الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فرنسا وإيطاليا أكثر المتخوفين من اليورو القوي

فرنسا وإيطاليا أكثر المتخوفين من اليورو القوي
12 أكتوبر 2007 01:57
يرى عدد من الدول الأعضاء في منطقة اليورو على رأسهم فرنسا وأيطاليا أن تقييم عملات لدول كبرى بسعر متدن بشكل غير مبرر مثل اليوان الصيني والدولار الأميركي يضر باقتصادياتها بصورة غير عادلة· وارتفعت أسعار صرف العملة الاوروبية اليورو أمس في مستهل التعاملات، وسجل 4170ر1 دولار أميركي، وبلغت قيمة الدولار 7057ر0 من اليورو، وكان البنك المركزي الاوروبي قد حدد السعر الاسترشادي لليورو أمس الأول بـ4146ر1 دولار، مقابل 4037ر1 دولار يوم الثلاثاء الماضي· وأرجع الخبراء الزيادة إلى المخاوف من تراجع أداء الاقتصاد الاميركي بشكل قد يجبر البنك المركزي الاميركي على إجراء مزيد من الخفض في أسعار الفائدة· وقال وزراء مالية ما يطلق عليها ''مجموعة اليورو'' في بيان توفيقي صدر عقب اجتماع لهم في لوكسمبورج يوم الاثنين ''إننا نعيد التأكيد على أن أسعار الصرف ينبغي أن تعكس الاسس الاقتصادية وأن التحركات غير المنتظمة والمبالغ في تقلبها في أسعار الصرف هو أمر غير مرغوب فيه بالنسبة للنمو الاقتصادي''· وحدد رئيس مجموعة اليورو رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر المخالفين الرئيسيين للقواعد العامة حسب الأهمية وهم ''الصين في المركز الأول ثم الولايات المتحدة في المرتبة الثانية واليابان في المرتبة الثالثة''· لقد فشلت محادثات لوكسمبورج في إخفاء الخلافات في الرأي التي حاصرت الوزراء المشاركين فيها من كل جانب· ويرجع ذلك جزئيا على الأقل إلى حقيقة أنه على الرغم من انتهاج سياسة نقدية موحدة فإن اقتصاديات منطقة اليورو تستمر في تسجيل معدلات نمو متفاوتة، ففي الوقت الذي من المتوقع أن ينمو فيه الناتج المحلي الإجمالي لأيرلندا بمعدل قوي يبلغ 4,8% هذا العام، فإن فرنسا وإيطاليا من المرجح أن ينمو اقتصادهما المتباطئ بمعدل صغير نسبته 1,8% خلال الفترة نفسها، وفي ظل احتمال استمرار المزيد من المخاوف، فإن مسئولي منطقة اليورو لا يزالون غير قادرين على التوصل لاتفاق بشأن كيفية التعامل مع مخاوفهم بشأن الاقتصاد· ومن بين أكثر المدافعين عن وجود سعر صرف ضعيف لليورو بين مجموعة اليورو المؤلفة من 13 دولة فرنسا وإيطاليا تليهما أسبانيا، وكان مسئولو الدول الثلاث قد أعربوا خلال الأسابيع القليلة الماضية عن ''قلقهم'' بشأن قيمة اليورو الذي وصل إلى مستويات مرتفعة قياسية أمام الدولار في نهاية الشهر الماضي، وتعاني الدول الثلاث كلها بشكل لا يدعو للدهشة من عجز في الميزان التجاري· وغالبا ما اشتكى رجال أعمال تلك الدول ملقين بمسئولية مشاكلهم المتعلقة ببيع منتجاتهم في الخارج على المنافسة غير العادلة من الصين أو على ''اليورو القوي'' إذ أن العملة القوية تجعل صادراتهم باهظة الثمن بشكل كبير ووارداتهم أرخص· لكنه حتى الآن ليس هناك سوى أدلة قليلة جدا تثبت صحة مزاعمهم، فالدراسات تشير إلى أنه على الرغم من الارتفاع الكبير في قيمة اليورو مقابل الدولار منذ أن بدأ طرحه في الأسواق مع بداية عام 2002 فإن تأثيره السلبي على صادرات الاتحاد الأوروبي كان في أضيق الحدود· أمر آخر وهو كيف يستطيع شخص أن يفسر الأداء القوي لألمانيا أكبر اقتصاد في منطقة اليورو التي تمتعت بفائض تجاري ضخم بلغ 228 مليار دولار ونمو الناتج المحلي الإجمالي لهذا العام بنسبة 2,7% وهو ما يتجاوز متوسط النمو في المنطقة بشكل طفيف· وأكثر من ذلك فإن وجود يورو أكثر ضعفا سوف يتسبب في أن تصبح الواردات وعلى الأخص النفط والغاز أكثر تكلفة كما أن القيام بخفض قيمة العملة سوف يزيد من مخاطر حدوث تضخم على المستوى المحلي، وقد بدت الدهشة على وجوه البعض عندما قال وزير المالية الألمانية بير شتاينبروك للصحفيين عقب حضوره الاجتماع إنه ''يفضل اليورو القوي على اليورو الضعيف''· وكانت إيطاليا وفرنسا خلال ''فترات القوة السابقة'' لليرة والفرنك تخفضان قيمة عملتيهما من أجل جعل صادراتهما أرخص في الأسواق الخارجية، لكن أغلب الاقتصاديين يدللون على صحة أن هذا الإجراء غير فعال وحل قصير النظر للمشكلة إذ أنه فشل في إجبار شركات التصنيع على تقديم منتجات أفضل، ومما يدعو إلى الارتياح، أن هؤلاء الاقتصاديين سوف يدللون على أن ''خفض قيمة العملة بشكل تنافسي'' لم يعد خيارا متاحا لحكومات تلك الدول· ويتفق معظم الخبراء بدءا من رئيس صندوق النقد الدولي المنتهية ولايته رودريجو راتو على أن الدولار وعلى الأخص اليوان الصيني الذي دائما ما يقتفي أثر العملة الأميركية ''يتم تقييمهما عند سعر متدن''· ولكن على الرغم من أن مثل تلك ''الاختلالات'' ليست بالتأكيد خطأ أوروبا، فإن المسئولين لم يبدوا تعاطفا كبيرا لوجهة النظر الفرنسية من أن حكومات الدول والبنك المركزي الأوروبي ينبغي أن يقوموا بدور أكثر فعالية·
المصدر: فرانكفورت-لوكسمبورج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©