السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تمبكتو.. قلب الإسلام النابض في إفريقيا

تمبكتو.. قلب الإسلام النابض في إفريقيا
12 أكتوبر 2007 02:55
يقول الإمام الشافعي -رضى الله عنه: ''إن فى الأسفار خمس فوائد هى: تفريج هم، واكتساب معيشة، وعلم وآداب، وصحبة ماجد''· وأيضا كان يشجع على السياحة، وفى هذا الشأن له أبيات كثيرة يقول فيها: سافر تجد عوضا عمن تفارقه وانصب فإن لذيذ العيش في النصب إنى رأيت وقوف الماء يفسده وإن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب وإذا تأملنا مضمون البيتين، سنجد أنهما يحضان على السفر والسياحة، لما في ذلك من الخير الذي يعود على الإنسان، مثل الترويح على النفس وتعليمها ومعرفة آثار الأمم السابقة والوقوف على فنون العمارة في الحضارة الإسلامية، كما أن الشريعة الإسلامية في الكثير من آيات القرآن حضت على السفر والسياحة من أجل التأمل والعظة واستخلاص الدروس والعبر· واليوم نطير إلى إفريقيا، وبالتحديد إلى مدينة تمبكتو في دولة مالي، والتي تعد مركزا حضاريا للهوية الإسلامية العربية الأصيلة وعاصمة الثقافة الإسلامية لإقليم إفريقيا· تراث عريق وتقع هذه المدينة على ضفاف نهر كبير تتردد عليه قوافل أزالاي المحملة بألواح الملح·· ومع أن مدينة تمبكتو تقع بين خط العرض 16 شمالا وخط الطول 5 غربا، إلا أن جاذبيتها وتراثها المعماري جعلاها مدينة سياحية من الطراز الأول، ومحط أنظار المستكشفين والرحالة المشهورين، علاوة على أنها أصبحت ملهمة الشعراء والعلماء· وتتميز تلك المدينة بجاذبيتها التي تسحر الزوار وجامعتها العريقة وتراثها المعماري وموقعها السياحي والثقافي، بالإضافة إلى تفردها في بعض الصناعات اليدوية مثل المصوغات اليدوية· ولم تتوقف سمات هذه المدينة عند هذا الحد، حيث إنها تضم أفضل ثلاثة مساجد أثرية بدولة مالي وهي ''جينقري بير'' و''سانكوري'' و''سيدي يحيى''، علاوة على أن بالمدينة مكتبات تضم الآلاف من المخطوطات النادرة، ومن أهمها تلك التي تتحدث عن تاريخ مكة المكرمة· ويذكر أن مسجد جينقري بير، يمثل لؤلؤة معمارية، قام ببنائه إبراهيم أبو إسحاق الساحلي عام 1225م، والذي تلقى من يد الامبراطور كانكو موسى 4 آلاف مثقال من الذهب، بنى بها المسجد، ويوجد به منارتان وخمسة وعشرون صفا من الشمال نحو الجنوب، وتسعة صفوف من الشرق نحو الغرب· وتدل العناصر المعمارية المقام عليها المسجد وكذلك الزخرفة الموجودة على أعمدته الضخمة وفناؤه الداخلي ومنارته الرئيسية الهرمية الشكل على أنها منتمية إلى فنون العمارة الإسلامية القديمة، ويطلق على هذا المسجد أيضاً ''الجامع الكبير'' كباكورة عهد جديد، لدرجة أنه أصبح فيما بعد منارة إشعاع حضاري· ويعتبر مسجد سيدي يحيى من المزارات الإسلامية السياحية المهمة بالمدينة، فهو لا يقل عن سابقه في شيء وقد شيد عام 1400م، على يد محمد ندى وهو الأكثر صيانة وترميما وعناية من جانب الحكومة· أما المسجد الثالث، فهو سانكوري الذي تم بناؤه في عهد ولاية المانديغ عام (1325- 1433)· مقصد سياحي والملاحظ أن هذه المدينة الأسطورة يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، بهدف مشاهدة أطلال المدينة التي امتلأت بها الكتب الأدبية في شتى الثقافات العالمية، وقد أعيد اكتشاف تلك المدينة أكثر من مرة، وكانت الأولى على يدي البريطاني ''الماجور غوردون لينغ'' والفرنسي ''رينيه كاييه''· مخطوطات قيمة وبتمبكتو مكتبة ماما حيدرا وتقع في الجنوب الشرقى للمدينة، وهي مثال للتعاون بين جامعة هارفرد ووزارة الثقافة وصاحبة المكتبة، فهي تشكل واحدا من الأقطاب الثقافية والفكرية لتمبكتو، حيث تحتضن 9 آلاف مخطوطة، ومكتبة فوندو قاطي وتوجد على بعد 300 متر شرقي مكتبة ماما حيدرا وافتتحت في عام 2003م كمثال للتعاون الثلاثي بين إسبانيا ومالي وصاحب المكتبة إسماعيل جاجى حيدرا، وفي السابق كانت في طوليرو ثم نقلت إلى غرناطة في صقلية وتضم 7028 مخطوطا· ومعهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية وهو مؤسسة عامة للتوثيق والبحوث مكلف بجمع المخطوطات الإفريقية من أجل إعادة كتابة التاريخ الإفريقي من تاريخ تأسيسه عام 1973م بدعم من اليونسكو، وتمكن من جمع 20 ألف مخطوط في مجال العلوم الاجتماعية وعلوم البيئة· وهناك القصبة المغربية وترمز إلى القلعة الحصينة التي قام ببنائها جودير لاستضافة الباشوات· وأيضا من الآثار التاريخية مجسم الفاروق (شعار تمبكتو 2006م)· والفاروق هو الشخصية الأسطورية الممثلة برجل عليه ملابس بيضاء ملثم وراكب على حصان أبيض· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©