السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضاء الإنترنت بين الفرص والتحديات

فضاء الإنترنت بين الفرص والتحديات
9 أكتوبر 2007 23:33
الإنترنت: مساحات ونوافذ مشرّعة أمام الجميع، وُجدت لتقريب الشعوب، والاستفادة مما يطرح عبر هذه الشبكة في شتى مجالات الحياة·· حيث أضحت تقنية لا غنى عنها لجميع المستويات·· فطالب العلم في أمس الحاجة لتلك الشبكة حينما يتناول بحثاً ما، أو حينما يكون على تواصل مع زملائه ومدرسيه، أو حينما يبحث من خلال الشبكة عن كل ما هو مفيد وجديد قد يسهم في رفع مستواه التعليمي ومن ثم مستوى التحصيل لديه·· ولكن كيف نستغل هذه التقنية أحسن استغلال مادامت قد وجدت في عصرنا لنستفيد منها ومن ثم الدفع واللحاق بركب الحضارة الغربية المتقدمة؟ بدلا من ان تكون مجالا لإدمان الدردشة؟ يقول الدكتور نبيل علي، خبير البرمجيات العربية: الإنترنت كغيرها من الأشياء ''سلاح ذو حدين''، فكما لهذه التقنيات إيجابيات ومزايا، لها سلبيات وعيوب، لكن لنتذكر دائما أن الانسان بطبعه هو من يحدد في أي جانب يسير، وذلك من خلال استخداماته واهتماماته، فقد نجد البعض يستخدم الإنترنت لغرض التصفح أو تطوير الذات·· وقد نستفيد من الانترنت في التعرف على الموروث الشعبي لدى أمتنا العربية من خلال التعرف على التقاليد واللهجات المتعددة والثقافات التي تنطوي تحت لغتنا العربية· وأما السلبيات فقد صارت كثيرةً للأسف ومنها تعمّد استغلال الإنترنت كوسيلة لإلحاق الأذى بالناس إما عن طريق اختراق خصوصياتهم أو عن طريق نشر صور مسيئة لهم· وبالنسبة للدردشة على الإنترنت أو ''الشات''، فهو موضوع متعدد الجوانب، يبدأ من محاذير هذه الدردشة وضوابطها، ويمر بما يسمى إدمان الإنترنت، وينتهي بوسوسة الشيطان وسبل مواجهتها· وقد تحدث في هذه القضية الكثير من المختصين في المجالات المختلفة، وتأسست مواقع كاملة للحديث في أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه·· وأقسى أنواع الإدمان هو إدمان ''الشات''· آثار الإنترنت وتقول الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس: إن المشاهدات والمتابعات تبين أن مدمن الإنترنت يعاني من عدة مشكلات، منها الاضطراب وهو واضح في شخصية المدمن، حيث يتمثل في حمله لشخصيتين؛ الأولى شخصيته الحقيقية، والثانية شخصيته ''الإنترنتية'' التي صنعها لنفسه، حيث يرسم هؤلاء المدمنون لأنفسهم شخصياتٍ أخرى يتعاملون من خلالها داخل هذه الغرف· كما يعاني من الانطوائية والانكفائية: حيث يعيش عالمه الواسع الرحب فقط من خلال هذا الجهاز الصغير الذي أمامه، لا يتواصل إلا من خلاله، ولا يتعرف إلا بواسطته، ولا يعرف إلا به، فكل حياته وصداقاته وعلاقاته تكون عبر الكمبيوتر، ونتيجة لهذه العلاقات، ونتيجة للساعات الطوال التي يجلسها يوميا أمام الإنترنت، تتساقط علاقاته وصداقاته الحقيقية واحدة تلو الأخرى، حتى لا يبقى منها شيء، وتُختَزل حياته في علاقات إلكترونية لا يدري حتى كونها حقيقية أو مزيفة· وهذا كله يؤصل الانطوائية والانكفائية في نفسه، فيكون خروجه لمجتمعه كمن يخرج من كهف عاش به مئات السنين، فيشعر بالغربة وعدم الانتماء لمجتمعه وواقعه، ومن ثم يبتعد مرة ثانية، وينطوي وينكفئ، حتى يصبح مخلوقاً منعزلاً لا يمت للحياة البشرية بصلة· ونتيجة لمشاهدات وسمعيات المدمن بما يتمتع به غيره في بلاد أخرى من مميزاتٍ يفتقدها هو، ويتمنى الحصول عليها فلا يستطيع، فإنه يسخط على مجتمعه· وأضافت: بسبب إقامة البعض علاقات غرامية غير شرعية، من خلال الإنترنت تتأثر العلاقات الزوجية حيث يحس الطرف الآخر بالخيانة، وقد أطلق على الزوجات اللاتي يعانين من مثل هؤلاء الأزواج بأنهن أرامل الإنترنت، ويعترف 53% من مدمني الإنترنت أن لديهم مثل تلك المشكلات· كما يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت، وقضاؤه أوقاتاً أطول فيها، في اضطراب حياته الأسرية، حيث يقضي المدمن أوقاتاً أقل مع أسرته، كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه· لا يخلو من فوائد ولكن ومع التحذير الشديد من خطر إدمان الإنترنت، وغرف الدردشة بالذات على المجتمع، لابد أن أنبه -والكلام للدكتورة سامية- إلى أن هذه الغرف لا تعدم من فوائد، أهمها: أننا نستفيد منها الكثير متى أردنا ذلك ومتى أحكمنا عقولنا بالبحث عن دروس مجانية ويسيرة·· فقد نتعلم من الشات ما لم نتعلمه من غيره·· نتعلم متى نتحدث، ومتى ننصت، ومتى نتداخل في الحديث ومتى نبدي آراءنا، ومتى نفضل الصمت عن الكلام·· قد نستفيد بعض المعلومات التي قد نستحضرها في يوم من الأيام، وذلك عن طريق الدخول في بعض المسابقات الثقافية الاسبوعية التي تقيمها بعض المواقع· الأسباب ووسائل العلاج فما هي أسباب إدمان الشات؟، وكيف نعالجه؟ يقول الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق: أهم هذه الأسباب هي وسوسة الشيطان، وهذه النقطة تنقسم إلى أمرين: الأول: منطق الشيطان في التعامل مع بني آدم· والثاني: الإرادة والعزيمة· فمنطق الشيطان في التعامل مع بني آدم أمر واضح أعلنه الشيطان من أول لحظة غضب الله تعالى فيها عليه (قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم· ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)، (قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين· إلا عبادك منهم المخلَصين)، (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أَن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أَن يكفروا به ويريد الشيطان أَن يضلهم ضلالا بعيدا)· ولهذه الوساوس طرق وأساليب وأنواع، من يصمد أمامها هم: (إلا عبادك منهم المخلصين)، فحاول أن تكون منهم، واعلم أن هذه الوسوسة لن تنتهي ما دمت حيا· وبالنسبة للإرادة والعزيمة: فيجب أن نعرف ربنا حق المعرفة·· فنحبه ونخافه، فنلجأ إليه في الحالين، صادقين في قصدنا وعزمنا، صادقين في عملنا وبذلنا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©