الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حلمي سالم ينجز الشاعر والشيخ

حلمي سالم ينجز الشاعر والشيخ
30 مارس 2008 02:13
انتهى الشاعر المصري حلمي سالم من ديوانه الجديد ''الشاعر والشيخ'' الذي يصدر نهاية الشهر القادم؛ وبدأ سالم إلقاء بعض قصائد الديوان في جلسات الأصدقاء وآخرها بمقر حزب ''التجمع'' المصري الذي يتولى حلمي رئاسة تحرير مجلته الثقافية الشهرية ''أدب ونقد''· وفي تلك الأمسية ألقى قصائد الديوان كاملة -23 قصيدة- خلال ثلاث ساعات متصلة، وقال حلمي: قصدت إلقاء الديوان كاملا امام الجمع الذي يضم نخبة من كبار النقاد والمثقفين والصحفيين، كي أتعرف على رد فعلهم· وهذا هو الديوان الأول الذي يعده حلمي بعد أزمته في مارس من العام الماضي بسبب قصيدة ''شرفات ليلى مراد''، وكانت القصيدة قد نشرت في مجلة ''إبداع'' الفصلية التي يترأس تحريرها الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، ورأى البعض فيها مساساً بالذات الإلهية وأحيلت القصيدة الى النيابة العامة التي رجعت بدورها الى مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الذي أقر الاتهامات، وحققت النيابة مع حلمي ولم يصدر ضده أي اتهام، كما لم تحفظ النيابة البلاغ ضد القصيدة، أي أن حلمي سالم حتى الآن ليس بريئا تماما، كما لم يبرأ· في جلسة حزب ''التجمع'' لم يحضر أي من شعراء السبعينيات، مجايلي حلمي والذي برر ذلك بأنه لم يدع أحداً منهم· حلمي غاضب من الرفاق، لأنهم لم يساندوه في أزمته، بل ساعدوا خصمه الشيخ يوسف البدري، حيث أعلن حسن طلب وهو من شعراء السبعينيات ونائب رئيس تحرير مجلة ''إبداع'' أن هشاشة وركاكة قصيدة ''شرفات ليلى مراد'' ساعدت السلفيين على محاولة النيل من الشاعر ومن مجلة ''إبداع''· أما أحمد عبدالمعطي حجازي رئيس التحرير فقد صرح إبان الأزمة بأن القصيدة ضعيفة، وحينما هب عدد من المثقفين يتقدمهم الدكتور جابر عصفور وجمال الغيطاني لتقديم بلاغ مضاد بحق الشيخ يوسف البدري الى النائب العام، انتقد الشاعر عبدالمنعم رمضان ذلك المسلك، معتبرا أن الشيخ يوسف البدري يدافع عن عقيدته، الأمر الذي آلم بشدة حلمي سالم وقال انه المقصود بذلك· ولهذه الأسباب تصور عدد من النقاد والمثقفين أن ديوان حلمي سالم من عنوانه ''الشيخ والشاعر'' هو حالة هجائية ضد الشيخ يوسف البدري؛ لكن حلمي نفى ذلك بشدة، وقال ان المقصود بعنوان ''الشاعر والشيخ'' هو الحالة الابداعية التي يعترضها فقهاء الظلام ومشايخ التطرف وليس شيخا بعينه ولا شاعرا بذاته· ورغم ذلك فإن قصائد الديوان تمتلئ بالمرارة تجاه الرفاق وتجاه من يمكن تسميتهم بالمحتسبين الجدد· وفي قصيدة ''التين والزيتون'' وهي القصيدة الثانية في الديوان يقول الشاعر: تضم القطة الى شجرة العائلة وتضم إرث الأب الى صحون المساجد من غير أن تدري بأن المثقف الثوري صاهر المحتسب فامتدت أياد الى قصاع الثريد والحليب حين كانت خرقة البسطامي مغروزة في الوحل وهو ذاهب الى السكاكين في تركيز لاعب الشطرنج والواضح في الأبيات السابقة الربط المباشر بين المثقف الثوري وشعراء السبعينيات وغيرهم يحملون هذه التسمية مع ''المحتسب''، والبلاغ الذي قدم ضد حلمي سالم جاء عن طريق ''الحسبة''· وفي قصيدة ''البقع الزرقاء'' يجيء قول الشاعر: المجرمون مئة: أولهم فقيه الشرع وآخرهم مزور الكونسلتو وبينهما ثمانية وتسعون ''المتكالب والكذاب ومداح السلطة وخوان الرفقة'' ومن بين الثمانية والتسعين أيضا ترد أسماء المفتي بالتكفير ومهندس مكتبة الأسرة والمسعور على جائزة، والمغتاب ونهاز الفرص والشكاء، ولا شكوى· ديوان ''الشاعر الشيخ'' في طريقه الى الصدور، وقد يؤدي الى معارك ونيران جديدة تكون هذه المرة نيران الشعراء ضد بعضهم·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©