الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النرويج تنجح في استخراج الغاز الطبيعي من القطب الشمالي

النرويج تنجح في استخراج الغاز الطبيعي من القطب الشمالي
13 أكتوبر 2007 00:06
لأكثر من ربع قرن ظلت الحيرة تتملك التنفيذيين في مجال الطاقة بخصوص الكيفية التي يتم بها استخراج الكميات الهائلة من الغاز الطبيعي التي تستلقي تحت أكثر مناطق العالم قسوة وفظاعة فيما يتعلق بالظروف المناخية أي إلى الشمال من سواحل النرويج وفي أعماق القطب الشمالي حيث تسود الرياح والعواصف الثلجية وتختفي الشمس بأكملها لمدة شهرين في كل عام من المنطقة التي تبعد حوالي 145 كيلومتراً من سواحل الدولة· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فإن النرويج تمكنت في نهاية المطاف من ايجاد حل للمشكلة وبذلك فقد خرجت إلى الوجود إحدى أكبر محطات الغاز الطبيعي تقدماً في العالم في إحدى الجزر المنسية· وفي غضون أسابيع من الآن سوف يبدأ الغاز الطبيعي في شق طريقه ليعبر المحيطات في سفن خاصة قبل أن يغذي شبكات خطوط الأنابيب المتمركزة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية· و سوف يصبح أول انتاج تجاري للطاقة مع الاطلاق يتم استخراجه من المياه الباردة المحيطة بالدائرة القطبية· ففي الوقت الذي يتصاعد فيه الطلب العالمي وترتفع فيه الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة فإن شركات الطاقة قد عقدت عزمها فيما يبدو لأن تذهب إلى نهاية الأرض لكي تحصل على المؤن الجديدة من الطاقة· ففي كازاخستان استمر مهندسو البترول يقاومون تقلبات الحرارة المفرطة داخل المياه العميقة لبحر قزوين من أجل الاستحواذ على أكبر استكشاف نفطي من نوعه في كامل فترة الثلاثين عاماً الماضية، وهم يحفرون الآبار على أعماق ستة أميال تحت خليج المكسيك· أما في جزيرة سافالين في شرق روسيا فقد شرعوا في حفر الآبار الأفقية داخل أميال من الصخر من أجل انتاج النفط في أحد امتدادات المحيط التي تعلوها الجبال الجليدية العملاقة· وفي الوقت الذي مدت فيه الصناعة يدها لتصل إلى هذه الاصقاع النائية والقاسية فإن عملية البحث أصبحت تتسم بالمزيد من المشقة وصعوبة المنال· فتكلفة انتاج كميات جديدة من النفط والغاز مرتفعة وبوتيرة متسارعة وخاصة في ظل ندرة الحفارات والنقص المريع في المواد الهندسية والجيولوجيين وسائر الاخصائيين في مجال البترول وبشكل أدى إلى تعليق المشاريع إلى درجة أن التنفيذيين في الصناعة يشيرون إلى أن قدرتهم على تلبية الطلب العالمي قد أصبحت محدودة ومقيدة وبشكل غير مسبوق· بيد أن الصناعة في مسارها الجديد قد أخذت تحدث تحولاً في الطرق الاقتصادية لاستخراج الطاقة وفقاً لتقرير صدر مؤخراً بعنوان ''تكاليف الاكتشافات والتطوير'' والتي تضاعفت إلى ثلاثة أمثالها في الفترة ما بين 1999 وعام 2006 إلى ما يقارب 15 دولاراً للبرميل الواحد· وكانت النرويج قد اكتشفت حقلاً للغاز الطبيعي على بعد 340 ميلاً من الدائرة القطبية أسفل امتداد للمحيط يعرف باسم بحر بارينتز منذ العالم 1981 إلا أن التنفيذيين في مجال النفط اعتبروا أن هذا الحقل الذي أطلق عليه اسم ''سنوفيت'' لا يمكن الوصول إليه بسبب تراكم الثلوج والأمواج العاتية والبرد القارس في المنطقة· أما المشكلة الأخرى التي واجهها المهندسون فتكمن في أن موقع الحقل يبتعد مئات الأميال من الشبكة النرويجية التقليدية لخطوط الأنابيب· وخلال فترة السنوات الماضية عكفت شركة ستات أويل على دراسة العيد من السبل الهادفة إلى استخراج الغاز الطبيعي بما في ذلك من منصات بحرية ضخمة يتم تثبيتها في مواجهة الأمواج قبل أن يتم التخلي عن الفكرة بسبب ارتفاع التكلفة· وتم صرف النظر أيضاً عن فكرة بناء خط أنابيب ضخم تحت مياه البحر بحيث ينقل الغاز الطبيعي باتجاه الجنوب وعلى طول الساحل الممتد للدولة· ولكن مهندسي شركة ستات أويل خرجوا في نهاية المطاف بأحد الحلول العبقرية حيث عمدوا إلى تركيب معده للانتاج بشكل مباشر في قاع البحر دون الحاجة إلى حفارات تعمل على تكسير واختراق السطح· وتم ربط رؤوس البر بواسطة خط للأنابيب بطول 90 ميلاً إلى جزيرة بالقرب من ساحل مدينة هامرفيست، ثم عمدوا إلى ضخ مواد مضادة للتجمد في داخل الأنابيب بحيث يجنب الغاز الطبيعي من امكانية التجمد والإنسداد وهو في طريقه إلى الساحل· وفي داخل الجزيرة المعروفة باسم ميكلويا شرعت شركة ستات أويل في بناء مرفق للمعالجة يعمل على فصل سوائل الغاز الطبيعي من النفط والماء وثاني أكسيد الكربون الذي يتدفق من الحقل· وبعد ذلك يتم تبريد الغاز الطبيعي في درجة ناقص 260 فهرنهايت بحيث يتضاءل حجمه 600 مرة ويسهل شحنه في داخل الناقلات إلى أرجاء العالم بينما يتم ضخ ثاني أوكسيد الكربون إلى الحقل مرة أخرى· وإلى ذلك فإن الحقل يتسم بكبر الحجم إلى الدرجة التي بات من المتوقع فيها أن يزود الولايات المتحدة الأميركية وحدها - ناهيك عن اسبانيا والمانيا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى بنسبة 10 في المئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي بحلول أواخر العام المقبل· ويذكر أن شركة ستات أويل وشركاؤها الأجانب بمن فيهم عملاقة الطاقة الفرنسية توتال كانت قد أشارت قبل عامين من الآن إلى أن تكلفة المشروع قد ارتفعت إلى حوالي 10 مليارات دولار من مستوى 6 مليارات دولار عندما تم تعليق العمل بالمشروع أول مرة في عام ·2002 أما الآن وبعد أن أصبح المشروع جاهزاً للانتاج فإن الشركة تعتقد بأن بحر بارينتز سوف يتحول إلى أحد أكبر مناطق انتاج النفط والغاز في العالم في غضون فترة العقود القليلة القادمة·وبالطبع ففي ظل الاحتباس الحراري المتزايد فإن هذه المنطقة سوف يصبح من السهل الدخول إليها والشروع في المزيد من عمليات الانتاج·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©