الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهارة تقدير الذات

12 فبراير 2012
تقدير الذات من الأمور المهمة التي يحتاجها الإنسان ليكون فرداً إيجابياً بنّاءً في المجتمع، فهي مهارة يحتاجها الكبير والصغير، الآباء والأبناء، المعلم والطالب، الموظف والمدير، مهارة تجسد ما يمكن أن يقدمه هذا الفرد من إنجازات في الوقت الحالي والمستقبل. ونحن في مجال التنمية البشرية نطلق عليها «مهارة» والسبب يعود إلى التعريف المختصر لتقدير الذات في أنه «طريقة الإنسان في تعامله مع نفسه». وهذا يعتمد على الأفكار والمعتقدات والقيم والمشاعر والخبرة التي يمتلكها الإنسان عن نفسه. فإن كانت سلبية ظلم نفسه وحط من قدرها، وإن كانت إيجابية رفع منها فحسن ظنه بنفسه. فهناك من أصحاب العلم والمعرفة والوعي من يجهل واجباته الحتمية والضرورية تجاه نفسه فيحمل عنها صورة سلبية ونظرة قاصرة. ويجهل أن عليه تقدير ذاته واحترامها بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وما يجب أن يعيه الإنسان هو أن احترام النفس وتقديرها، يجب أن يكون نابعاً من النفس وليس من الآخرين، فمتى ما أظهر قيمة نفسه ومكانتها أجبر من حوله على احترامه وتقديره. فمن يبني تقدير ذاته اعتماداً على الآخرين، فقد يأتي عليه يوم يفقد فيه ذلك التقدير بسبب ذهاب العوامل الخارجية التي أعطته تلك القيمة للذات، الأمر الذي يفقده قيمة ذاته. وقد قيل قديماً: «المرء حيث يجعل نفسه، إن رفعها ارتفعت، وإن قصر بها اتّضعت». وأحب هنا أن أهني الصديق العزيز صالح اليعربي الذي استطاع بعد توفيق الله ثم الإدارة والمثابرة والسعي رغم المعوقات أن يصنع نفسه ويضعها في مرتبة عالية تليق بها، فقد أكمل صالح اليعربي دراسة الماجستير، وبهذا الإنجاز الجديد زاد تقديرنا له ولهمته العالية في طلب المعالي. إن تقدير الذات يُعد من الحاجات التي صنفها العالم إبراهام ماسلو في مدرجه الهرمي الذي وضعه تبعاً لدرجة أهمية الحاجات الآتية للإنسان: الحاجات الجسمية، الأمن والاستقرار، الحاجات الاجتماعية، احترام النفس وتقدير الآخرين، إثبات الذات، الحاجات الفكرية والجمالية. انظر عزيزي القارئ كيف قدر عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، نفسه بتواضع جميل وقدر في الوقت نفسه الآخرين ومكانتهم دون التقليل من شأنهم ولم يفعل كما يفعله بعض المغترين بأنفسهم ممن لا يرون من العقول سواهم، فقد قال «والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني ولو أعلم أحداً تُمتطى إليه الإبل أعلم مني بكتاب الله لأتيته وما أنا بخيركم». أعجب كثيراً عندما أرى أناساً وقد تركوا الاهتمام بأنفسهم ومظهرهم ولبسوا الثياب الرثة وغير النظيفة ولا تجد منهم الرائحة الطيبة، وكأن أمر الاهتمام بالنفس والمظهر ليس له صلة بتقدير الذات، إن أمثال هؤلاء بحاجة إلى فهم هذا الأمر وتطبيقه بشكل صحيح دون مبالغة ودون التعدي على الآخرين، فما أجمل أن تكون بين أناسٍ ترى في أعينهم مكانتهم وتلمس من سلوكهم وتصرفاتهم مكانتك. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©