الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بستان الكلام

11 أكتوبر 2007 01:15
قال الأصمعيّ: قصدت في بعض الأيام رجلاً كنت أغشاه لكرمه، فوجدت على بابه بوابا، فمنعني من الدخول إليه، ثم قال: والله يا أصمعيّ ما أوقفني على بابه لأمنع مثلك إلا لرقة حاله، وقصور يده فكتبت رقعة فيها: إذا كان الكريم له حجاب فما فضل الكريم على اللئيم ثم قلت له: أوصل رقعتي إليه، ففعل، وعاد بالرقعة وقد وقع على ظهرها: إذا كان الكريم قليل مال تحجب بالحجاب على الغريم ومع الرقعة صرة فيها خمسمائة دينار· فقلت: والله لأتحفن المأمون بهذا الخبر، فلما رآني قال: من أين يا أصمعيّ؟ قلت: من عند رجل من أكرم الأحياء حاشا أمير المؤمنين· قال: ومن هو؟ فدفعت اليه الورقة والصرة، وأعدت عليه الخبر· فلما رأى الصرة قال: هذا من بيت مالي ولا بد لي من الرجل· فقلت: والله يا أمير المؤمنين إني أستحيي أن تروعه برسلك، فقال لبعض خاصته: امض مع الأصمعي فإذا أراك الرجل فقل له: أجب أمير المؤمنين من غير إزعاج· فلما حضر الرجل بين يدي المأمون قال له: أنت الذي وقعت لنا بالأمس، وشكوت رقة الحال وان الزمان قد أناخ عليك بكلكله فدفعنا اليك هذه الصرة لتصلح بها حالك فقصدك الأصمعي ببيت واحد فدفعتها إليه· فقال: نعم يا أمير المؤمنين؟ والله ما كذبت فيما شكوت لأمير المؤمنين من رقة الحال لكني استحييت من الله تعالى أن أعيد قاصدي إلا كما أعادني أمير المؤمنين· فقال له المأمون: لله أنت! فما ولدت العرب أكرم منك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©