الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقدة قابيل

30 مارس 2008 02:03
لابد أن كل واحد منا قد انتابه في فترة ما من حياته احد الشعورين: إما انه كان مميزا ومفضلا لدى والديه، على باقي إخوته، أو العكس انه كان مهضوم الحق، لم يلق الحب والاهتمام الكافيين· وسواء أعلناها بصوت مرتفع أم حبسناها في أعماقنا، فإننا قلناها متأسفين على حالنا: ''كان أبي يحب أخي أكثر مني'' أو ''أمي كانت تفضل أختي الصغرى عليّ لأنها أجمل، أو أشطر في المدرسة''· ولكن الأمور لا تنتهي عند هذا الاعتراف، ففي كثير من الأحيان تنشأ بين الإخوة غيرة حاقدة بسبب التنافس على حب واهتمام الوالدين، وما أكثر القصص والحالات التي شكلت فيها الغيرة علاقة الإخوان وصاغتها بالكراهية والعداء الصريح، أو الخفي· ولعل أوضح رمز لخطورة تأثير الغيرة بين الإخوان هي قصة هابيل وقابيل، حين قتل هابيل أخاه قابيل غيرة وحسدا لفوزه برضى وقبول والدهما آدم· وبعد مرور آلاف السنين، هل تخلصنا من عقدة قابيل؟ وهل أصبح الآباء أكثر عدلا في مشاعرهم وتعاملهم مع الأبناء؟ ليس مستغربا في بعض الأحيان أن يهتم الأبوان بأحد الأبناء لاعتبارات عدة منها، على سبيل المثال، التفوق الدراسي، رجاحة العقل، خفة الظل، وحنان الابن على والديه، وهذا الاهتمام ''المنحاز'' إذا جاز التعبير، يولد شعورا بالغيرة من قبل الابن الآخر، الذي قد يظن أن والديه يحبان أخاه أكثر منه، وهذا بدوره قد يؤدي إلى تطور ذلك الشعور إلى الغيرة، ليصل الأمر إلى درجة الكراهية بين الإخوة أحيانا· محمد عبد العزيز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©