الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حبر جديد للطباعة يختفي تدريجياً خلال 24 ساعة

حبر جديد للطباعة يختفي تدريجياً خلال 24 ساعة
11 أكتوبر 2007 01:03
تماماً كما يحدث في أفلام الخيال العلمي فقد أصبحت الرسائل التي تدمر نفسها ذاتياً متاحة على أرض الواقع وفي داخل مكاتب العمل الرسمية بعد أن أعلن العلماء عن تطوير حبر للطباعة يختفي تدريجياً وبالكامل خلال فترة 24 ساعة فقط· فعندما تتم طباعة وثيقة أو مقال على ورقة قابلة لإعادة الاستخدام فإن النص يظهر أولاً مماثل لأي وثيقة مطبوعة بشكل عادي سوى أن أحزمة ستظهر وهي محاطة على جوانبها بظلال حمراء اللون بدلاً من تلك السوداء بالكامل· وبعد ثماني ساعات لاحقاً ستبدو الصورة وكأنها مجرد ظل لشكلها السابق قبل أن تختفي بالكامل بعد انقضاء 24 ساعة وبذلك يمكن إعادة وضع الورقة البيضاء في الطابعة مرة أخرى· وكما ورد في صحيفة تايمز اللندنية مؤخراً فقد أصبحت الآمال معلقة على أن تعمل هذه التكنولوجيا على تقليل أعداد تريليونات من الأوراق التي يتم نقلها إلى مراكز إعادة التدوير أو - في أسوأ الأحوال - التخلص منها في داخل سلال القمامة أو ماكينات التمزيق بعد وقت وجيز من الطباعة عليها في كل عام· بيد أن هذا الحبر القابل للاختفاء ليس على الإطلاق حبراً بالمعنى المفهوم وإنما عبارة عن تلوين مؤقت للجزيئيات المعروفة باسم الفوتوكرومات أو ما يمكن ترجمته إلى الأصباغ التصويرية حيث يتم صبغ الورقة بهذه الجزئيات التي تبدل لونها كلما تعرضت لأضواء الأشعة ما فوق البنفسجية· وبمجرد اكتمال عملية الطباعة تبدأ الجزيئيات في التفاعل مع كمية الدفء الموجود في الهواء المحيط قبل أن تعود تدريجياً لحالتها الطبيعية· وكذلك يمكن إعادة استخدام الورقة للطباعة حتى قبل أن يختفي الحبر بالكامل بسبب أن الحرارة العالية في داخل الطابعة سوف يصبح بإمكانها مسح أية بقايا لهذه الألوان· وما لم تعاني الورقة من التشقق أو التجعد فبالإمكان الطباعة عليها مجدداً لعدد يصل إلى ثلاثين مرة· وإلى ذلك فإن الجهاز الذي يعمل على بث ضوء الأشعة ما فوق البنفسجية يمكن إلحاقه بسهولة في داخل الطابعة كما ذكر المطورون بحيث يسمح لمستخدمي جهاز الكمبيوتر باختيار حجم الورقة المطلوب لطباعة الوثيقة· إذ يقول بول سميث باحث المختبرات في شركة زيروكس الذي قام بعرض التكنولوجيا في الأسبوع الماضي في مدينة جرينوبل في فرنسا: ''لقد كشفت لنا الدراسات أن 45 في المائة من جميع أعمال الطباعة في المكاتب يتم استخدامها لمرة واحدة فقط تماماً كما يتم في قراءة البريد الإليكتروني· وفي بعض الأحيان تتم هذه العملية في غضون دقائق معدودات قبل أن ينتهي المطاف بالورقة في سلة المهملات''· إلا أن هذه التكنولوجيا التي لن تصبح متوفرة بشكل تجاري سوى بعد سنوات عديدة، من شأنها أن تعمل على خفض كمية الطاقة المطلوبة لطباعة ورقة واحدة بمعامل 200 من مستوى بريد على 200 كيلوجول (الذي باستطاعته اضاءة كمية 75 واط لمدة ساعة كاملة) إلى مستوى واحد كيلو جول (الذي يضيء لمبة لمدة 18 ثانية فقط) كما يقول سميث· علماً بأن الورقة المعاد تدويرها تستهلك حوالي 110 كيلوجول من الطاقة· وعلى الرغم من الانتشار الفطري الذي تشهده الأجهزة التي تعرض النص على الشاشات الإليكترونية إلا أن سوق الطابعات بات يشهد نمواً بمعدل 6 في المائة في كل عام وفقاً للمحللين في الصناعة الأمر الذي أخذ يشجع الشركات مثل زيروكس لجعل الطابعات أكثر ترشيداً للتكلفة وأكثر صداقة للبيئة في مكاتب العمل· وكما تقول صوفي فاندبرويك كبير الأخصائيين التكنولوجيين في الشركة: ''لقد أصبحت التكنولوجيات الخضراء تكتسب اهتماماً متعاظماً كما أن الورقة المعاد استخدامها باتت تعتبر أحد السبل التي تؤدي إلى تقليل آثار الدقائق المطبوعة على البيئة''· ويقول شارون ماكني المحلل في مجموعة جارتيز للطباعة إنه وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا ما زالت في طفولتها المبكرة إلا أن لديها إمكانيات تجارية هائلة· ولكنه حذر من أن هنالك تكاليف عالية سوف تصاحب عملية التحول من الطابعات التقليدية إلى التكنولوجيا الجديدة· أما المتحدث الرسمي باسم منظمة ويست واتش الخيرية في مجال البيئة فرحب بالتكنولوجيا الجديدة قائلاً: ''هنالك إمكانيات هائلة في هذه التكنولوجيا الجديدة التي تعمل على تقليل حجم الطاقة المستخدمة في الأعمال طالما يتم استخدام أعداد كبيرة من الوثائق لوقت قصير جداً· لذا فإننا نعرب عن ترحيبنا بأي خيار مستدام في كل ما يتعلق بمجال الطباعة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©