الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد عبد الله: حنين لرمضان القريـــة والزمــــــن الجميــــل

أحمد عبد الله: حنين لرمضان القريـــة والزمــــــن الجميــــل
11 أكتوبر 2007 01:08
سبعة وعشرون عاماً أمضاها أحمد عبد الله بن أحمد -أول خبير تربوي مواطن- في وزارة التربية والتعليم، شغل خلالها العديد من المناصب، منها مدير مشروع تطوير التعليم الأساسي والثانوي ومدير المنطقة الشرقية التعليمية ونائب مدير إدارة التخطيط والمتابعة، وكان آخرها مدير المكتب الفني لوكيل الوزارة عام ·2003 يحمل بن أحمد في مخيلته العديد من الذكريات عن شهر رمضان المبارك، امتدت عبر سنوات الطفولة والصبا والنضج والعطاء والمسؤولية، كان أبطالها أهل القرية والمدينة باختلاف عاداتهم وتقاليدهم، نتعرف عليها منه· مساحات قدسية الحديث عن ذكريات شهر رمضان المبارك ذو غبطة وشجون في آن واحد، حيث تتنوع بتنوع المشاركين فيها، كما يقول بن أحمد، مضيفاً أن رمضان القرية والزمن الجميل صاحب الرصيد الأكبر من الذكريات الجميلة التي تظل راسخة في الأذهان ويحن إليها من عاشوها في ستينات وسبعينات القرن الماضي، حيث المساحات القدسية في الذكر والهدوء والسكينة وحلقات الذكر والحديث والتنافس في عمل الخير ابتغاء مرضاة الله فقط، وكذلك تقوية الروابط الأسرية، وعقد الأمسيات الدينية، والمسابقات الشعرية والرياضية المحدودة وأنشطة أخرى متنوعة دون المساس بنصيب الأسد الذي تحظى به حلقات قراءة القرآن الكريم· ذكريات بريئة ويضيف بن أحمد أن لكل مرحلة عمرية ذكرياتها الخاصة عن شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن لمرحلة الطفولة جزءا كبيرا من الذكريات البريئة (كان يعيش في مدينة كلباء في الشارقة قبل الانتقال بعد ذلك إلى دبي)، فكانت لها شقاوتها وجرأتها وتمردها وخاصة إذا جاء رمضان خلال أيام شهر الصيف، فكنا نتحايل بوضع ''خطة استراتيجية'' لتناول بعض الجرعات من الماء والأكلات الخفيفة والسريعة عند صاحب البقالة، مع مجموعة من ''المتمردين'' من أصدقاء تلك المرحلة، مختلسين اللحظات لكي لا يرانا أحد من الأهل حتى لا نتعرض للعقاب، ونخرج بعدها لنمثل أننا صائمون وننطلق مسرعين إلى منازلنا مع أذان المغرب لنحمل البشرى لأهالينا المتجمعين في انتظار أن يشعروا بالفرحة التي منحها الله لهم عند الإفطار· وأضاف أننا مع تقدم العمر لمسنا فوائد رمضان وشعرنا بحلاوة الصيام والفوائد الجليلة التي منحها الله لنا فيه، وأدركنا نكهة القرية وعبقها وصفاءها الذي ينعكس في تعامل أهلها الطيبين والتي كانت تتجلى في الشهر العظيم، مضيفاً ''كان لدينا مجلس رمضاني أيام الوالد رحمه الله، وكان يتجمع فيه العديد من الأقارب والأهل والضيوف في ترابط اجتماعي قل أن يجد في تلك الأيام بالصورة الصافية التي كان عليها في القدم، وتتنوع فيه الأحاديث عن الحياة اليومية والتاريخ والحكم والمأثورات والمواقف التي يمرون بها في حياتهم والرحلات البحرية وكلها مواقف تحمل العبر والعظات، حيث كنا نستفيد منها في اكتساب الخبرات والتجارب الحياتية التي زرعها فينا الآباء والأجداد وساهمت بدور كبير في تكوين شخصيتنا''· فوائد جمة وأضاف أننا كنا نتعلم الكثير من تلك المجالس، وكنا نحفظ الشعر والأدب، ودائماً ما أردد أبيات الشيخ الرفاعي رحمه الله مدحاً في رمضان: ولم أر قبل حبك من حبيـــب كنا العشاق لوعات الغرام فلو تدري العوالم ما درينـــا لحنت للصلاة والصيام بني الإسلام هذا خير ضيف إذا غشى الكريم ذوي الكرام يلمكمو على خير السجايــــا ويجمعكم على الهمم العظام وذكر بن أحمد أن على الجميع أن يدرك الفوائد الجمة للشهر العظيم وأنه يعتبر شهر مراجعة مع النفس ومحاسبتها حال التقصير مع الخالق، كما أنه يعتبر شهر تقوية الروابط الأسرية، حيث يحرص خلاله على عدم السفر للخارج والتجمع مع أبنائه (أربعة أولاد وبنتان) على مائدة واحدة يتبادلون فيها الأحاديث والحوارات الهادفة، وأنه يحاول غرس العادات والتقاليد التي تربى عليها في نفوسهم وأن يكونوا محبين للناس، وأن يحرصوا على صلة الرحم حتى لا يتأثروا بضجيج المدينة ومناشطها الاقتصادية التي باتت تهدد الجميع في التمسك بالعادات والتقاليد التي تتميز بها المجتمعات المسلمة المترابطة عن غيرها من المجتمعات الأخرى·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©