يوسف العربي (دبي)
ساهم قطاع التجزئة بنحو 11% في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات خلال العام الماضي، بحسب تقديرات وزارة الاقتصاد تم استعراضها خلال الدورة العاشرة من المنتدى العالمي لتجارة التجزئة 2016 التي انطلقت في دبي أمس، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله. ويعقد المنتدى الذي يضم رواد وقادة تجارة التجزئة في العالم في دبي للمرة الأولى، ما يعزز مكانة دولة الإمارات كدولة رائدة قطاع التجزئة العالمي ومبتكرة في هذا المجال.
وقال محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، خلال الكلمة الافتتاحية للمنتدى: «إن الإمارات تحولت على مدار السنوات الماضية إلى مركز عالمي لتجارة التجزئة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي والتطور الفائق للبنية التحتية على صعيد الموانئ والطرق والمواصلات والمطارات».
وقال الشحي: «إن قطاع التجزئة يمثل أحد أهم القطاعات الواعدة التي تركز عليها دولة الإمارات، في إطار سياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها بالتماشي مع رؤية الإمارات 20121، لتعزيز مسيرة التنمية المستدامة ودعم القطاعات الواعدة».
وأوضح الشحي أن مساهمة قطاع التجزئة بلغت 23% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات خلال العام الماضي، متوقعاً أن يشهد مزيداً من النمو بفضل البنية التحتية المتطورة والبيئة المثالية للأعمال.
وأكد الشحي أن القطاع يكتسب أهمية خاصة بالمنظومة الاقتصادية لدوره الفاعل في توفير فرص العمل، ودعم بقية القطاعات الاقتصادية ذات الصلة، مثل السياحة والخدمات واللوجستيات، وغيرها.
وأشار إلى أن المبادرات الحكومية الذكية، مثل مشروع مدينة دبي الذكية، ومشروع الحكومة الذكية، تدعم قطاع التجزئة من خلال تنشيط دور التجارة الإلكترونية التي تنمو على نحو مطرد في الدولة خلال الفترة الماضية في ظل تطور شبكات الهاتف المتحرك، وزيادة انتشار الهواتف الذكية في الدولة.
من جانبه، أكد عيسى آدم، عضو مجلس إدارة مجموعة مراكز التسوق في دبي، رئيس مجلس إدارة شركة «بولري» لإدارة مراكز التسوق، أهمية استضافة دبي للمنتدى العالمي للتجزئة 2016 للمرة الأولى، ما يعزز مكانة الإمارة بهذا المجال. وقال: «إن مبيعات قطاع التجزئة سجل نسبة نمو تزيد على 5% خلال عام 2015»، متوقعاً تسجيل نسبة نمو تتروح بين 2 و3% خلال 2016. وقال: «إن احتدام المنافسة بين مراكز التسوق في الإمارات يصب في صالح المستهلك النهائي».
ويعقد المنتدى العالمي لتجارة التجزئة بالشراكة مع مجموعة ماجد الفطيم القابضة، وغرفة تجارة وصناعة دبي، تحت شعار «جذب العميل العصري»، ويجمع المنتدى أكثر من 1000 مشارك من مختلف أنحاء العالم.
صدارة الأسواق
عقدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى، تحت عنوان «إعادة اختراع تجربة تجارة التجزئة: ماذا يمكن لهذه الصناعة أن تتعلم من رؤية دبي» التي تحدث فيها آلان بجاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة ماجد الفطيم القابضة. وضمت قائمة المتحدثين الرئيسيين في المنتدى أيضاً، تومي هيلفيجر، المصمم الرئيس لمجموعة تومي هيلفيجر، وجو مالون، مؤسس جو مالون، وسولمون ليو، رئيس مجلس إدارة بريمير للاستثمارات، والذين تم تكريمهم هذا العام المكرمين في قاعة الشهرة لتجارة التجزئة العالمية، جنباً إلى جنب مع كبار تجار التجزئة المحليين باتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب، ونسرين شقير، رئيسة فيرجن ميجاستور الشرق الأوسط.
وقال إيان ماكارجيل، رئيس المنتدى العالمي لتجارة التجزئة: «وقع خيارنا على دبي لأنها واحدة من عواصم تجارة التجزئة الأكثر أهمية في العالم، وعلى مدار الثلاثة أيام المقبلة، سيناقش خبراء من مختلف أنحاء قطاع التجزئة على المستوى المحلي والدولي العديد من التوجهات الرئيسة في هذه الصناعة، فضلاً عن التحديات والفرص الموجودة في المنطقة».
من جهته، قال ألان بجاني، الرئيس التنفيذي لشركة «ماجد الفطيم القابضة»: «إن دبي ولندن في صدارة مدن العالم في استضافة العلامات العالمية من حيث المساحة»، مضيفاً: «إن دبي تعد السوق الرئيس بالنسبة لنا، للمؤتمر العالمي لتجارة التجزئة، إذ تشكل أهمية كبرى للإمارة، خصوصاً ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عموماً».
وأكد أن قطاع التجزئة يعتبر ركيزة أساسية لاقتصاد الإمارات، مع توقعات للمبيعات في هذا القطاع أن تصل إلى 160 مليار درهم هذا العام، وطرح 400 ألف متر مربع من مساحات التجزئة الإضافية، المتوقع أن يتم استكمالها بحلول نهاية هذا العام في دبي، وفقاً لتقارير شركة الاستشارات العقارية «جونز لانج لاسال».
استرداد ضريبة القيمة المضافة في مطارات الدولة
دبي (الاتحاد)
استبعد ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي أن يؤثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة في قطاع التجزئة على نمو قطاع التجزئة بالدولة، لأن النسبة المقرر تطبيقها ستكون الأقل، مقارنة بباقي مراكز التجزئة العالمية في العالم، مشيرا إلى أن السائح سيمكنه استرداد الضرائب المدفوعة عند خروجه من مطارات الدولة.
وتوقع الغرير تعديل أسعار البضائع بالتزامن مع تطبيق ضريبة القيمة المضافة كما حدث في كل الأسواق التي سبقت الإمارات في تطبيقها.
وأكد لـ «الاتحاد» أن استضافة دبي للمنتدى العالمي لتجارة التجزئة للمرة الأولى يؤكد المكانة العالمية التي تتمتع بها كسوق رائدة بقطاع التجزئة.
وأضاف أن مراكز التسوق المنتشرة في دبي تتميز بالتفوق على مستويات الخدمات والتنوع الكبير، والعروض القوية، التي لا يوجد لها نظير في أنحاء العالم ما مكنها من استقطاب أشهر العلامات العالمية في كل المجالات.
وأشار إلى أن شركات التطوير العقاري تتسابق حالياً في إطلاق مراكز تسوق تحمل أفكارا وابتكارات جديدة، وهو ما يمكن استيعابه بالسوق المحلية بدون حدوث فائض بالعرض، خاصة مع انتعاش قطاع السياحة الذي يساهم بالنسبة الأكبر من مبيعات القطاع.
وقال الغرير إن دبي نجحت في فتح أسواق جديدة لدعم قطاع السياحة والتجزئة، مثل أسواق أفريقيا وأميركا اللاتينية، ما أسهم في تعويض تراجع القدرة الشرائية للسياحة الروسية التي ظلت لسنوات طويلة أكبر مساهم في شراء السلع الفاخرة في الدولة.
وأكد أن استضافة المنتدى يعد حدثاً مميزاً لدبي خاصة مع تنظيمه خارج أوروبا للمرة الأولى، حيث أصبحت دبي مركزاً مرموقاً لقطاع الأعمال على المستوى العالمي.
وأضاف أن تنظيم هذا المنتدى يعد تأكيداً لمكانة دبي الرائدة في قطاع تجارة التجزئة باعتباره منصة فريدة من نوعها لتسليط الضوء على أحدث الاتجاهات وتوفير فرصة كبيرة لتبادل الخبرات حول أهم التطورات الرئيسية في قطاع تجارة التجزئة.
وأشار إلى أن دبي التي يعيش ويعمل فيها أكثر من 200 جنسية مختلفة، تشكل وجهة استقطاب بارزة لأهم العلامات التجارية العالمية نظراً لتنوع الخيارات والأذواق، ووجود بنية تحتية متطورة لمراكز التسوق، وزيادة أعداد السياح بصورة مستمرة، وموقع دبي الاستراتيجي، مؤكداً أن دبي ستزيد من سمعة المنتدى وجاذبيته العالمية لأنها ستترك بصمتها واضحة في مختلف فعالياته ونشاطاته.
وأكد الغرير أن قطاع التجزئة في إمارة دبي سيحافظ على نموه في الأعوام المقبلة حتى عام 2020 بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 8,1%، حيث يتوقع أن تتجاوز مبيعات التجزئة 52 مليار دولار خلال عام 2020.
عدد اليوم
