الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيسيليا ساركوزي... ليست أرملة ولا دمية

سيسيليا ساركوزي... ليست أرملة ولا دمية
13 أكتوبر 2007 00:21
ينظرون إلى صورتها: ثائرة داخل الإليزيه، لكن شخصية ''سيسيليا ساركوزي'' التي تحيّر الفرنسيين الآن، عبارة عن لغز لأنها تختلف عن كل زوجات الرؤساء· فعندما دخلت إلى القصر قامت بفتح النوافذ كي يدخل الهواء ويطرد التاريخ· لا يمكن لـ''سيسيليا'' أن تكون ''نسخة طبق الأصل''· إنها في التاسعة والأربعين· جميلة، وعصبية أحياناً، وزوجها فخور بها، وإن كان يدرك جيداً أن ترويضها داخل الإليزيه يبدو عملية معقدة بسبب شخصيتها القوية و··· المتمرّدة· عادة، يحدث هذا في الولايات المتحدة· الصحافيون يريدون أن يعرفوا ما إذا كانت زوجة الرئيس تجلس القرفصاء في رأس الرئيس أم أنها تقبع في الزاوية· وفي فرنسا، يرى الإعلاميون أن ثمة لغزا في قصر الإليزيه: ''سيسيليا ساركوزي''· امرأة تحيّرهم، حتى قيل إنها لكي تقطع متراً أو مترين بينها أو بين الآخر قد تحتاج إلى سنوات· في عام ،2005 قالت إنها لا تتصوّر كيف يمكن أن تصبح السيدة الأولى في فرنسا· وبعد عامين أصبحت، فعلاً· أين تضع قدميها؟ أين تضع رأسها؟ هذه مشكلة بالنسبة إلى امرأة لا تحبّ البروتوكول أبداً، وتريد أن تبقى نفسها· قالت إنها لا تريد أن تكون ''أرملة''، أي في الظل، ولكن، في الوقت نفسه، ترفض أن تعامل كدمية في الضوء· ''سيسيليا'' هي ''سيسيليا''، ولا يمكن أن تكون امرأة أخرى· إذاً، افتحوا نوافذ القصر لكي يدخل الهواء· لا تتردّد في القول: ''أريد للهواء أن يطرد التاريخ من هنا''، حتى أنها قرّرت إحداث تغيير في الأساس التي رأته بالياً· لكنها تعرف أن الفرنسيين قد يحاسبونها ذات يوم بسبب ''اختفاء مكنسة'' مضى على وجودها قرن· لذلك عمدت إلى تصوير الأثاث القديم حتى إذا ما لوحقت يوماً ما كانت الوثيقة بيدها: ''هذا أثاث يصلح للصعاليك''· إذاً، لا تريد لأبواب القصر أن تقفل· عليها أن تبقى مفتوحة كما أبواب تلك الصومعة، حيث الكاهن الذي يستقبل طالبي الغفران في إحدى أغنيات صديقها ''جوني هاليداي''· أعطيت ''سيسيليا'' بطاقة زرقاء، فستكون كل نفقاتها تحت رقابة ديوان المحاسبة حتى ولو رغبت في شراء الشموع للاحتفال بعيد زواجها، أعادت البطاقة إلى أصحاب الأمر مع الشكر، تصرف من جيب زوجها، حتى ولو عاشت··· تحت خط الفقر· تبدو امرأة مختلفة، لذلك زوجها مفتون بها، فقال للقناة الفرنسية الأولى إنه فخور بـ''سيسيليا'' لدى ''تمثيلها'' فرنسا في قمّة الثماني في مدينة ''هيليجندام'' الألمانية، مع أنها تركت مجمع الحكماء على عجل، وعادت إلى باريس لتحتفل بعيد ميلاد ابنتها ''جان - ماري'' العشرين؛ كما أن لا مشكلة لديها في عائلتها المركبة -أولادها وأولاده وأولادهما-، هذه حالة فرنسية ''ثقافية'' وخاصة جداً· لا يمكن لـ''سيسيليا'' أن تكون ''سلحفاة الإليزيه'' كما ''برناديت شيراك'' التي حين كان زوجها طالباً في المدرسة الوطنية للإدارة (ENA)، تعلمت الضرب على الآلة الكاتبة لتطبع له دروسه· في القصر عاشت لفترة طويلة في الصمت قبل أن تبدأ بالتحرّك، وحتى بالتأثير في بعض أفكار الرئيس ''جاك شيراك''، وهي التي عُرِفت بذكائها الساخر وتفانيها· لكل امرأة في الإليزيه مواصفاتها الخاصة؛ ''ايفون ديجول'' كانت أشبه ما تكون بالقروية في باريس، أليفة وبسيطة، وكانت الكرة الأرضية تدور فقط حول الجنرال، وإن كانت ''لوكنار انشينه'' قد خرجت برسم تظهر فيه الأرض وهي تدور فوق أنفه الطويل· ''كلود بومبيدو'' كانت مثقفة وتحب الفنون، أما ''آن - آيمون جيسكار- ديستان) فكانت تميل إلى الحياة الاجتماعية ولكن برصانة· في فرنسا تثير ''سيسيليا'' جدلا واسعا حيث هواة المقارنات، الذين يؤكدون إنها مختلفة عن ''شيري بلير'' التي ''استغلت'' وجود زوجها في ''الـ10 داوننج ستريت'' لكي تقيم علاقات درّت على مكتب المحاماة الذي تديره أموالاً طائلة، وكانت تبعد ''توني بلير'' في أجازته الاسبوعية عن كل ما له علاقة بالسياسة لينغمس في حياة أخرى مع نوع مختلف من الناس· كما أنها ليست ''فيليبا رينفيلت'' زوجة رئيس وزراء السويد ''فريديريك رينفيلت'' التي تجتذب كثيراً وسائل الإعلام لدرجة وصفها بـ''هيلاري كلينتون السويد''، واستطاعت أن تجمع بذكاء، بين اهتمامات زوجها السياسية والضرورات العائلية· أو عن ''سونسول اسبينوزا''، زوجة رئيس الوزراء الإسباني ''جوزيه لوي زاباتيرو''، والتي تعمل مغنية كلاسيكية -رغم أجازة الحقوق التي تحملها- وتظهر بين الحين والآخر في أعمال المسرح الملكي في مدريد أو على شاشة التلفزيون الإسباني· أو بين ''فلافيا فرنزوني برودي'' زوجة رئيس الوزراء الايطالي الحالي، التي تتقن التصرّف، وتقيم مسافة مع عمل زوجها· في الحقيقة لا تتصوّروا أن ''سيسيليا ساركوزي'' تريد أن تعرف كل هذا، وتقول: ''أتصرّف كما أنا، حتى لو أتاني نابليون بونابرت في المنام، لن أتغيّر···''· أورينت برس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©