القاهرة (وكالات) - هز الإرهاب امس قطاع السياحة في مصر، حيث استهدفت حافلة بتفجير قرب منفذ طابا الحدودي مع اسرائيل، مما أسفر عن مقتل 4 بينهم ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية وسائق مصري، كما أصيب 27 آخرون بجروح بينهم 13 في حالة حرجة، وسط دعوة رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي الذي أدان الاعتداء، الى سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، وتشديد إجراءات الأمن في المنطقة.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان صحفي نشرته على صفحتها الرسمية على موقع (فيسبوك) «إن الحافلة توقفت مرات عدة بالطريق أثناء رحلتها من القاهرة الى اسرائيل مرورا بمنطقة سانت كاترين»، وأضافت «أن الانفجار الذي استهدف الجزء الأمامي من الحافلة أوقع أثناء توقفها بموقف انتظار الحافلات بمنفذ طابا البري بجنوب سيناء انتظارا للمرور إلى الجانب الآخر»، لافتة الى مقتل 4 وإصابة 13 آخرين، وهو الرقم الذي اكده أيضا المتحدث باسم وزارة الصحة احمد كامل، ووكيل وزارة الصحة في جنوب سيناء محمد لاشين الذي أشار الى وجود 3 جثث وأشلاء جثة رابعة، وكذلك محافظ جنوب سيناء خالد فودة. وأكدت وزارة خارجية كوريا الجنوبية أيضا حصيلة القتلى وتحدثت عن إصابة 13 من بين 32 سائحا كانوا في الحافلة.
واكد مصدر لوكالة الأنباء الألمانية عدد القتلى الـ4، وأشار الى أن عدد المصابين ارتفع إلى 27 من بينهم 13 بحالة خطيرة، وأضاف أن الحافلة تضم سياحا كوريين فقط، وأنه لا وجود لأي سائح إسرائيلي في الحافلة نهائيا. لافتا الى اغلاق المنطقة بالكامل وإغلاق معبر طابا السياحي الحدودي مع اسرائيل عقب الحادث مباشرة. وتابع «أن الهدف من الحادث ضرب السياحة في مصر وفى جنوب سيناء تحديدا التي انتعشت في الآونة الأخيرة، وفقا للمؤشرات الحكومية.
ودمر التفجير واجهة الحافلة الصفراء وأجزاء من سقفها وذلك وفق ما أظهرت لقطات تلفزيونية. وقال مصدر لـ»رويترز» إن عبوة ناسفة وضعت تحت مقعد السائق استخدمت في التفجير. في حين قال مصدر آخر إن العبوة ربما وضعت خارج الحافلة.
وقال مصدر آخر في الجيش «هذا هجوم إرهابي تم بعبوة ناسفة». وتحدث شاهد عيان كان ينتظر بالقرب من المكان عن مشاهد من الخوف والرعب لحظة انفجار الحافلة، وقال احمد علي وهو طبيب لديه عيادة في منتجع قريب «كانت هناك أشلاء بشرية وجثث..شاهدت جثة رجل من دون ساق اتضح انه كوري».
وأدان رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي حادث تفجير الحافلة، ووجَّه بسرعة نقل المصابين لتلقي العلاج. وأكد أهمية سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، وتشديد إجراءات التأمين في المنطقة، لافتاً إلى أنه يتابع مع وزراء الداخلية والصحة والسياحة تفاصيل الحادث. وأجرى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اتصالا هاتفيا بنظيره الكوري الجنوبي يون بيونج سي حيث قدم تعازي حكومة وشعب مصر في ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي تعرضت له الحافلة السياحية في طابا، وأعرب عن تمنياته بسرعة الشفاء للمصابين جراء الحادث الإرهابي.
وأدان وزير السياحة هشام زعزوع الاعتداء ووصف مرتكبيه بالخسة والغدر، وقال للتلفزيون المصري «أولا أنا يؤسفني وشاعر بأسف شديد جدا وألم شديد جدا لهذا الحادث الأليم والغاشم، وآمل ألا يحدث تأثيرات أو حاجات سلبية من قبل الدول المصدرة للسياحة لمصر».
وألغى زعزوع ارتباطات سفره للأقصر لاستقبال أول طائرة قادمة من باريس إلى الأقصر وتوجه إلى كل من شرم الشيخ وطابا للوقوف على مجريات الأمور وملابسات الحادث هناك ومتابعة الترتيبات الخاصة بنقل المصابين والاطمئنان عليهم، وقال «إن وزارة السياحة تستنكر بشدة هذا الحادث الإرهابي الدنيء الذي يستهدف أرواح الابرياء ويتنافى مع صحيح الدين»، وأضاف«أن مثل تلك الأعمال الخسيسة لن تثني الحكومة والشعب المصري عن استكمال خارطة الطريق».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث بعد، وان كانت «جماعة أنصار بيت المقدس» التي تتبنى أفكار وأساليب «القاعدة» تبنت مؤخرا اكثر الاعتداءات دموية. وقال مصطفة كامل السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة لـ»رويترز» «المتشددون في سيناء ينظرون الآن إلى الأهداف السهلة التي تبعدهم عن المواجهة مع الشرطة والقوات المسلحة»، وأضاف «هذا مكسب رخيص لهم بعيد عن المخاطرة العالية».
واكد الناطق باسم هيئة مطارات اسرائيل المسؤولة عن امن الحدود، إن منفذ طابا الحدودي اغلق اثر الانفجار. وقالت المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد «إن الأمر المؤكد هو أن الانفجار ناجم عن عملية عدائية، ويوجد عدد من القتلى»، وأضاف أن الانفجار وقع في حافلة مليئة بالسياح الكوريين على بعد 500 متر تقريباً من معبر الحدود في طابا، مشيراً الى أنه تم سماع الانفجار في الجانب الإسرائيلي من الحدود، وتابع أن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية وسيارات تابعة لخدمة الإسعاف هرعت إلى منطقة المعبر من أجل تقديم المساعدة في حال اقتضى الأمر ذلك. بينما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه تم نقل خمسة من المصابين بإصابات خطيرة للعلاج في مستشفى يوسفتال بمدينة إيلات.
وأدانت السفارة الأميركية في مصر الهجوم الإرهابي على حافلة السياح في طابا، وقالت في بيان «ليس هناك أي مبرر أبداً لمثل هذا الهجوم الجبان»، وأضافت «تتقدم السفارة بخالص العزاء لأسر وأصدقاء الذين لقوا حتفهم كما تأمل في سرعة شفاء المصابين». كما أدانت السفارة الإيطالية بمصر الهجوم الإرهابي الخطير على حافلة السياح. ويعود آخر اعتداء ضد السياح في مصر الى فبراير 2009 عندما قتلت سائحة فرنسية وأصيبت 22 أخريات في تفجير عبوة ناسفة في ساحة مقابلة لمسجد الحسين بحي خان الخليلي السياحي في القاهرة. ووقعت ثلاثة اعتداءات ضد السياح في سيناء بين عامي 2004 و2006.
عدد اليوم
