أنقرة تحذر أميركا من عواقب تبني قرار إبادة الأرمن

اتجهت الأزمة الأميركية التركية إلى التصعيد بشأن اعتراف لجنة بالكونجرس أمس بحصول ''إبادة جماعية'' ضد الأرمن في فترة الخلافة العثمانية، فيما تحاول الإدارة الأميركية التخفيف من أثر القرار الذي وقفت وراءه الأغلبية الديمقراطية، خشية قيام تركيا باتخاذ إجراءات انتقامية خاصة بشأن قاعدة ''انجرليك'' العسكرية الشديدة الأهمية بالنسبة لنقل الإمدادات للقوات الأميركية في العراق· وأقرت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي أمس الأول نصاً يصف ما حدث للأرمن في عام 1915 ومقتل مئات الآلاف منهم على يد الجيش التركي بـ''الإبادة''، وجاء القرار بأغلبية 27 صوتاً مقابل 21 صوتاً تمهيداً لطرحه على المجلس للتصويت عليه في جلسة عامة· وترى تركيا أن ما حدث في خلال الحرب العالمية الأولى كان مجرد أعمال ثأرية ضد مجموعات تعاونت مع ''العدو'' الروسي في الحرب· وبينما يقدر الأرمن عدد الضحايا بنحو مليون ونصف قتيل، تؤكد تركيا أن عدد القتلى لا يتجاوز نصف مليون· ووصف الرئيس التركي عبدالله جول هذا القرار الأميركي بانه ''غير مقبول''، موضحاً أنه يتجاوز التحذيرات المتكررة للحكومة التركية وتحذيرات الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي أعرب من جانبه عن قلقه من إجراءات دبلوماسية قد تلجأ إليها أنقرة وأمر إدارته بالتحرك ضد النص· ودعت الحكومة التركية مجلس النواب الأميركي إلى عدم اعتماد نص القرار الذي وافقت عليه لجنة الشؤون الخارجية· ووصفته بالنص ''غير المسؤول'' وأنه من شأنه أن يعرض علاقات انقرة وواشنطن للخطر· وقال بيان للحكومة التركية إن المضي قدماً في هذا القرار الذي يُعرض شراكة استراتيجية تم تطويرها على مدى سنين وعلاقات مع بلد حليف وصديق للخطر في فترة بالغة الحساسية، وسيشكل موقفاً غير مسؤول''· وحذر حزب ''العدالة والتنمية'' التركي الحاكم من تداعيات تبني الكونجرس الأميركي هذا القرار· وأشار نائب رئيس الحزب ايجمين باجيس إلى ان تركيا قد تتوقف عن وضع قاعدة ''انجرليك'' الجوية في تصرف القوات الأميركية في حال إقرار النص المقترح· وقاعدة ''انجرليك'' أساسية للقوات الأميركية لنقل التجهيزات العسكرية إلى كل من العراق وأفغانستان، ويمر عبرها 70% من التموين العسكري الجوي إلى العراق وثلث الوقود و95% من المصفحات· وفي محاولة من الإدارة الأميركية لتسكين ''الغضب'' التركي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تأسف لقرار لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب· وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك ''إن الإدارة الأميركية تستمر في معارضتها الحادة لهذا القرار الذي لا يمكن إلا أن يسمم العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا والمصالح الأميركية في أوروبا والشرق الأوسط''· وحث نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أنقرة على عدم اتخاذ أي إجراء ''ملموس''· وقال إن الإدارة الأميركية تشعر بـ''خيبة أمل عميقة'' للاقتراع وتأمل الا تتخذ تركيا أجراءً انتقامياً· وأضاف ''نأمل بشدة ان تقتصر خيبة الأمل على البيانات وألا تمتد الى أي شيء ملموس قد يتعارض مع الطريقة الجيدة للغاية التي نعمل بها مع الاتراك منذ سنوات كثيرة·''