السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سهير القيسي: ردود أفعال المشاهدين وسام على صدري

سهير القيسي: ردود أفعال المشاهدين وسام على صدري
12 أكتوبر 2007 03:00
قسماتها وملامحها الجميلة، سطور حزينة بكل ألوان الطيف العراقي، تحاول دائما أن تمسك بالعبارات والكلمات بين مسافاتها وتكتم آلامها، وتخفي مشاعرها، وتحبس دموعها عندما يتعلق الخبر بالوطن والأهل والأحباب في العراق· وجه تلفزيوني مريح·· وإطلالة هادئة بسيطة ورزينة·· وأداء راق ألفه المشاهد عبر نشرات الأخبار على قناة ''العربية''· عشقت مهنة الكلمة الصادقة وتخلت عن اختصاصها كطبيبة أسنان، فهي التي شغفت بالعمل الاعلامي منذ نعومة أظافرها الى أن انتقلت من بغداد التي قضت فيها طفولتها وصباها والتحقت براديو بانوراما ''إم·بي·سي''، ثم انتقلت الى قناة العربية كمذيعة أخبار ومقدمة لبرنامج ''من العراق''· لم تنس سهير بدايتها الأولى التي شاركت فيها ضمن برامج الاطفال بتلفزيون بغداد مع المذيعة نسرين جورج ومشاركتها البرامج المدرسية والأنشطة الجامعية والبرامج الاذاعية الى أن عملت لمدة سنة ونصف في البرامج الإخبارية براديو بانوراما ''إم·بي·سي''، حيث تعيد اكتشافها لنفسها حتى اليوم مع البرامج الاخبارية والسياسية وتحرص على تطوير نفسها وأدائها ويملأها طموح كبير لا تقيده بتأطير نفسها في هذه النوعية من البرامج، فقد تجد نفسها يوماً مقدمة لأي نوع آخر من البرامج الثقافية أو البرامج الخفيفة أو حتى المنوعات، إلا أنها ترى أن من الصعوبة ذلك، ومن الأفضل لها أن تركز في تطوير نفسها وإضافة أبعاد جديدة لشكل ومضمون البرامج الخبرية أو السياسية· محظوظة أما عن تجربتها عبر برنامجها ''من العراق'' فتقول: ''كنت محظوظة ويملأني الفخر أن أتاحت لي قناة ''العربية'' تقديم هذا البرنامج، فكوني عراقية أعيش وأشعر بمعاناة الأهل والوطن، فإنني لست غريبة عن واقعه بكل آلامه وجروحه، وأعرف جميع أطيافه واتجاهات الناس، وأسعى جاهدة لتعرية أي نزعة انشقاقية ضيقة، فالعراق بتاريخه وحضارته شعب واحد، وقادر أن يستوعب جميع الثقافات والاتجاهات والتعايش في حب وود وسلام، وأجد في البرنامج فرصة جيدة للتركيز على تناول الأزمات والمشاكل التي تثير نعرة الانشقاق والفرقة، وأطرحها بموضوعية أمام الرأي العام، ساعية الى تقديم الحقيقة للمشاهد العراقي والعربي، وأحاول أن أقول شيئاً من شأنه أن يوحد الصفوف، ويزيل حدة التوتر والصراعات العرقية المفتعلة، وأحمد الله أن هناك متابعة كبيرة، وصدى جيداً للبرامج في الشارع العراقي، وكثيراً ما تصلنا ردود أفعال ايجابية ومؤثرة، عندها أستشعر قيمة كل كلمة تقال، وأعتبر هذا البرنامج أغلى هدية من قناة ''العربية'' لكل عراقي ولي أنا شخصياً· وتضيف سهير: ''أنا لا أضيق ذرعاً بالنقد البناء الهادف، بل على العكس تماماً، انني كثيرا ما أستشعر المتخصصين والأكثر خبرة ودائما أحرص على أن أقيم نفسي وأقيم أدائي، حتى أتمكن من تطوير نفسي، ولا أظل على حال واحدة دائماً، لذا فلا أنكر المنافسة المهنية الايجابية والبناءة، وأرى انها موجودة بطبيعة الحال، وعلينا أن نستثمرها في الجوانب الإيجابية، وهو أمر يصب في مصلحة المشاهد في النهاية· بصمة وتأثير وعما اذا كانت قد تركت بصمة وتأثيراً لدى المشاهد بعد هذه الفترة القصيرة من عمر البرنامج تقول سهير القيسي: يفترض أن يوجه مثل هذا التساؤل الى المشاهدين، لكنني أشعر بالفخر والاعتزاز كلما تلمست انعكاسات ما أقدمه على ألسنة الناس الذين يتابعونني، أو عندما أتلقى كلماتهم أو تعليقاتهم، وكم تغمرني السعادة والفخر عندما أقابل أناساً لا أعرفهم من العراقيين ويقولون لي: ''إننا فخورون بكونك واجهة مشرفة للعراق''، وأعتبر هذه المشاعر أغلى وسام أضعه على صدري، وأستشعر أنني أقدم عملا ذا قيمة، رغم أنني مازلت في بداية الطريق، دون أن أهمل أي نقد أو استفادة من آراء الزملاء والزميلات المتخصصين ومن ذوي الخبرة في مجالي للاستفادة بأي رأي بناء يصقل مسيرتي الإعلامية''· الجانب الآخر على الجانب الآخر تقول سهير القيسي إنها اتخذت من مقدمة البرامج العالمية ''اوبرا وينفري'' مثلا أعلى على صعيدها المهني، وعلى المستوى العربي كانت الاعلامية العراقية الشهيرة ليلي الشيخلي، وانها تسعى دائما الى أن تتسلح بالثقافة لأنها العامل الأهم في عمل الإعلامي، فضلا عن تركيزها على المهنية العالية من خلال مصداقية الطرح واحترام المصدر وعدم التعالي على الضيف والحيادية المهنية·وفي شهر رمضان المبارك تتذكر سهير طفولتها وصباها ونشأتها الأولى بين سبعة أشقاء وشقيقات، وأجواء بغداد الرمضانية، وذكرياتها الجميلة وسط الأهل والأحباب وتجمع العائلة ومدفع الإفطار وألعاب ''المحيبس'' و''الشالفي'' البغدادي، ومقاهي بغداد وتجمع الناس حول مسلسلات رمضان، وفي منطقة ''المربعة'' البغدادية والأكلات الرمضانية الشهيرة ما بين ''الكبسة'' و''البرياني'' و''الدولما'' وحلويات رمضان والمطبخ الرمضاني البغدادي التي تجيد وتحب أن تقضي فيه وقتا ممتعا مع هوايتها في إعداد مائدة الافطار في رمضان وعمل حلوى ''الكليشة'' و''الكعك'' قبيل العيد وتجمع الأسرة والأهل، وهو ما تفتقده ونحن اليه كثيرا، ولم تنس لأول مرة وهي في الصف الخامس الابتدائي عيدية الأهل، إلا انها استطاعت خلال خمس سنوات في دبي ان تكون علاقات اجتماعية عديدة، وتحاول من خلالها التآلف وعدم الإحساس بالغربة حيث تتشابه العادات والتقاليد ومظاهر الحب والألفة والود، وتحرص طيلة شهر رمضان الفضيل على التأمل والعبادة والصلاة وتقوية علاقتها بالله سبحانه وتعالى، ومعايشة كل أجواء الشهر الكريم والاستمتاع بلياليه، والنوم قليلا ومتابعة البرامج التلفزيونية الدينية المتميزة والإكثار من الصلاة والعبادة وتقول: ''إن الشهر الكريم فرصة سنوية قصيرة جدا، أحرص كثيرا على الاستمتاع بها''· علامات شخصية سهير القيسي·· فكرتها عن نفسها انها فتاة عربية بسيطة جدا·· طموحة للغاية الى حد ''الطمع'' في تحقيق المزيد من النجاح·· نظرتها للحياة لا ترتبط بالمكاسب المادية على الاطلاق·· وإنما في الاحساس بالسعادة بالمزيد من النجاح وتحقيق الذات·· قنوعة·· لا تتخذ من جمالها سببا في الاستعلاء أو التعالي·· اجتماعية بسيطة للغاية·· ودودة·· غير قلقة على نفسها بقدر ما هي قلقة على مستقبل بلادها·· تميل الى المثابرة والجدية، وترى ان أهم عيوبها أنها ''عاطفية''، قنوعة، أما أحلامها العامة فهي أن يسود الحب والسلام أرجاء العراق من جديد، وينعم أهله بالأمن والاستقرار، وعلى الصعيد الشخصي أن تحقق دائما الرضا عن النفس والنجاح في الحياة لها ولأفراد أسرتها، وعندما سألناها عن أجمل ما فيها·· ضحكت ضحكة طويلة، وقالت: اسأل الناس·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©