإنني أريد الرحيل، ولهذا فقد رحل، وقد عجلت الاصابات ايضاً برحيله، لأنها جعلت نفسيته تتراجع وفقد في الأوقات والمباريات الايمان بامكانية ان ينافس الارسنال على بطولة الدوري أو يحرزها· ولأن الارسنال أعلن مؤخراً عن نتائج مالية رائعة لموسم 2006-،2007 وضعته في المرتبة الثانية من حيث أكثر الأندية ثراء في العالم بعد ريال مدريد، فقد سألته المجلة عما اذا كان ستاد ''الإمارات'' الجديد قد ساهم في ذلك وكسب الرهان، قال فينجر: نعم، بدون أدنى شك أو لبس، والأرقام تثبت ذلك، فقد دخلنا مرحلة جديدة وبعداً آخر، وسيكون الوضع أفضل عندما سيتم سداد الديون، فسألته المجلة: ومتى سيحدث ذلك بالضبط؟ فقال: خلال ما بين عشرين وثلاثة وعشرين عاماً، ولكنني أعتقد اننا سنرى الفارق اعتباراً من نهاية موسم 2008-2009 إذ سيكون لدينا وقتها موارد أكبر كثيراً تحت تصرفنا· وعن الأولوية التي يضعها في اعتباره، قال فينجر: الأولوية عندي ستكون دائماً للحفاظ على اللاعبين الذين بحوزتنا، لأنني أعتقد بل أؤمن بشدة بفضائل اللعب الجماعي، فنحن لا يمكننا الاستمرار وتطوير أنفسنا إلا من خلال تواصل الأجيال، وسوف أستمر في انتهاج تلك السياسة، ولكني إذا ظهر أمامنا ذات يوم لاعب ''فلتة'' ويكلف الكثير من المال وبمقدوره الارتفاع بمستوى الفريق، فإنه من الممكن أن نشتريه· ثلاثة عناصر وعن الارتفاع الجنوني الذي طرأ على صفقات بيع وشراء اللاعبين منذ نهاية سنوات التسعينات، وتحطم جميع الأرقام القياسية لأسعار النجوم خلال هذا الصيف، قال فينجر: ليس العيب أوالذنب في الفلوس في حد ذاتها، وإنما في الناس التي تدير هذه الأموال بصورة سيئة، فإذا كان الهدف هو اتاحة الفرصة للاعبين لكي يكسبوا الكثير من المال فإن ذلك شيء حسن، ولكن اذا ما وضعنا ذلك في حالة تضخم يترتب عليها حالات عجز وانهيار وافلاس في الأندية فإن ذلك يكون كارثة، وهناك ثلاثة عناصر مؤثرة في تلك العملية: غنى الأندية ذاتها، والغنى الناجم عن حقوق البث التلفزيوني، وغنى أصحاب الأندية· الخطر الحقيقي وعندما سألته المجلة عما اذا كان يساوره القلق من تزايد تكالب رجال الصناعة والمال والأعمال الأجانب على شراء أندية الدوري الانجليزي ''بريمير ليج'' قال فينجر: أعتقد ان الخطر الحقيقي يكمن في ان الذين يشترون الأندية الكبيرة يعيدون تمويل ما قاموا بشرائه عن طريق الاقتراض من البنوك، ووضع الدين على حساب النادي، وهذا ما فعلته مجموعة شركات ''جليزر'' عندما اشترت نادي مانشستر يونايتد، وهذا في نظري هو الخطر الأكبر الذي يهدد كرة القدم الانجليزية· ولأن ارسين فينجر من المدربين المحترمين الذين يتمسكون بأخلاقيات كرة القدم سواء داخل الملعب أو خارجه، فقد سألته المجلة عن أسباب تمسكه بذلك في هذا العصر الذي تلعب فيه لغة المال دوراً أساسياً، قال فينجر: الجانب الأخلاقي هو أحد الأمور التي أفخر بها كثيراً، ونادي الارسنال له تقاليد أحب أن أحترمها، كما انه يتحلى بصفات أخلاقية أشعر بأنني مسؤول عنها وتجعلني أدافع بكل قوة عن فريقي، وتلك هي حلاوة الرياضة والغنى الحقيقي لأي ناد· وعما اذا كان يشعر بأن الكرة الإنجليزية في الطريق لأن تفقد جزءاً من روحها المتميزة، قال فينجر: نعم قليلاً، لأننا غيرنا الأوضاع في السنوات الأخيرة وانتقلنا من مرحلة المالك- المشجع الى مرحلة المالك- رجل الأعمال، وبقدر ما لم يكن هذا الخطر موجوداً بالأمس، بقدر ما يمكن ان يكون موجوداً اليوم، ومع ذلك فمن الممكن ان يكون عندنا رجال أعمال يحترمون تماماً قيم كرة القدم الانجليزية· وسألته المجلة عن تشخيصه لحال الكرة الإنجليزية، فقال: الكرة الانجليزية تتمتع بصحة جيدة بل وغير عادية، وأعتقد انها نجحت في الحفاظ على روحها حتى الآن، فهي اليوم الكرة التي تحظى بأعلى نسبة مشاهدة، والتي تتمتع بأكثر عدد من المعجبين في كل أنحاء العالم· الفوز وحده لا يكفي لأن أداء الأرسنال يلفت الأنظار بشدة ويثير الإعجاب منذ بداية الدوري الانجليزي، فقد حرصت صحيفة ''ليكيب'' بدورها على ان تجري حواراً آخر مع المدرب الفرنسي أرسين فينجر صاحب الأسلوب المتميز في التدريب أكد فيه أنه من السابق لأوانه الحديث عن بطولة الدوري الانجليزي حتى لو كان الأرسنال على قمة المسابقة· واضاف قائلاً: ولكننا في الوقت نفسه لا نخاف ان نعلن عن طموحاتنا وتطلعاتنا نحو احراز اللقب، وقبل بداية الموسم كان البعض يتصور اننا لن نكون بين الفرق الأربعة الأولى على قمة الدوري، ولكن يبدو ان هذا البعض قد أعاد النظر في حكمه هذا، ليس بسبب النتائج فقط، وإنما بفضل طريقة لعبنا ايضاً، فكرة القدم ليست فوزاً وكفى، وإنما لابد ان يصاحب الفوز استمتاع الجماهير واستمتاع اللاعبين على أرض الملعب، ولو استمر الفريق- أي فريق- في الفوز لمدة طويلة بدون متعة فلن تغفر الجماهير له ذلك، لأن هذه الجماهير تريد الاستمتاع أيضاً· الضغط يقتل الإبداع ويضيق فينجر بالتساؤل القائل: أليس من الأفضل لعب مباراة سيئة والفوز في نهاية المطاف؟ لأنه يعتقد انه لكي يفوز أي فريق عليه أن يلعب جيداً، ولكنه اضاف معلقاً: اعرف بعض الفرق التي تفوز ببطولات دوري رغم انها لا تلعب كرة جيدة· وعندما قالت له الصحيفة: إن الهدف الأساسي لأي فريق هو تحقيق الفوز على منافسه، اجاب فينجر قائلاً: ولكن لا يمكن ان يفوز الفريقان المتنافسان على أية حال، واضاف: كلمة ''يجب الفوز'' تقتل الابداع والقدرة على الابتكار، وتزيد الضغط العصبي والتوتر والقلق والكبت، وعلى سبيل المثال يخسر عداء مائة متر السباق اذا ما فقد هدوء أعصابه وارتياحه النفسي، وكذلك الحال بالنسبة للاعب الكرة· مهنة المعركة ولأن فينجر مدَّد عقده حتى عام ،2011 فقد توقعت الصحيفة ألا يرحل ابداً من الارسنال، فقال تعليقاً على ذلك: اليوم انا لا أفكر في أي مكان آخر، وقد ينتهي بي الحال في نهاية عقدي بالتدريب في الولايات المتحدة أو أي مكان آخر مازالت كرة القدم فيه في مرحلة الانتشار والتطوير· ولأن فينجر سيكمل الثانية والستين من عمره في نهاية عقده عام ،2011 فقد سألته الصحيفة عما اذا كان سيستمر في التدريب بعدها، فأجاب: الأمر يتوقف على الحالة البدنية والقوة الجسمانية، لأن مهنة التدريب تحتاج الى القوة وبذل الجهد لأنها أشبه بالمعركة، ولكنني على أية حال لم أصل بعد إلى سن الثانية والستين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©