السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يكرم ثمانية إعلاميين قتلوا وأصيبوا أثناء تأدية عملهم

محمد بن زايد يكرم ثمانية إعلاميين قتلوا وأصيبوا أثناء تأدية عملهم
10 أكتوبر 2007 02:26
كرم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول ثمانية من الإعلاميين العرب والأجانب ممن وقعوا ضحايا حوادث العنف أثناء تأديتهم لأعمالهم في مختلف مناطق الصراع في الشرق الأوسط· وقلد سموه الإعلاميين المكرمين ''ميدالية زايد'' بحضور سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وهي الميدالية الأولى في العالم التي تُقصّ من نيزك من الفضاء، تقديرا لإنجازاتهم وتضحياتهم التي قدموها خدمة لرسالة الإعلام والكشف عن الحقيقة· وجاء التكريم بعد أن حضر سموه محاضرة للإعلامي فرانك جاردنر المراسل الأمني لهيئة الإذاعة البريطانية ''بي· بي· سي·'' استعرض فيها تجربته الشخصية كمراسل أمني في الشرق الأوسط، وذلك في إطار البرنامج الفكري ولقاءات الحوار لمجلس سموه في شهر رمضان المبارك· وتحدث جاردنر في بداية محاضرته عن بداية ارتباطه بمنطقة الشرق الأوسط وبالثقافة العربية والإسلامية، حيث درس اللغة الغربية في جامعة إكستر البريطانية وتعلم علوم القرآن والأدب والشعر، بعدها انتقل إلى مصر لتعلم اللغة العربية وعاش مع إحدى العوائل الشعبية ودخل صميم المجتمع المصري· وفي الأردن عاش فترة مع إحدى القبائل البدوية على الحدود السعودية الأردنية، في متجمع بدائي متمسك بشدة بالعادات والتقاليد المتوارثة، وخرج مع رعاتهم لرعي الأغنام وصام معهم شهر رمضان أيضا، لافتا إلى أن الفترة التي قضاها في الأردن كانت من أمتع مراحل حياته، خاصة مع الترحيب والحفاوة الكبيرة التي كان يحظى بها ويعكس طبيعة العرب · ثم انتقل المحاضر إلى الحديث عن حياته المهنية حيث عمل أول ما عمل في هيئة الإذاعة البريطانية في دبي عام ،1995 لافتا إلى أنه سعى إلى إقناع إدارة القناة إلى فتح مكتب في دبي لتغطية الأخبار والأنشطة في مختلف أرجاء المنطقة، وأهمية نقل صورة حقيقية عن العرب والمسلمين للشعوب الغربية التي تعاني من جهل كبير تجاه الثقافة العربية والإسلامية· بعد ذلك تطرق جاردنر إلى نشاطه في تغطية أحداث الإرهاب في المنطقة، وخاصة مع اتساع دائرة العمليات المسلحة ضد المدنيين الغربيين في السعودية، حيث قام وبالتنسيق مع الداخلية السعودية بزيارة موقع مجمع الواحة السكني في الخُبر، حيث قام تنظيم القاعدة باحتجاز رهائن غربيين وذلك في 30 مايو ·2004 الحادث المؤلم وتحدث جاردنر عن تفاصيل حادث الهجوم الذي تعرض له من قبل عدد من المتشددين في حي السويدي بالرياض بينما كان يقوم بإعداد تقرير تلفزيوني برفقة مصوره سيمون كمبرز الذي قتل في الحال وذلك عام ·2004 واسترجع جاردنر تفاصيل الحادث وقال: كان الوقت قبل المغرب بساعتين عندما قدم إليّ شخص وألقى عليّ السلام، وبينما كنت أرد عليه إذ به أخرج مسدسا من جيبه وأطلق النار في الوقت الذي تملكتني دهشة كبيرة عن سبب قيامه بذلك·· أتذكر وجهه جيدا·· وحاولت الهرب بعيدا إلا أن سيارة قدمت ونزل منها مسلحون متشددون وأطلقوا النار عليّ وأنا منطرح على الأرض وأنزف جراء الإصابات· وأضاف: اقترب مني أحدهم وأخرج من جيبي ميكروفونا ومصحفا كنت أحتفظ به، وكنت واعيا ورأيت كراهية مطلقة على أوجه المسلحين·· لقد ضغطوا على زر العنف ولم يفيد أي شيء حاولت أن أقوله بالعربية في اقناعهم بالعدول عن موقفهم· وكل ما كانوا يعرفونه هو أنني غربي جاء الى منطقتهم وهذه فرصة للتخلص من غربي·· لقد كان الامر مرعبا·· وأردف قائلا: لقد سمعتهم وهم يتحدثون بالعربية بينما كانوا يقررون ما يفعلوه معي قبل أن يطلقوا علي ثلاثة أعيرة نارية· ونفذ المتشددون العملية باحتراف كبير· فقد حاصرونا في أحد الجوانب بسيارتين وطوقونا ولم يكن لنا سبيل للهرب· وعبر عن حالته ذلك الوقت قائلا: لقد كانت تجربة مروعة وعندما سقطت هناك لم أكن قد عرفت بعد أنني أصبت بخمسة أعيرة نارية·· كنت يقظا وواعيا وافكر وأقول ''لقد تلقيت ضربات كثيرة هنا لكني ما زلت حيا ولذلك يجب أن أبقى حيا من أجل عائلتي·'' واستطرد: عقدت العزم على البقاء· وتحركت وشعرت أن قدمي ثقيلتان لأن بعض الرصاصات اصابت أجزاء من الأعصاب ولذلك نهضت بعد أن ذهب المتشددون وطلبت المساعدة· ومضى وقت طويل قبل أن يأتي أحد وعندما حدث ذلك لم يكن هناك أي مساعدة على الإطلاق· ووقف السكان المحليون حولي ينظرون إلي بلا أي تعاطف ويناقشونني بشكل يبدو غريبا على تصرفات المسلمين العاديين الذين لا يتأخرون عن مساعدة الناس، مما زاد من آلامي وحزني· وأضاف: وفي النهاية تجمع حشد وحضرت الشرطة لكن بدون سيارة إسعاف ونقلت في سيارة تابعة للشرطة التي اخذتني في رحلة مؤلمة إلى مستشفى تعوزه الامكانيات· وعندما دخلت إلى غرفة العمليات كنت أصرخ للحصول على مسكنات واعطوني هذه المسكنات· واستطعت الاتصال بعد ذلك بالسفارة البريطانية وأمير الرياض اللذين تمكنا من إرسال وحدة إنقاذ من أجلي· ووصل فريق مؤهل للغاية من المتخصصين من مستشفى الملك فيصل لانقاذي·· أنا بخير الآن واستخدم كرسيا متحركا وهو أمر ليس جيدا· انا في وحدة لاصابات الحبل الشوكي وهي مزيج من اليأس والامل· وأوضح أنه من حسن حظه أنه لم يتعرض لاصابات في المخ الذي لا يزال سليما، وقال: اشكر الله انني لم اتعرض لإصابات في الرأس·· لقد تلقيت خطابات كثيرة ورائعة من أصدقاء عرب ومسلمين في بريطاني ودبي والسعودية للتعبير عن الدعم وساعدني ذلك بدون شك في التعافي· العقلية التكفيرية وقال جاردنر إنه لا يحمل أي كره أو ضغينة تجاه العرب والمسلمين فيما حصل له ولا يحمل الإسلام والمسلمين تصرفات هذه الفئة المتشددة، ولكنه يرى -حسب وصفه- أن ''النظام التعليمي في السعودية يزرع في عقول الطلاب والناشئة أن كل غربي غير مسلم فهو كافر مصيره إلى جهنم·'' وأوضح أن التحدي الأكبر في مواجة الإرهاب ليس فقط من خلال القضاء على التنظيمات المسلحة، وإنما ينبغي مواجهة العقلية التكفيرية التي سادت عقول كثير من الأبناء الذين لا يبدون التسامح مع الآخر· وقال إنه يتفهم أسباب غضب الكثير من العرب والمسلمين على الغرب وأميركا وبريطانيا بالتحديد، واللتين شنتا الحرب على العراق، ومن قبل تم استهداف أفغانسنان بالإضافة إلى الانحياز المستمر تجاه إسرائيل، إلا أن هناك أسبابا أخرى لظهور التشدد والإرهاب منها -حسب رأيه- البطالة والرغبة في التعبير عن الرأي، إلا أنه لفت إلى أن الذين هاجموه هم من أصحاب العقلية التكفيرية التي لا تتعامل مع الآخر بتسامح· الحضور حضر الأمسية بمجلس سمو ولي عهد أبوظبي سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والعميد الركن الدكتور الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين، وكوكبة من الإعلاميين ورؤساء ومدراء تحرير عدد من المؤسسات الصحفية والعالمية في الدولة· المكرمون كرم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كلا من: ؟؟ فرانك جاردنر· صحفي في قناة بي· بي· سي· أصيب في 6/6/2004 في الرياض في هجوم استهدفته فيه مجموعة من المتشددين· ؟؟ سيمون كمبرز· صحفي ومصور في قناة بي· بي· سي· اغتيل في الرياض في نفس الحادثة التي اصيب فيها زميله جاردنر· تسلم الميدالية عنه السفير البريطاني لدى الدولة سعادة إدوارد أوكدين· ؟؟ أطوار بهجت· مراسلة قناة العربية، اغتيلت في سامراء بالعراق في 22/2/·2005 وهي شاعرة وأديبة· واستلمت الميدالية بالنيابة عنها شقيقتها إيثار بهجت· ؟؟ جواد كاظم· مراسل قناة العربية في بغداد· تعرض لحادث اغتيال في 18/6/·2005 ؟؟ سمير قصير· صحفي وأستاذ العلوم السياسية، ومن أبرز منتقدي سياسات النظام السوري في لبنان· اغتيل في الأشرفية في لبنان في 2/6/·2005 تسلمت الميدالية عنه أرملته الإعلامية جزيل خوري· ؟؟ علي الخطيب· مراسل قناة العربية في بغداد· اغتالته دورية أميركية بعد أن أطلقت النار عليه· وتسلم ميداليته والده عبد المحسن محمد· ؟؟ مي شدياق· مذيعة في قناة إل· بي· سي·· تعرضت لمحاولة اغتيال في بيروت في 25/9/·2005 ؟؟ جبران التويني· رئيس مجلس إدارة صحيفة النهار، ومن أبرز الأصوات اللبنانية المطالبة بإنهاء الوجود السوري في لبنان· اغتيل في بيروت في ديسمبر ،2005 وتسلمت الميدالية عنه ابنته نايلا التويني· مي شدياق تحدثت الإعلامية اللبنانية مي شدياق مذيعة قناة إل· بي· سي· في مداخلة لها عن تجربتها عندما تم استهدافها في محاولة اغتيال· وقالت: ''أنا لبنانية مسيحية·· وتم الاعتداء علي ليس لأنني مسيحية، وإنما لأنني كنت أدافع عن بلدي·· وإذا كان جاردنر قد تعرض لإرهاب من قبل مجموعات تكفيرية فإنني قد تعرضت إلى إرهاب من قبل دولة لا تريد أن ترى استقرارا في لبنان·''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©