الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عملية البصرة مغامرة سياسية لرئيس الوزراء العراقي

29 مارس 2008 02:59
تعتبر الاشتباكات المتصاعدة بين قوات الأمن العراقية وميليشيا ''جيش المهدي'' التابعة لزعيم ''التيار الصدري'' الشيعي العراقي مقتدى الصدر، التي بدأت في البصرة واتسعت إلى بغداد ومدن شيعية في جنوب العراق، أكثر من مجرد مواجهة في الشوارع· بل قد تكون مرحلة حاسمة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المدعوم من الولايات المتحدة منذ تسلمه السلطة في شهرمايو عام ·2006 فالمالكي متأكد تقريباً من أنه سيدفع ثمناً سياسياً باهظاً إذا فشلت العملية العسكرية الجارية منذ يوم الثلاثاء الماضي في البصرة لتخليصها من نفوذ ''جيش المهدي''· وهو يعرف أن المخاطر عالية واتخذ ''موقفاً شجاعاً'' حين رفض تقديم أي تنازلات وتعهد بمواصلة القتال ''حتى النهاية''· وقد اعترف مسؤولون أمنيون أمس الأول بأن العملية تتعثر أمام مقاومة شديدة وتمرد وعمليات هروب في صفوف القوات الحكومية· لكن المالكي يبدو ثابتاً بعدما حوَّل القتال إلى ''اختبار شخصي'' وسافر إلى البصرة ليشرف بنفسه على أول عملية عسكرية تشنها القوات العراقية وحدها بدون دعم أميركي قوي· إنها مغامرة تنطوي بوضوح على سقوطه إذا أخفقت قوات الأمن العراقية فيها· فموقفه السياسي سيهتز بشدة في وقت يحاول فيه لعب دور الموحد بين فرقاء العراق الرئيسيين: الشيعة والسنة والأكراد· قد يشعر قادة السنة بالتشجيع ويشددون الضغط من أجل إقالة المالكي· وحتى حزب ''المجلس الأعلى الإسلامي العراقي''، شريك رئيس الوزراء الأساسي في ''الائتلاف العراقي الموحد'' للأحزاب الشيعية، بدأ مؤخراً يطلق تلميحات إلى اختلافه مع المالكي· وقالت مؤرخة الشؤون العراقية والمحللة البارزة في ''معهد الولايات المتحدة للسلام'' في واشنطن، فيبي مار إن المالكي سيخسر مصداقيته بالتأكيد إذا لم تحقق القوات العراقية نوعاً من السيطرة على البصرة تدريجياً· لكنها رأت أن حلفاءه الشيعة الرئيسيين لن يتخلوا عنه سريعاً بغض النظر عن نتائج المواجهة مع ''جيش المهدي''· وقد تكون العملية محاولة للقضاء على نفوذ الصدر قبل أن تخفض الولايات المتحدة عديد قواتها في العراق من 158 ألف عسكري إلى 140 ألفاً خلال الأشهر المقبلة· وفي غضون ذلك، تتطلع حكومة المالكي إلى الانتخابات المحلية المرتقبة في شهر أكتوبر المقبل كاختبار في مواجهتها مع ''التيار الصدري''· وقالت مار ''ربما حسبوا أنه من الأفضل التحرك الآن بينما القوات الأميركية لاتزال شديدة البأس في البلاد، لكن لا شك في أن المالكي يتصرف بجرأة منقطعة النظير''· وقد اتسم المالكي بالحذر في بقائه السياسي، حيث حرص المالكي على عدم إغضاب قاعدته السياسية الشيعية بالمضي بعيدا في مشروع الإصلاحات السياسية الأميركي المتضمن استيعاب المزيد من العرب السنة في قوات الأمن· وفيما بدا أن صبر الإدارة الأميركية على المالكي أخذ ينفد، تحولت النبرة بمجرد اندفاع القوات العراقية في البصرة ووصف الرئيس الأميركي جورج بوش العملية بأنها ''جريئة جدا'' وتوقع نجاحها· وقال في خطاب ألقاه مساء أمس الأول إنه يجب منح القادة العراقيين المزيد من الوقت لحل خلافاتهم وتحقيق المصالحة الوطنية·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©