قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن الولايات المتحدة تحضر لـ ''عقوبات قاسية جدا'' لفرضها على إيران إذا رفضت المبادرات بشأن برنامجها النووي• وجاءت تصريحات كلينتون هذه بعد ساعات من اعلان إيران عن استعدادها لإجراء ''حوار بناء'' مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي لكن مع استمرار وصرحت كلينتون في جلسة استماع حول السياسة الاميركية الخارجية أمام الكونجرس ''نحن أكثر من مستعدين لمد يدنا الى الايرانيين من أجل مناقشة مجموعة من القضايا''• وتابعت ''إلا أننا في الوقت نفسه نعد لعقوبات قاسية جدا •• يمكن أن تكون ضرورية في حال رفضت إيران عروضنا أو في حالة لم تصل العملية الى نتيجة أو كانت غير ناجحة''• وكانت إيران قد اعلنت امس عن استعدادها لإجراء ''حوار بناء'' مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي وذلك بعد أن رحب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بالتغيير في السياسة الاميركية بشأن إيران• وجاء في بيان صادر عن مكتب سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي إن ''إيران، اذ تجدد العرض الذي قدمته العام الماضي ، تعلن استعدادها للحوار والتفاعل بناء''• إلا أن جليلي أشار في البيان الى أن ايران ''ستواصل نشاطاتها النووية'' التي تؤكد أنها محض سلمية• وذكر التلفزيون الإيراني أن البيان هو رد طهران على دعوة وجهتها ست قوى كبرى لمناقشة الخلاف النووي• وأضاف البيان ''إيران ستستمر في أنشطتها النووية في تعامل نشط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي مثلها مثل أي عضو آخر بالوكالة''• وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال الأسبوع الماضي إن إيران أعدت مقترحات لإنهاء الخلاف دون ذكر تفاصيل• ولم يتضح ما إذا كانت مقترحات إيران ستختلف عن مقترحات سابقة•• وتشتبه واشنطن والغرب في أن إيران تهدف إلى تصنيع قنابل نووية تحت غطاء برنامج مدني •• في غضون ذلك ، يزور وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي بروكسل اليوم الخميس غداة إعلان إيران ''استعدادها لحوار بناء'' حول ملفها النووي• ويتوجه متكي الى بروكسل للمشاركة في المؤتمر الدولي للجهات المانحة للصومال الذي ينظمه الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والاتحاد الافريقي• وقال دبلوماسي أوروبي ''ليس من المقرر في الوقت الحاضر عقد اجتماع ثنائي'' بين متكي والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الذي يتولى الحوار مع ايران باسم الدول الكبرى• غير أن الوزير الايراني سيشارك في مأدبة غداء يقيمها سولانا للمشاركين في المؤتمر• وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد أعلن امس الاول انه يريد مواصلة مساعي الحوار مع إيران مشيرا الى أن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي وجه مجددا انتقادات عنيفة الى اسرائيل الحليف الاساسي للولايات المتحدة ليس صاحب القرار الاخير• وقال اوباما غداة الخطاب المعادي لاسرائيل الذي ألقاه الرئيس الايراني ''للاسف هذا الخطاب ليس جديدا• إنه نوع الخطاب الذي تعودنا على انتظاره من جانب الرئيس أحمدي نجاد''• وتابع ''عندما كنت اقول إننا جادون عندما كنا نتحدث عن الحوار مع ايران ، لم تساورني اي اوهام''• واضاف عقب محادثات مع العاهل الاردني الذي زار واشنطن امس الاول ، ''قلت بوضوح شديد إنني اجد تصريحات كثيرة للرئيس أحمدي نجاد رهيبة وتستحق الاستنكار وخصوصا تلك الموجهة ضد اسرائيل''• وأكد مع ذلك ''سنواصل السعي لتحسين علاقاتنا وحل بعض المسائل الاساسية التي لا نتفق عليها وخصوصا المسألة النووية''•
عدد اليوم
