رئيس البنك الدولي يؤكد ضرورة مساندة الاتجاه الإصلاحي في الدول العربية

أكد رئيس البنك الدولي أمس الأول أن الدول العربية تحتاج إلى الترويج لتبني الإصلاحات الاقتصادية بالأسلوب الغربي لتخفيف حدة التوتر الاجتماعي في تلك الدول والقضاء على البطالة بين الشباب، وقال روبرت زوليك في أول استعراض لسياساته منذ توليه منصبه كرئيس للبنك الدولي في يوليو الماضي: ''من أهم التحديات في وقتنا الراهن'' دعم الذين يريدون تشجيع التنمية في العالم العربي''· وألمحت تصريحات زوليك المقترنة بتحذير عام من خطورة الإرهاب ومن الدول التي لم تحقق نجاحاً إلى القلق الناجم عن خطر التشدد الإسلامي دون استخدام هذا المصطلح صراحة· وفى سياق طرح جدول أعمال من ست نقاط لإعادة الحيوية إلى البنك قال زوليك انه يتعين على البنك الدولي أن يبذل المزيد من الجهد لمساعدة العالم على التعامل مع ظاهرة التغير المناخي ومساعدة الدول على استعادة عافيتها بعد الحروب وتقديم التمويل الذي يستهدف الاقتصادات الأسرع نمواً مثل الصين· وأضاف زوليك ''العولمة تقدم فرصا لا حصر لها إلا أن الاستبعاد والفقر المدقع والضرر البيئي يخلق أخطاراً''· وأشار زوليك إلى استعداد البنك الدولي لمساعدة الدول العربية في توفير الخدمات الاجتماعية لشعوبها وتوفير مناخ ملائم للاستثمار باعتبار ذلك من المشكلات الأساسية التي تواجه هذه الدول· وقال زوليك في كلمته المكتوبة بواشنطن ''إن دولاً مثل مصر والسعودية حققت تقدماً في الإصلاحات الاقتصادية ولكن مازال هناك الكثير من العمل المطلوب القيام به''· وأشار إلى ضرورة استفادة كل شعوب الدول العربية من العولمة· يذكر أن البنك الدولي الذي يضم 185 دولة يقدم القروض والخبرة الفنية من أجل محاربة الفقر والأمراض والفساد في دول العالم، وقال زوليك الذي كان نائباً لوزيرة الخارجية الأميركية قبل انتقاله إلى البنك الدولي إن الفقر يمكن أن يؤدي إلى انهيار المجتمعات التي تصبح تربة خصبة لتفريخ هؤلاء الذين يصرون على الدمار والهجرة التي تهدد الحياة''· في الوقت نفسه أكد زوليك على ضرورة تحديث أسلوب عمل البنك الدولي لكي يظل قادراً على القيام بمهمته في الوقت الذي تتجه فيه الاقتصادات الناشئة مثل الصين إلى الاعتماد المتزايد على أسواق المال الدولية لتمويل مشروعاتها الاقتصادية وبنيتها الأساسية· ومنذ توليه رئاسة البنك طرح زوليك خطة تهدف إلى تبسيط إجراءات الحصول على قروض البنك الدولي وتقليل تكلفة الاقتراض منه· وقال زوليك نريد أن نكون ''أسرع وأفضل وأرخص'' في تقديم القروض· واقترح زوليك تحويل اهتمام البنك الدولي إلى مساعدة الدول في محاربة التلوث والاحتباس الحراري والعمل على نشر فوائد العولمة بين مختلف مناطق العالم وبين شعوب تلك المناطق· وقال إن الكثير من الدول مطالبة بفتح أسواقها أمام الصادرات الزراعية في إشارة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تعارض فتح أسواقها أمام الصادرات الزراعية للدول النامية· وأشار زوليك الى أن وجود هدف آخر للبنك يتمثل في المساعدة في نقل النفوذ الاقتصادي والسياسي المتنامي للصين وبصفة خاصة في أفريقيا في الوقت الذي تجوب فيه الصين العالم بحثاً عن البترول والموارد الاخرى لتغذية نموها الاقتصادي· وقال زوليك ''اعتقد أننا نستطيع ان نحاول العمل مع الصين بشأن بعض القضايا في أفريقيا''· واتخذ زوليك نهجاً حذراً بشأن دور البنك في العراق، وهذه نقطة مثيرة للجدل بعد قيام سلفه بول وولفويتز- احد المخططين الرئيسيين للغزو الذي قادته الولايات المتحدة - بوضع برنامج ضخم للبنك الدولي في العراق· وقال زوليك إنه بينما يقوم البنك الدولي بدور في تقديم مساعدات اقتصادية في العراق ، ''فإننا لسنا منظمة أمنية''، وأردف زوليك ''على البنك الدولي ألا يحاول أن يكون شيئاً لسنا هو·'' ورحبت منظمة أوكسفام الدولية للمعونات على نطاق واسع بخطاب زوليك· وصرحت المتحدثة باسم اوكسفام بيرنيس روميرو '' تركيز زوليك على ظاهرة التغير المناخي يعد موضع ترحيب لأن ظاهرة الاحترار العالمي لها بالفعل تأثير مدمر على الدول الأفقر في العالم التي تتحمل مسؤولية أقل عن هذه المشكلة''·