الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد الحمادي: أنشطة مراكز الناشئة تنمي العادات الطيبة

أحمد الحمادي: أنشطة مراكز الناشئة تنمي العادات الطيبة
12 أكتوبر 2007 02:56
لرمضان عبقه الخاص وروحانياته المتجذرة في نفوس المسلمين، ذلك الزائر السريع الذي يطل علينا كل عام وننتظره بشوق ولهفة ويغادرنا ونحن لرحيله متأثرون·· نلتقي بأحد المنتشين بعبقه المعتبرين رمضان جزءاً من أجمل أيام حياتهم، وهو أحمد سليمان الحمادي مدير مراكز الناشئة في الشارقة الذي حدثنا عن ذكرياته وتفاصيل حياته الرمضانية: بدأ أحمد الحمادي الحديث بابتسامة تعلو وجهه، عائداً بصفحات حياته إلى فصولها الأولى، قائلاً: ليس من شك أن لأيام رمضان ذكرى جميلة محفورة في نفوس الأطفال قبل الكبار، وتراودني دائما ذكرى فترة الطفولة عندما كنا نستقبل الأيام الأولى من رمضان، وكيف كان آباؤنا يودعون رمضان في الأيام الثلاثة الأخيرة بالبكاء والحزن من خلال عادة يراها البعض الآن بدعة كانت تسمى ''الوداع''، حيث يقوم الإمام والمصلون بعد نهاية صلاة التراويح بالإنشاد وتقديم شيء من الأدعية على نمط الموشحات الحزينة، وكنا كأطفال نكرر الأصوات الجميلة على إيقاع النهام، حيث إنني عشت في منطقة ''الشرق'' بخورفكان والتي يعمل غالب أهلها في البحر· ولا أنسى شقاوة الأطفال البريئة التي كلما اجتمعنا مع أصدقائنا الآن نذكر بعضنا بعضا بها· استعداد روحي وبشأن التجهيز لرمضان في الماضي أكد أحمد أنه لم يكن كحاله اليوم في ارتكازه على الأمور الاستهلاكية، انما كان الاستعداد لرمضان ينصب على التجهيزات النفسية والروحية، فالناس تستقبل رمضان منذ مطلع شهر شعبان، ومازالت عادة ليلة النصف من شعبان -التي يحتفل بها المجتمع الاماراتي كجزء من تراثه- شاهدة على كيفية الاستعداد الروحي الذي يسبق رمضان إضافة إلى القصص التي يرويها الآباء والأمهات لأبنائهم قبيل رمضان عن أهمية الشهر لنا كمسلمين لتحفيزهم على صيامه ونيل أجره العظيم· وفيما يخص الأكلات والأطباق الرمضانية يقول أحمد: لرمضان نكهته الخاصة لدى جميع الشعوب المسلمة، وكأن رمضان هو الجزء الباقي المحافظ على وحدتنا الإسلامية التي تتكالب عليها التأثيرات المختلفة· وبالنسبة للسُفرة الرمضانية في البيوت الاماراتية فهي متشابهة، فالثريد والهريس وخبز الرقاق والمجبوس إضافة للأطباق التي أطلت علينا مع بداية الانفتاح والتي غدت هي كذلك جزءا من طعامنا كالباكورة الهندية والسمبوسة وغيرها من الأكلات المعروفة وبعض الإضافات الحديثة من الجلاتين والمشروبات والعصائر التي يقبل عليها الأطفال· وعن نشاطاته في رمضان يقول: دأبت خلال السنوات العشر الماضية على قضاء العشر الأواخر من رمضان في المسجد الحرام، استجابة لحديث الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: ''عمرة في رمضان تعدل حجة معي''· وبقية الأيام أكون فيها مع أبنائي، وغالباً ما تكون إجازتي السنوية في رمضان؛ لأنني أعمل خارج منطقتي، وأجد في رمضان فرصة لتجديد العلاقات الأسرية مع أبنائي وترسيخ أهمية شعائر رمضان الدينية وإيصال نكهته المتميزة إلى قلوبهم، فأعمد إلى اصطحابهم معي يوميا قبل الإفطار لشراء مستلزمات الإفطار والجلوس على سفرة واحدة والصلاة في المسجد ومشاهدة البرامج التلفزيونية· وكذلك أجد رمضان فرصة لتجديد علاقتي الاجتماعية مع الأهل والجيران، كما أعمل على زيادة الطاعات والعبادات في هذا الشهر وقراءة القرآن لأكون فيه من الفائزين· الخيام الرمضانية ويشير أحمد إلى أن العلاقات بين الناس في الماضي على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والمادية كانت حميمة أكثر منها الآن، ويضيف قائلاً: الخيام الرمضانية التي يقيمها التجار والميسورون وبعض المؤسسات للمارة والفقراء في خيمة أو على الرصيف أو أمام المساجد تعطي صورة أراها غير مقبولة لدي شخصيا؛ لأنها ليست الصورة التي عهدتها في طفولتي حينما كنت أرى البيوت مفتوحة من الداخل، وكان أهل البيت أول المستقبلين وكأنهم يستقبلون أهلهم، بينما تقام الخيمة الآن أمام البيت للفقراء، ويعقد مجلس في الداخل للأصدقاء· ولكن التغير الاجتماعي والمتغيرات الأخرى أصابت الكثير من العلاقات الاجتماعية بالضعف، ولعلنا نجد في رمضان حلاً لها إن شاء الله، وعلينا جميعا أن نراجع أنفسنا ونتعهد قلوبنا حتى لا يتسلل إليها الكبر والرياء· ويذكر انه قبل سنتين كان مقدماً لبعض الحلقات التلفزيونية في برنامج ''مجالس رمضانية'' الذي تبثه قناة الشارقة ويهدف لإحياء هذه المجالس التي بدأت تتلاشى رويداً رويداً· وعن نشاطات المراكز في رمضان يقول: ارتأينا أن تفتح المراكز في رمضان، فمن الملاحظ أن فترة الفراغ لدى الشباب تكون في المساء وبعد صلاة التراويح؛ وذلك بسبب الأجواء الرمضانية التي تعودنا عليها، حيث الانتهاء من الإفطار وصلاة التراويح· ويغلب على الأنشطة في رمضان الطابع الديني والثقافي إلى جانب النشاط الرياضي، ونحاول استغلال أيام الشهر في التركيز على القيم النبيلة وحث الناشئة على الاستفادة من أيام الشهر الفضيل· ومن البرامج الرمضانية ''مسابقة الحفظ والتجويد، وكأس الناشئة الثقافي، وكأس المعرفة'' إلى جانب جلسات السمر والمحاضرات والندوات والبطولات الرياضية الرمضانية في كرة القدم ''صالات'' وكرة الطائرة· كما تستمر البرامج الأخرى في مجال الدورات في اللغة الانجليزية ''السيبا'' والتوفل بالإضافة إلى دورة الرخصة الدولية للحاسب الآلي·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©