الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صرخة فتاة

12 أكتوبر 2007 03:36
أكاد أرى تلك النظرة على وجوهكم وأنتم تقرأون عنوان مقالي، إخواني القراء أنا ابنة رجل مواطن وأم أجنبية ولست أحزن أو أخجل من واقعي فأنا فخورة بأمي، أمي التي تزوجت من أبي وهي لم تكمل عامها الثاني عشر تركت ألعابها خلفها وهجرت أهلها وأصدقاءها لأن أبي اختارها زوجة له بعدما شاهدها وهو في رحلة علاج لبلد أمي، أمي تلك ''السيدة'' بوجهها ''الطفولي'' ذاقت مرارة العيش هنا لأنها كانت صغيرة في بلد غريب، وتحملت الإهانات وضحت من أجلي أنا واخوتي، ربانا والديّ على حسن الخلق والدين، حفظنا القرآن من صغرنا وتفوقنا في دراستنا رغم ان أمي أميّة وأبي كذلك، فهل تنتظر يا مجتمعي أن أخجل من أمي أو ألا أخبر اصدقائي بأن أمي أجنبية كي لا يسخروا مني؟ لماذا هذه النظرة إلينا؟ ألسنا بشرا؟ أليست أمي أم كباقي الأمهات؟ ألست أنا مواطنة كبقية بنات البلد، فأنا محافظة على العادات والتقاليد كغيري من بنات الوطن، ألبس العباءة والشيلة، ولا أخرج إلا وأنا ''مستورة'' فبمَ أختلف عن البقية؟ آلمتني حقاً كلمات كثيرة أسمعها منها أننا مهجنون؟ هل وصل بنا الحال أن نشبه بالحيوانات؟ ''أعزكم الله'' فهل أمي تختلف كثيراً عن أبي ليقال ذلك؟ أمي وأبي من البشر وهما مسلمان، فما الفرق؟ وصلت أنا وإخوتي الى سن الزواج فلم تتزوج إحدانا ''أعلم أنها مسألة نصيب، إلا أنني أود أن أذكر هذا الموقف'' فأكبر أخواتي تبلغ من العمر 27 عاماً ولم تتزوج رغم انها جميلة جداً بشهادة الجميع وجامعية وخلوقة، فماذا ينقصها لتتزوج؟ تقدم لخطبتها شاب فرفض والدي لأنه ينتظر أبناء أعمامي وعماتي، فهو لشدة حبه لنا لا يريد أن نذهب بعيداً، فماذا كان رد أبناء عمي؟ لقد قالوا: ''لا نريدها لأن أمها أجنبية!'' فإذا نظر من هم من دمي ولحمي إلينا هكذا، فكيف بالغريب؟ ؟ كلمة أخيرة لكم يا أبناء وبنات وطني ويا مجتمعي: أحب وطني كحبكم له، أغار على أبنائه وبناته كغيري من المواطنين، أحب أرضي، أعمل كي أرد جميل دولتي العزيزة أحب كل ما يخصك يا مجتمعي·· فلماذا تنبذني؟ ولمن تتركوننا؟! لمن؟! مواطنة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©